أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th September,2000العدد:10204الطبعةالاولـيالثلاثاء 7 ,جمادى الثانية 1421

تحقيقات

الحل الجذري عند التحلية والمؤقت لدى الزراعة
ظهران الجنوب بين العطش وجشع ناقلي المياه,.
بئر عطيفة المزود الوحيد لمياه الشرب ولا تغطي سوى 1% من حاجة المحافظة
أصحاب الناقلات يؤكدون أنهم يجلبون المياه مجاناً أو بأسعار زهيدة ويبيعونها بالمئات
* تحقيق : ناصر الناجي
1تمر محافظة ظهران الجنوب بأزمة شديدة في المياه نتيجة لتأخر هطول الأمطار حيث جفت اغلب الآبار والسدود وأصبحت المياه تجلب من مسافات بعيدة تصل الى 40 كم والى 120 كم من الحاجر والمجازة والفيض وأحد رفيدة وخميس مشيط ونجران.
وارتفعت اسعار الناقلات بشكل مخيف حيث وصل سعر الوايت 12 طناً 180 ريالاً وسعة 16 طناً بمبلغ 250 الى 300 ريال .
وهذه المياه تجلب من داخل المحافظة, اما المياه المحلاة والتي تجلب من محطات التحلية في خميس مشيط وأحد رفيدة فوصل سعر الناقلة التريلا من 500 الى 600 ريال هذا ما اكده عدد من المواطنين في سياق هذا التحقيق الصحفي الذي أجرته الجزيرة للاستماع الى آراء المواطنين وأصحاب الوايتات والسائقين وأصحاب الآبار والمسئولين.
الأسعار مرهقة
المواطن/ محمد صالح قال: انا من ذوي الدخل المحدود واعول اسرة كبيرة يصل عددها الى اكثر من 20 شخصاً وسعر المياه يتضاعف يوماً بعد آخر بسبب الجفاف حيث وصل سعر الوايت ثلاثمائة ريال واحتاج في الشهر الى ثلاثة وايتات ودخلي محدود كما اسلفت ونحتاج الى حل هذه المشكلة التي تؤرقنا, فالنظر لله ثم للمسئولين لحل هذه المشكلة وان يوفروا لنا الماء من التحلية أو من أي جهة اخرى.

استخدام المياه الصحية
المواطن محمد مسفر الوادعي قال: اصبحنا في محافظة ظهران الجنوب في الوقت الحاضر نعاني معاناة كبيرة من قلة الامطار وندرة المياه الصالحة حيث قد جفت الآبار والسدود ولم يعد المواطنون يحصلون على الماء الا بصعوبة بالغة لأن مصادر المياه هي الآبار والآبار بسبب قلة الامطار قد جفت نهائياً وأصبحنا نجلب المياه من خميس مشيط بستمائة ريال للوايت الواحد ومن نجران بخمسمائة ريال وقد يمضي علينا ايام ونحن بانتظار الوايتات ونضطر الى استعمال مياه الشرب الصحية اما المحافظة فاذا وجد وايت ماء فهو يباع بخمسائة ريال وحكومتنا ولله الحمد لا تألو جهداً في سبيل راحة المواطنين ونحن نضع هذه المعاناة الكبيرة امام انظار ولاة الأمر للنظر في وضعنا بعين العطف والرحمة وايصال المياه المحلاة الينا وقبل ذلك ارسال وايتات من خميس مشيط لسقيا المواطنين وليكن بأسرع ما يمكن لأن المعاناة كبيرة جداً وأملنا في الله كبير بأن يغيثنا وينزل علينا الغيث انه سميع مجيب.
واوضح المواطن / مسفر صالح الحسيني بأن ظهران الجنوب احدى المحافظات الواقعة على قمم جبال السروات ولأن مصدر المياه في هذه المحافظة يعتمد على الآبار الجوفية والتي يتراوح عمقها من 10م الى 20م تزيد وتنقص بالأمطار بإذن الله ولأن المحافظة في هذه الايام تمر بقحط لم تشهد له مثيلاً من قبل حيث تصل قيمة الوايت في المحافظة ما بين 200 الى 500 ريال وهذه المياه التي تسحب بواسطة الوايتات من المجازة والحاجر وحصن الحماد مياه سطحية ملوثة وشبه ملوثة وفي نفس الوقت مياه سطحية وبأسعار مرتفعة ولكن حاجة المواطن الماسة والضرورية دعته لاستخدامها وفي الأخير الأمر لله سبحانه وتعالى ثم لولاة الأمر في هذه الدولة ايدها الله لايجاد الحلول العاجلة لهذه المشكلة.
واكد المواطن/ حيان محمد فرحان بأن الناس يتسابقون على شراء الماء بأي ثمن فقد بلغ وايت الماء ستمائة ريال وهذه ظاهرة غير مسبوقة كما ان الآبار جفت وهلكت المواشي واصبحت تموت عطشاً حتى ان بعض المواطنين ينقطع الماء عن منزله بالاسبوع لعدم وجود وايتات حتى يتمكن من الشراء وهناك من لا يستطيع الشراء بهذه القيمة العالية.
الحل في التحلية
اما المواطن علي ظافر القحطاني فقال إذا لم يكن هناك مصدر من مياه الشرب المحلاة مثل خميس مشيط وغيرها فستكون المعاناة اكثر ولن يكون هناك حل خلافه وازاء ما يعانيه المواطن من ارتفاع سعر وايتات المياه الى 300 ريال لسعة 14 طناً فان الامر يحتاج الى لفتة نظر لايجاد حل جذري لهذه المشكلة.
الآبار والناقلات زادت المشكلة
المواطن/ عايض صالح الوادعي يؤكد ان مشكلة المياه كبيرة حيث ان الاسعار مرتفعة جداً ويصل سعر الوايت 200 ريال والى 250 والى 300 ريال والبعض من سكان المحافظة يأتي بالماء من خميس مشيط بمبلغ 500 ريال وبعض الاحيان 700 الى 800 ريال والمفروض ان تكون هناك محطة للتحلية في المحافظة حيث ان ازمة المياه تتكرر دائماً في المحافظة.
كما ان السبب في ارتفاع الاسعار هم اصحاب الآبار واصحاب الوايتات والأمل في المسئولين عن خزان المياه التابع للزراعة في المحافظة توزيع المياه على المواطنين وليس على اصحاب الوايتات الذين يبيعونها على المواطنين.
أين دور الزراعة؟
المواطن/ مسفر فرحان احمد الوادعي اكد بشدة وجود احتكار من اصحاب الوايتات بشكل عام حيث انهم استغلوا المواطن فأصبحت الوايتات اسعارها عالية جداً حيث ان هناك مواطنين لا يستطيعون توفير المياه وآخرون يستطيعون توفيرها لكن بصعوبة بالغة فاذا كانت الاسعار مستمرة بالارتفاع فالحقيقة يجب ان تلتفت المحافظة الى هذا وكذلك البلدية وتحديد تسعيرة لقيمة الوايت ويجب على الزراعة ان يكون لها دور فعال وحسم الموضوع وتوفير المياه بأي شكل كان فالعملية تحتاج الى نظرة وتحتاج الى حل عاجل ونسأل الله ان يغيثنا كما نأمل إيصال مياه التحلية للمحافظة حيث انها لا تبعد اكثر من 90 كم عن احد رفيدة وخاصة ان مياه الآبار الموجودة في المحافظة ملوثة بمياه المجاري.
رأي أصحاب الناقلات
كما التقينا بعدد من السائقين واصحاب الوايتات حيث التقينا في البداية بالسائق عبدالخالق باس علي خان باكستاني فقال: نبيع الوايت في هذه الأيام مابين 230 الى 250 ريال وكنا نبيع الوايت قبل ازمة الماء من 45 الى 50 ريالا والسبب في ارتفاع الاسعار هو عدم وجود المياه كما اننا نشتري رد الماء من البئر والتي تبعد عن المحافظة 35 كم بمبلغ 35 ريالا وتواجهنا مشكلة البعد كما ان السيارة في حاجة الى كفرات وغيار زيت وراتب العامل السائق ولازم يحصل الكفيل على فائدة كما اننا نشتري رد الماء من بئر عطيفة والتي تبعد 5 كم بمائة ريال ونبيعه ب 230 الى 250 ريال.
كما تحدث احد اصحاب الوايتات المواطن/ صالح عايض محمد الوادعي فقال: نشتري رد الماء من بئر عطيفة ب50 ريالاً للوايت سعة 9 طن ونبيعه ب150 ريالا ويعود السبب في ارتفاع السعر اولاً إلى قلة الامطار الشيء الثاني هو اننا ننتظر مدة 3 ايام حتى يأتينا الدور للحصول على الماء ومن ثم نقوم ببيعه وفي نظري ان الحل لهذه المشكلة هو ايصال مياه التحلية للمحافظة وحبذا لو ان خزان الزراعة يوزع على المواطنين وليس على اصحاب الوايتات حيث انه لو وزع الماء على المواطنين بالتساوي ربما تخف هذه المشكلة ونأمل من الله سبحانه وتعالى ان يمدنا بالمطر.
بينما قال محمد جاكير من بنغلاديش ان سعر الشراء للوايت سعة 10 طن بمبلغ 60 ريالا ونبيعه ب130 ريال كما اننا نشتري الماء من بعيد حوالي 20 كم واحصل في اليوم على 2 ردود وابيعها وآتي بالماء من مسافة 20 كم من الحرجة والطلحة.
وقال محمد مختار من بنغلاديش اشتري الوايت سعة 10 طن من بئر عطيفة ب70 ريالا وابيعه ب160 ريالا ويعود السبب في ارتفاع السعر إلى ان ماء عطيفة صالح للشرب اما الابار الباقية فهي لا تصلح الا للغسيل فقط كما اننا نجلس على بئر عطيفة يومين وثلاثة ايام ننتظر حتى تأتينا الفرصة للتعبئة.
ارتفاع الأسعار لتغطية التكاليف
السائق منير حسين باكستاني قال: نبيع الوايت بمبلغ 200 ريال الى 250 ريال وقبل هذه الازمة كنا نبيع الوايت بمبلغ 50 ريالا ونأتي بالماء من المجازة والحاجر ومن عطيفة ونأخذ الوايت سعة 16 طنا من عطيفة من أول 60 ريالا والان 120 ريال والسبب في رفع الاسعار هو تعب على السيارة وبعد المسافة حيث تصل الى 75 كيلو ذهابا وايابا ونأمل في ايصال التحلية لأن فيها فائدة للمواطنين، اما السائق/ محمد اسماعيل فقال ابيع الوايت سعة 13 طنا بمبلغ 180 ريال ونشتريه من صاحب البئر بمبلغ 35 ريالا وبمبلغ 50 ريالا ونحصل في اليوم الواحد على عدد 2 ردود وسبب زيادة الاسعار هو ان الطريق بعيدة حيث تصل المسافة الى عند البئر 35 كم ذهاب وهي في قرية الحاجر وبعض الآبار غير صالحة للشرب ماعدا بئر عطيفة هي الوحيدة الصالحة للشرب ونأمل في إيصال مياه التحلية.
وقد أوضح السائق ضيف الله علي احمد يمني بان الناقلات لها اسعار مختلفة فمنها الصغيرة والوسط والكبيرة وكل حجم له سعر فالصغيرة يباغ بمبلغ 100 ريال سعة 9 طن والوسط يباع بمبلغ 150 الى 170 سعة 12 طنا والكبير يباع بمبلغ 200 ريال ومن قرية الحاجر 250 ريال وسعته 16 طنا وتصل اسعار الوايتات من مياه التحلية من خميس مشيط الى 400 ريال وهي تريلة وهذه المياه وخاصة مياه عطيفة والمجازة صالحة للشرب ونشتري الوايت من صاحب البئر في المجازة بمبلغ 25 ريالا وبعض الابار بمبلغ 35 ريالا وبعضها 50 ريالا اما عطيفة بمبلغ 100 ريال.
مياه الزراعة بالأجرة
لكن السائق محمد عصمت خان هندي أفاد بأن خزان المياه التابع للزراعة في المحافظة متاح للمواطن حينما يحصل على اذن مكتوب بورقة من الزراعة فنحن نقوم بتحميل الماء له الى منزله بمبلغ 100 ريال اجرة الوايت كما اشار احد اصحاب الوايتات المواطن علي بن يحيى القاضي حيث قال نحن نملك مجموعة من الوايتات وهي لوالدي وانا مكلف بمتابعتها نيابة عن والدي ونبيع وايت الماء حسب المسافة فاذا كانت البئر قريبة نبيع الماء بمبلغ 170 الى 180 واذا كانت البئر التي نجلب منها الماء بعيدة نبيع الوايت بمبلغ 200 ريال الى 250 ريال مثل الحاجر والمجازة والفيض كما ان اصحاب الآبار التي نشتري منها الماء ما يستوون فيه منهم من يبيع الماء علينا بمبلغ 50 ريالا وواحد في المبرح يبيع الوايت 100 ريال ومنهم من يبيع الوايت بمبلغ 40 ريالا وعلى حسب الذي نشتري به نبيع الوايت بحيث اننا نعطي مصاريف السيارة ونكسب مكسبا بسيطا كما ان مياه الآبار التي نأخذ منها اكثرها صالحة للشرب مثل المجازة والفيض وعطيفة ونأمل في ايصال مياه التحلية للمحافظة.
جولة بين الآبار
كما قامت الجزيرة بجولة لعدد من الآبار في المحافظة والتقينا بعدد من اصحاب تلك الآبار وفي البداية التقينا بأحد اصحاب آبار عطيفة المدعو/ مسفر عبد الله محمد الوادعي حيث قال نبيع وايت الماء في السابق 30 ريالا اما الان 100 ريال ونبيع في اليوم من هذه البئر 12 ردا كما اننا نقوم بالتعبئة من البئر في اوقات مختلفة من اليوم من الساعة 6 الى الساعة 8 ومن الساعة 12 الى الساعة 1 ومن الساعة 5 الى الساعة 6 وهذه البئر لم تتأثر بهذه الازمة للمياه حيث انها على عادتها في وقت المطر ووقت الجفاف وهي البئر الوحيدة الصالحة للشرب وهي ماتغطي ولا واحد في المائة من المحافظة وهناك آبار قد جفت تماماً والمحافظة تمر بأزمة مياه شديدة واهل الوايتات هم السبب في رفع الاسعار حيث ان رد الماء من الاول 60 ريالا والان 250 الى 300 ريال ونأمل في إيصال مياه التحلية الى المحافظة اما اذا لم تصل مياه التحلية فلا يوجد اي حل آخر لأن بعض الآبار تجم عند هطول الامطار والجم يأخذ شهرين الى ثلاثة ثم يتوقف.
لكن المواطن/ حامد ال عايض قال كنا قبل فترة نبيع على اصحاب الوايتات بمبلغ 15 و20 و25 ريالا حيث كانت المياه كثيرة وكانت رخيصة كما اننا كنا نبيع المياه بداية الازمة بمبلغ 25 و30 ريالا وكنا نستحي من اصحاب الوايتات والان توقفنا عن التعبئة حيث جفت الآبار.
رأي مدير الزراعة
وتوجهنا بهذه المطالب والشكاوي من اهالي المحافظة الى سعادة مدير عام الزراعة والمياه بمنطقة عسير الاستاذ مبارك محمد المطلقة لمعرفة رأيه والدور الذي تقوم به ادارة الزراعة والمياه فقال تولي حكومتنا الرشيدة اعزها الله اهمية بالغة لتوفير المياه للمواطنين وتعمل وزارة الزراعة والمياه تنفيذاً للتوجيهات الكريمة على تنفيذ المشاريع مختلفة الانواع والاحجام لتوفير المياه وتنمية ودعم مصادرها حيث تم حفر 15 بئراً وانشاء 8 سدود بمحافظة ظهران الجنوب, ويتبع المحافظة خمسة مراكز ويعمل فرع الوزارة بالمحافظة على خدمة اكثر من 250 قرية وتعمل الوزارة جاهدة على توفير المياه للمواطنين من الآبار ومن خلال متعهدي السقيا ويعزى الشح الحاصل بالمنطقة حالياً الى قلة الامطار هذا العام وجفاف الآبار مما زادت تكلفة توفير المياه وبالنسبة لخزان المياه بالمحافظة فإن الطريقة المتبعة صرف أوراق للمواطنين مجاناً من قبل الفرع لتقديمها لاصحاب الوايتات ثم التعبئة من الخزان بموجبها لصالح المواطن دون مقابل وسعر النقل خمسة ريالات للطن تدفع للناقل, كما ان ايصال مياه التحلية لمحافظة ظهران الجنوب والمراكز التابعة لها ضمن المرحلة الثانية وسيتم تنفيذها حال توفر الاعتمادات اللازمة, كما تم للوزارة دراسة تأمين المياه لبعض المحافظات والمراكز ومنها محافظة ظهران الجنوب وذلك بنقل المياه من أشيباب التحلية بالخميس بواقع 1300 رد شهريا وبتكلفة 4320000 ريال سنويا وستتم المباشرة في ذلك حال اعتماد المبالغ اللازمة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved