أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

الأدب المثمن
المدن تمتص القرى لكنه يبقى لها ذكرى
يقولون وهو قول صحيح المدن تمتص القرى وهم يعنون بذلك السكان أي أن سكان القرى المجاورة للمدن يتحولون إلى المدن حيث التجمع السكاني والكثافة التي تتطلب تنوع مصادر المعيشة فتحصل الحيوية والحركة والازدهار واتساع العمل واستقطاب الأعداد الهائلة من العمال.
ولو لم يكن هناك امتصاص لما كان هناك فارق في عدد السكان بين المدن والقرى ولما كان هناك فارق في حركة الأسواق التجارية والنشاطات المعمارية بينهما.
أما القرية فهي تعتبر من حيث الأمن الغذائي المصدر الرئيسي للمدينة, لا من المحصول الزراعي فحسب بل من المنتوجات الرعوية كالأغنام والأبقار والإبل وغير ذلك مما تحتاجه المدينة من لحوم وغيرها.
ولقد كانت حياة القرية في الزمن السابق حياة كلها شقاء وكد ونصب إذا ما قورنت بالحياة في المدينة التي كلها رفاه ورخاء ورغد عيش وتنعم,, أما اليوم وقد اتصلت القرية بالمدينة اتصالا وثيقا ومباشرا يتمثل في الطرق التي تربط بينهما والتماثل في توفر وسائل الاتصال البريدية والهاتفية وغيرها من الخدمات التي توفر سبل الراحة مثل الكهرباء والبث الاذاعي والتلفزيوني, فإن الحياة قد تكون أهدأ وأريح بالا وأوفر راحة نفسية.
ولا أستبعد أن تكون القرية اليوم هدفا لكل طامع في الراحة,, وليس أدل على ذلك من ملاحظة ميل الفئات الخاصة من الناس ورجال الأعمال الى العودة الى قراهم, بل ان أكثرهم يخطط لذلك عندما يتقدم في السن أو يحال الى المعاش, حيث إنه لا يجد أهدأ من القرية وأصفى من جوها بل ان الذكرى تعود به اليها,, وكم نظم الشعراء من القصائد التي لا تخلو من التوجد من الذكريات الجميلة التي لا تمحوها حضارة المدينة,, من ذلك قصيدة الشاعر محمد حسن العمري التي جعل عنوانها القرية منها قوله:


وقفت بها مسترسلا في التأمل
فأحسست من فرط الجوى بالتعول
وقفت بها مثل الغريب مسلما
عليها فما أنكرت أهلي ومنزلي
لقد كاد قلبي أن يذوب صبابة
مع أنه أعجوبة في التجمل
وقد عشت في أهلي وبين عشيرتي
صبورا على الأحداث غير مدلل
ولكن أشجان الليالي تزاحمت
أمامي فجئت اليوم كالمتوسل
أناجي حصاها مغرما بترابها
ومستغرقا في حبها المتأصل
أناجي بأشواق المحبين قريتي
وإن ظهرت لي بالرداء المهلهل
أدين لها بالحب قلبا وقالبا
وفاء ودين الحرّ غير مؤجل

والقصيدة أطول من ذلك فهي تبلغ نحواً من 29 بيتاً.
أحمد عبدالله الدامغ

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved