أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th September,2000العدد:10207الطبعةالاولـيالجمعة 10 ,جمادى الثانية 1421

الريـاضيـة

مشرف شباب النجمة الدويس يشخِّص أحوال منتخبي الناشئين والشباب
الكفاءات الوطنية لا يملكون التخصص ولا الخبرة الكافية لإبراز نجوم للمستقبل
سعادة الاستاذ العزيز محمد بن صالح العبدي الموقر
مدير التحرير للشؤون الرياضية بجريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي وانا اتشرف بالظهور عبر الملحق الأكثر تميزا بالجزيرة الغراء طرح بعض النقاط السلبية التي ارى انها ساهمت بتقليل حظوظ منتخب الشباب والناشئين لكرة القدم لتخطي التصفيات الاولية المؤهلة لنهائيات كأسي اسيا وكذلك وضع بعض التصورات والمقترحات المتواضعة التي ارى انها ناجحة لإعادة الحضور السابق للكرة السعودية بذات الفئتين حيث سيمنح ذلك بكل تأكيد الكرة السعودية مستقبلا اكثر اشراقا لما للقاعدة من اهمية بالغة لتكوين نظرة بعيدة المدى في الطريق الى الحضور العالمي,, ومن خلال متابعتي لما تطرق اليه بعض الكتّاب والصحفيين في خضم تناولهم لقضية التراجع الذي اصاب المنتخبات السنية لاحظت الغياب التام لبعض الجوانب الهامة عن مجمل الآراء المطروحة برغم احترامي الشديد لها اضافة الى عدم شمولها للحلول والمقترحات,, مع عدم اغفال الجهود الكبيرة التي يقدمها الاتحاد السعودي ممثلا بصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيزالرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الامير نواف بن فيصل بن فهد وكافة اعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم يتقدمهم الاستاذ عبدالرحمن بن دهام حيث يتم الاهتمام بشكل كبير بالمنتخبات الوطنية وتهيئة كافة السبل المناسبة لاعدادها وتجهيزها ولكني ومن باب الآراء المتبادلة المفتوح بين المسؤولين والرياضيين بكافة فئاتهم بهدف الوصول الى الافضل يسرني طرح هذه المرئيات المتواضعة يتخللها استعراض بعض الاسباب التي ادت الى الاخفاق مع طرح جانب من الحلول والمقترحات.
* من المعروف في المجال الرياضي اهمية التخصص الفني للعاملين بالقطاع القاعدي والذين يملكون الخبرة الكافية المعززة بالجانب الاكاديمي حيث الفرق شاسع وكبير بين تأهيل المواهب والتعامل مع الناشئين وفقا لبرامج تخصصية وبين الاشراف على فرق الدرجة الاولى التي من المفترض ان يكون لاعبوها قد وصلوا الى جاهزية تامة لا يتطلب تدريبهم الدخول في تفاصيل مهارية وغيرها من الجوانب الاخرى التي يتلقاها اللاعب الصغير سناً لتأصيل الخبرات الفنية والتصاعد بها تدريجيا للوصول الى الاعداد الكامل والامثل,, واعتقد ان مدربينا الوطنيين وبالرغم من الدورات التدريبية التي هيأها لهم الاتحاد السعودي لكرة القدم مازالت تنقصهم الخبرة الكافية للتعامل القيادي مع الناشئين حيث تقتصر ادوارهم بالغالب في الاندية كمساعدين لمدربي الدرجة الاولى مع غياب الاهتمام الحقيقي بفرق القاعدة وهو ما يعني عدم وجود الكفاءة التدريبية المتخصصة عالية الخبرة التي تمنح المدرب الوطني الخبرة الميدانية اهم العوامل التي يحتاجها لتعزيز مكتسباته (المعلوماتية),, وعليه اعتقد ان تعاقد الاتحاد السعودي مع مدربين اكفاء في هذا المجال مع اتاحة الفرصة للمدرب المواطن بالعمل الى جانب هؤلاء المدربين للاستفادة المزدوجة حيث سيعود ذلك بالتأكيد على اللاعبين والمدربين المحليين.
* نقطة سلبية اخرى تتعلق بطريقة اختيار عناصر منتخبات الشباب والناشئين حيث تطغى العشوائية والاجتهاد وهو ما دعا لملاحظة وجود عناصر عديدة خارج القائمة رغم مستوياتها العالية والتي تفوق نظيرتها التي شملها الاختيار,, ولان تكوين الاجهزة الفنية والإدارية للمنتخبات يتم متأخرا وقبل الشروع في اقامة المعسكرات لا يجد القائمون على المنتخب الفرصة بالمتابعة والبحث عن المواهب حيث يكون الاختيار قد تم بترشيح جهات متعددة من ضمنها مدربون في المناطق يطغى على ترشيحهم العاطفة والمجاملة للاعبي انديتهم,, من هنا اعتقد ان التعاقد مع المدربين وتعيين الاجهزة الادارية يجب ان يتم مبكرا وقبل بداية الموسم لاتاحة فرصة المتابعة بشكل اكثر والا يقتصر ذلك على دوري شباب الممتاز بل يجب ان يشمل جميع المناطق لوجود عناصر موهوبة بحاجة للاكتشاف لم يهيىء لها موقع فريقها فرصة الظهور.
* لا يخفى اهمية العامل النفسي في المراحل السنية والذي يتفرع الى عدة فروع حيث يتم التعامل مع اللاعب منذ انضمامه للمنتخب بهدف تأهيله للمشاركة الدولية يلي ذلك كيفية الانسجام الجماعي نفسيا بين مجموعة اللاعبين والمدربين للتقبل والانصهار في جو المعسكر الذي يسبق المهمة لتكوين مجموعة الفريق الواحد ثم تتوالىالجرعات النفسية الهامة التي يتلقاها اللاعبون يفرضها ويشكلها الموقف الذي حتما سيتعرض للكثير من المتغيرات,, وبناء على ذلك اتصور ان يتم الاهتمام اكثر بالجانب الإداري وان يكون التركيز على العاملين بالاندية كالاداريين والمشرفين على قطاع القاعدة بشرط توفر الخبرة الكافية والقدرات الملموسة.
* يلاحظ ايضا ان البرامج الاعدادية للمنتخبات السعودية ضعيفة وغير كافية من ناحية الوقت او توفير الاحتكاك المناسب حيث لا يمكن التعامل مع اللاعب الناشىء بنفس الاطار الاعدادي للاعب الفريق الاول,, حيث يحتاج اللاعب الصغير الى فترة طويلة من التحضير قبل ان يحقق الجاهزية المطلوبة فرديا وجماعيا بحيث يتم الوصول الى الانسجام التام للفريق الذي يسبق الشروع في المهمة الرسمية وبالنظر الى الوقت المتاح لمنتخبي الشباب والناشئين وكذلك نوعية المباريات وكميتها نجد انها غير مفيدة ولا كافية للحصول على منتخب مثالي,, واقتراحي ان يكون تجميع اللاعبين على فترات متقطعة من خلال الموسم يتم بها اداء بعض المباريات الودية مع فرق عالية المستوى بحيث يكون الموسم بطوله فرصه للحكم على اللاعبين والوصول في نهاية المطاف الى التشكيل المثالي قبل بداية المعسكرات التي تسبق المشاركة والتي يجب ان تتضمن عددا كبيرا من المباريات ذات الصبغة الدولية لتحقيق الاحتكاك الذي يمنح اللاعب والمدرب فرصة التطور والتطوير.
* ناحية سلبية اخرى هي عدد المباريات المتاحة للاعب الشاب والناشىء محليا فمن المتعارف عليه اهمية اداء اللاعب الصغير عددا كبيرا من المباريات بينما يقتصر نشاط اللاعب السعودي على عدد محدود جدا من المباريات فمن المفترض توسيع قاعدة الاحتكاك المتقارب والمتكرر بين الفرق السعودية بزيادة عدد فرق الممتاز وإعادة الدرجة الاولى للشباب لاخراج الفرق المهتمة بشكل افضل من مباريات المناطق القليلة والمتفاوتة بمستوياتها والتي بالتأكيد لن تحقق الفائدة المرجوة للمواهب الواعدة.
** واخيرا لعلي هنا اورد هذه المقارنة لكشف بعض الغموض حول السبب الحقيقي لتفوق بعض المنتخبات الخليجية على منتخباتنا في الفترة الاخيرة بالرغم من تفوقنا كما وكيفا بشريا ومادياً حيث سنحت لي الفرصة بالتقاء أحد الاداريين لمنتخب خليجي وتبادلنا اطراف الحديث بالشؤون الرياضية وكان التركيز بشكل اكبر على فرق القاعدة وشرح لي الطريقة التي يتم بها تكوين فرقهم السنية حيث تتم المتابعة قبل حلول التصفيات بسنتين وذلك بعد تفريغ الجهازين الفني والإداري لتلك المهمة وتكون السنة الاولى لمتابعة المباريات المحلية يتخللها اقامة معسكرات قصيرة لا تقل عن الاسبوع ولا تتجاوز الاسبوعين للوقوف على مستوى اللاعبين الذين يعودون الى انديتهم لاستئناف المباريات الدورية اما في السنة الثانية فيتم مواصلة اختيار اسماء جديدة مع افضل العناصر من المجموعة السابقة الى ان يحين الاختيار النهائي بعد الوصول للقائمة الافضل التي تدخل معسكراً خارجيا او داخليا بمدة كافية تشمل العديد من المباريات مع فرق عريقة قبل الاشتراك بالتصفيات.
هذا ما اردت ايضاحه آمل من سعادتكم التكرم بنشره ولكم جزيل الشكر وبالغ التقدير.
فهد بن عبدالعزيز الدويس
المشرف على شباب كرة القدم بنادي النجمة بعنيزة


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved