أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نوافذ
المواجهة
أميمة الخميس
الطرح الإعلامي الذي يشبه ارتفاع أرقام الحوادث المرورية لدينا وبشاعتها بالحرب الاستنزافية التي تخوضها البلاد هو طرح ناجح للغاية، لأنه استطاع أن يبرز عمق المأساة وبشاعتها، وبالتالي يستطيع الإعلام من خلال هذا الخطاب أن يجيش الجبهة الداخلية ويثيرها وبالتالي يأخذها إلى قلب الميدان الذي يعاني من مذبحة حقيقية تستهدف مقدرات هذا الوطن البشرية والمادية والمعنوية.
ولنتشارك سويا هذه الأرقام المرعبة:
هناك كل ساعة قتيل وأربعة جرحى!!! والنسبة مخيفة مقارنة بتعداد سكان المملكة الذي لن يتجاوز ال15 مليوناً بأي حال من الأحوال!!
وفي الولايات المتحدة تشير الإحصائيات إلى أن هناك قتيلا واحدا لكل 285 حادثاً مرورياً، بينما تتدنى هذه النسبة لدينا وتنحدر لتصل إلى قتيل لكل35 حادثاً !!
ويمثل الأطفال ما يوازي20 % من هذه النسب, والكارثة هنا تبرز عندما نعي بأننا استجلبنا التكنولوجيا دون كبير مبالاة بالجانب المظلم منها، فبات من الطبيعي المعروف بان تمتلك كل عائلة سعودية سيارة، ولكن على الجانب الآخر لم تجلب مع تلك التكنولوجيا وسائل السلامة منها والتي هي أحد شروط استعمالها في الدول المتقدمة.
والسؤال الآن ما هي استجابتنا لهذ التحدي الذي لابد أن يستنفر جميع طاقاتنا الظاهرة والكامنة مقارنة بحجم الخسارة.
ولا أحد ينكر أن الجهود الرسمية التي برزت من خلال تكثيف القوى المرورية في الشوارع، كذلك بالنسبة للمتابعة عبر الأقمار الصناعية أو تكبير حجم الإشارات الضوئية، كما نقرأ عنه في الصحف هي مجهودات مهمة وحيوية، لكن يجب ألا تنحسر المواجهة على هذا النطاق فقط، بل يجب أن ينخرط في هذا الموضوع عدة جهات سواء على مستوى الإسعاف بعد الحادث أو التوعية قبله، وهو بالضبط النطاق الذي يجب أن تكثف فيه المجهودات ابتداء من الوعي السلوكي في المنزل انتهاء بالمناهج المدرسية التي يجب أن تصنع علاقة جديدة بين الفرد والشارع، ونحن نقول هذا ولد شارع أو أتى من الشارع، كنوع من التعبير عن الانحدار وسوء الخلق فبالتالي يتحول الشارع الى مكان منقطع عنا ولا يمثلنا باستطاعتنا أن نرمي فيه القاذورات بحرية، ونلهو كيف يحلو لنا، ونضايق الآخرين، لأنهم لا يشبهوننا همناس شارع لذا يصبح لنا هناك مساحة من الحرية تخولنا اختراق الأنظمة والعبث بها كما يحلو لنا.
القضية تأخذ عدة أبعاد والعملية الاستنزافية تطال الأرواح قبل الجيوب وبحجم التحدي يجب أن تكون المواجهة.
البريد الإلكتروني:omaimakhamis @yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved