أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th September,2000العدد:10207الطبعةالاولـيالجمعة 10 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

مدرسة الدنيا
سلفنا لم يشتكوا مما نشتكيه اليوم
لنتعلم ان هذه الدنيا مدرسة توجب الحذر، وان طريقها طويل موحش فلابد من التأهب للسفر، ولنتعلم ان للأصدقاء والاخوان جفاء وخصومة حادة تحدث في أي زمان ومكان، وهذه الخصومة في اعتقادي الشخصي لابد ان تحدث بين الأصفياء وانظروا الى السابقين واللاحقين.
وقد يعاتب الصاحب أصحابه أشد العتاب بالقول والأفعال، وما ينفع العتاب لأن الصفاء قد زال، وقد ينوي هذا الشخص مقاطعتهم لأجل هذه الخصومة، ولكن لا تصلح مقاطعتهم لأنه يعز في هذا الزمن ان تجد من يتمثل لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وقد قيل: إذا نابت اخاك إحدى النوائب: من زوال نعمة، او نزول بلية، فاعلم انك قد ابتليت معه: إما بالمواساة فتشاركه في البلية، وإما بالخذلان فتحمل العار , واعلم ان الناس اليوم لا يصفو لهم احد لا من اخ شقيق، ولا زوجة ولا ولد إلا ما ندر، فكيف أُلقي باللوم على من بعُد,.
واعلم بارك الله فيك ان الكمال لله وحده، فخذ من كل شخص ما ترضاه وغض الطرف عن الباقي، ولنتذكر الدين النصيحة فإن من دقق في المعاملة فسوف يتعب ثم يحصل الجفاء ثم الندم.
وما اعجب ما اراه اليوم ممن يستخدم الغلظة والشدة في تعامله مع اخوانه، حتى إذا استوحشوا صورته وداره، أخذ يستعطفهم ويتذكر أيامهم، ولو انه كان هشا بشا مع اخوانه إلا في حدود الله تعالى لحفظ لنفسه كرامتها ولحسنت مع اخوانه العشرة.
وإننا إذا نظرنا الى حال الأصفياء اليوم إلا ما ندر نجد أحدهم إذا غضب على صاحبه اتخذه عدوا، واعد العدة للهجوم عليه، واستطال في عرض اخيه المسلم، وحقد عليه، وما علم هذا الحاقد ان الحقد قد كشف من مساوئه ما كان مستورا، وجعله في حثالة الأغبياء بعد ما كان من أهل العقل والحياء، وهكذا نتعلم.
ولو نظرنا الى حياة سلفنا الصالح مع اخوانهم في الله لعلمنا حقا وصدقا ان علاقاتنا مع غيرنا في مهب الريح فكان أحدهم إذا اتى الليل انتظر الصباح ليرى اخوانه في الله، وكان الصحابي الجليل عمر بن الخطاب يقول: لولا ثلاثة ما احسب البقاء في الدنيا,, ثم قال: وان اجالس اقواما ينتقون أطايب الكلام كما ينتقون أطايب الثمر .
سلفنا الصالح كانت قلوبهم معلقة بالله واليوم الآخر، فصفت قلوبهم من الحقد والحسد، فكانت الصداقة والاخوة بينهم دينا قائما الى يوم القيامة، فلم يشتكوا من الحسد بينهم ولا البغض ولا غير ذلك مما نحن نشتكيه من اخواننا اليوم.
ولنعلم ان شؤم الذنوب علينا عظيم، فلا تصفو ساعة إلا كدرها الغضب، ولا يلين جانب إلا اشتد في حينه، فإلى الله المشتكى.
ولو ان قلوبنا تعلقت بالله وحده وسلمت نفوسنا من الطمع والحسد ولم تتعلق بشوائب الدنيا ما كنت كتبت هذا المقال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منصور سالم الشمري

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved