أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

خذ وخل
ترشيد الماء والقضية: حياة أو موت
** لملمت رأسي عندما قرأت ذلك التقرير الواقعي والمخيف عن الجفاف الذي تعيشه الجزيرة العربية ,, والمملكة إحدى دولها,!
هذا التقرير صادر عن جهة حكومية مسؤولة، هي مصلحة الأرصاد الجوية، وهو تقرير مدعم بالحقائق والأرقام.
لقد حوى حقائق مخيفة عن الجفاف ونقص المياه، وخطورة الوضع على حياتنا ومستقبل أجيالنا,, حقائق تصيب بالرعب حيث أشار الى أن موجة الجفاف لم تمر بها المملكة منذ ثلاثين عاما تأثرت بذلك مياه الشرب الجوفية والزراعة والحياة الفطرية، وجاء في التقرير أنه لولا جهود الدولة في توفير المياه لبانت هذه الآثار وتلك الأضرار بشكل أكبر.
وفي نهاية التقرير قال رئيس مصلحة الأرصاد بالنص: إن بيئة المملكة التي تتعايش مع ظروف مناخية قاسية لن تتحمل أي ضغوط إضافية فتأثير الجفاف سيكون له آثار سلبية على المدى الطويل .
***
** لقد تزامنت قراءتي لهذا التقرير مع الدعوة الصريحة والصادقة من سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز في مؤتمره الصحفي عن الحملة الأمنية والذي تطرق فيه الى حملة ترشيد استخدام المياه من أجل حاضرنا ومستقبل أجيالنا.
والأمير سطام وهذا الموضوع هو هاجسه منذ سنوات طويلة وجه دعوة الترشيد من موقعه كمسؤول يتولى نيابة رئاسة مجلس ادارة مصلحة مياه منطقة الرياض ومن كونه مواطنا واعيا يستشعر أبعاد وخطورة نقص المياه، كما أشار تقرير مصلحة الأرصاد، وهي دعوة وطنية بل ضرورة وطنية لابد ان نستجيب ونتفاعل معها مواطنين ورجال إعلام، ولذا فلابد من استخدام كافة وسائل الاعلام ويشاركها خطباء المساجد ايام الجمع من أجل انجاح هذه الدعوة والتجاوب معها.
إن الجفاف ونقص المياه، أو بالأحرى نفادها قضية حياة أو موت، وقد صدق الله عندما قال:(وجعلنا من الماء كل شيء حي) سورة الأنبياء: الآية 30، ولقد قرأت حقيقة علمية تشير الى أن بعض الكائنات الحية قد تستغني عن الهواء ولكنها لا تستطيع أن تستغني عن الماء وإلا هلكت!.
إنني أدعو الى جانب حملة التوعية في ترشيد استخدام الماء في البيوت والحدائق والمزارع أن يصاحب ذلك اصدار تنظيم تتبناه وزارة الزراعة ومصالح المياه ينص على عقوبات حاسمة وفورية على كل من يهدر الماء سواء أكان مواطنا أو مزارعا أو وافدا مع وجود وتكليف مراقبين ودوريات خاصة لمراقبة المسرفين والمهدرين للماء الى جانب تعاون المواطنين في الابلاغ عن كل من يسرف ويهدر الماء عند استخدامه، بحيث يكون هناك رقم هاتف يعرفه الناس.
وما أجمل أن يكون شعار هذه الحملة مستمدا من تعاليم ديننا، وهل أبلغ وأصدق من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تسرف ولو كنت على نهر جار ليكون ذلك شعارا لهذه الحملة,, وليكون بعد ذلك شعار كل مواطن ومقيم,, ولتكن هذه الحملة دائمة ومستمرة.
إن المسألة مسألة حياة أو موت، فهلا وعينا؟!!
وإن إهدار قطرة من الماء هو إهدار لجزء من الحياة ومستقبل الأوطان والأجيال.
فهلا أدركنا.
اللهم رحمتك.
اللهم أغثنا.
حمد بن عبدالله القاضي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved