أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th September,2000العدد:10207الطبعةالاولـيالجمعة 10 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

لما هو آت
الكهرباء,, بين الحاجة والاستهلاك
د, خيرية إبراهيم السقاف
من نعم الله تعالى على الإنسان أن منحه عقلاً يفكر,,، وهيّأ له أسباباً للعلم ينفذ بها إلى سلطان الوعي وقدرة الابتكار والاختراع,, حتى استطاع أن يسعى إلى عمارة الكون كما قُدّر لهذه العمارة أن تكون، وأن يهيّأ لها من الأشكال,, والأسباب، والأدوار،,, وكلُّ ذلك يحقق للإنسان منافع في حياته تؤهله لأن يعيش في رغد من العيش,.
فالإنسان الذي خُلق عارياً وطفق يغطي عليه من ورق الشجر، وصنع من الشجر والطين والحجارة بيوتاً له، وأوى إلى الجبال والكهوف,, وسار على ضوء القمر، ونام عند غسق الليل,, ونشر مع بزوغ الفجر,, حققت له الحضارة المصنوعة بكل ما مُنح من قدرات الاختراع ما يجعله يغطي النور بالستائر، ويزين البيوت بالحجارة، وبالأشجار,,!,.
من ضمن معطيات الحضارة له الكهرباء ,, هذا المجرى النُّوري الذي إن انقطع عنه,, تأفف وتزمر وتأوه وصاح,, وهرج ومرج وناح,, فجميع أعماله تتعطل من مصعد، إلى فرن، إلى مكيفات، إلى آلات إلى اضاءة عامة,, إلى,, وإلى,.
هذه الكهرباء، من النعم الكبرى التي حقق الله لها أن تكون إحدى منحه في حياة الإنسان,, فهي التي تسيّر أصغر آلاته وأدواته,, وأكبرها في المنزل وفي العمل وفي الشارع و,, في البر وفي البحر وفي الفضاء,, كيف يستخدمها الإنسان وكيف يستهلكها؟!
لقد جُبِل الإنسان على الهدر,, فهو لا يهدر فقط فيما يخصه,, وإنما فيما يشترك معه الآخرون في استهلاكه والكهرباء إحدى المستهلكات النافعات التي تستهلك من الإنسان بشكل لا ينمُّ عن وعيه ولا تقديره,.
في خطاب لسعادة المهندس عبدالعزيز العبدالواحد مدير عام شركة الكهرباء يقول فيه:
حيث لطرحكم الصحفي المتجدد فكراً ونهجاً والذي يتناول العديد من القضايا ذات العلاقة بالمجتمع الأمر الذي حاز على استحسان الجميع مما يؤكد دور الصحافة في تفاعلها وتأثيرها في مسار السلوك الاجتماعي، ونحن في الشركة السعودية للكهرباء فرع المنطقة الوسطى حيث الشعور بحجم المعاناة من جراء اسراف البعض في استخدام الطاقة الكهربائية ولاسيما في فصل الصيف وبالذات في وقت الذروة من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الخامسة مساءً والتي تشهد ارتفاعاً في الأحمال مما نخشى معه حدوث انقطاع للتيار الكهربائي لا سمح الله .
لذا يطيب لي توجيه الدعوة لسعادتكم بالعمل على حث ودعوة عموم المشتركين، وكذلك القطاعين الحكومي والأهلي بضرورة ترشيد وعدم الاسراف في استخدام الكهرباء وذلك من منطلق ديني وواجب وطني وتأجيل ما يمكن تأجيله من أعمال منزلية تعتمد في استخدامها على الطاقة الكهربائية إلى ما بعد تلك الفترة، إنني سأكون ممتنّاً لمشاركتكم الجادة والهادئة والتي تأتي امتداداً للشعور بالمسؤولية تجاه الوطن الغالي والذي نشترك معاً في المحافظة على ثرواته,, بوركت جهودكم الموفقة ان شاء الله سائلاً المولى أن يمدَّنا جميعاً بعونه وتوفيقه .
ولعلَّ الهمَّ المشترك بين ما يلاحظ في أمر استهلاك الكهرباء بشكل عام وبين ما يلمسه المسؤولون عنها مما ورد في خطاب سعادة الأخ القدير عبدالعزيز العبدالواحد ما يدعو إلى ضرورة العناية في التحكم الفردي داخل البيوت وفي الشوارع وفي المؤسسات العامة والخاصة عند استخدام التيار الكهربائي وحصر الاستخدام في الضرورات القصوى، ذلك لأن الخدمات العامة تحتاج إلى تضافر في العمل، وتوعية تبدأ بين أفراد الأسرة الواحدة ومن ثمَّ في الأسرة الأكبر, فلو أدرك الإنسان أن توفيره للطاقة أمام ما لا يقابل أهمية استخدامها في المستشفيات مثلاً,, لأدرك أن شحنة الكهرباء التي تمدُّ مستشفى ما مثلاً أحق من تيار يسيّر نافورة ماء فقط كي تزين ردهات صالة في منزل فاره.
وأن كمية من هذه الطاقة تسيّر أجهزة علمية أحق من الكمية ذاتها التي تكوّن المياه في أحواض السباحة لأفراد يلهون بالماء كما يلهون بالحلوى,, إن الاسراف في استخدام معطيات الحضارة الحديثة من كهرباء وماء وهاتف و,, و,, لا يدل إلا على تعاكس بين اطراد الوعي مع المعطيات,, وكان الأولى أن يتمَّ تناسق واتساق في حركة الوعي مع استخدام هذه المعطيات.
لعلّ في خطاب الأخ المسؤول مدير الشركة السعودية للكهرباء ما ينمُّ عن حجم الحاجة إلى وعي تطبيقي في هذا الشأن,, ولعلّ القراء يتضافرون فرداً فرداً مع حاجة الوقت إلى اعتدال في التعامل مع الخدمات العامة وأولها الكهرباء, مع تقديري للثقة الكبيرة من أخي المهندس العبدالواحد وفقه الله فهو من الشخصيات التي يُشهد لها بالحكمة والتعاون ودأب العمل والحرص على المصلحة ومن معه ممن يعمل بإخلاص في أجهزة الشركة، ولعلّها مناسبة كي أقدم التقدير لموظفي الطوارئ الذين يُلمس مدى تعاونهم وإدراكهم للمسؤولية إذ سبق أن وقفت على سرعتهم في إنجاز عملهم، وتبادلهم الثقة مع الجمهور، ومبادرتهم في اتخاذ الموقف المناسب لحالة المتعاملين معهم, فجهاز الطوارئ من أهمّ الأجهزة في هذه الشركة الذي يتوقع أن يكون على قدر المسؤولية في مواجهة إسراف الجمهور أو حاجتهم، ويدرك أهمية التعامل معهم وإنه لكذلك,,.
فمنهم من يستحق التقدير اسماً كالموظف الأخ خالد الفايز أحد موظفي الطوارئ الذي له مواقف مبادرة مع ما يقابله من أمر طارئ ويحتاج فيه المراجعون إلى شخص قادر على حله في وقته ولا أشك أن الجميع معه يفعلون المثل.
كما يتوقع من الجمهور إدراك المسؤولية ذاتها والتعامل مع هذا الجهاز وهذه الخدمة بوعي شديد لمواجهة الحاجة، وللتعاون مع الشركة وللحماية من النتائج السالبة للاستهلاك السالب.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved