أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

الاقتصادية

إنسان وقانون
جواري الأبلة وصبيان المعلم
محمد الدويِّش
ربط مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة بين التنمية وأسلوب التعليم وتزامن هذا مع بدء العام الدراسي الجديد، فكان حديث المجلس والاستراحات وتنافس روادها بسرد حكاياتهم مع الاسبوع الدراسي الاول وهي وإن كانت حكايات طريفة الا أنها مخيبة للآمال.
قال أحدهم: انه عاش الاسبوع الاول من العام الدراسي الجديد مع مريول ابنته الصغيرة وخيّاطه هات المريول,, رد المريول,, رح للخياط,, تعال من الخياط.
والحكاية كما قالها مع بعض الاختصار والتصرف: أن الخياط اخطأ بوضع ازارير أمامية ولأن الخياطين زحمة يادنيا زحمة فانه لم يتمكن من إصلاح الخطأ فذهبت ابنته الى المدرسة بالمريول كما هو فاستشاطت الابلة المديرة غضبا وحجبت الكتب المدرسية عن البنت طالبة منها سد هذه الثغرة المريولية وهو مافعله الخياط بعد قبلة على الرأس والخشم وبشرط ألا يأتي الأب لأخذ المريول إلا بعد الحادية عشرة.
وكانت المفاجأة ان الابلة المديرة ازدادت غضبا واغلقت على الكتب المدرسية بالضبة والمفتاح لأن الخياط نسي زرار الرقبة مفتوحا ووجهت للأب انذارا خطيا فعاد الى الخياط الذي رفض غلق هذا الزرار البغيض لأنه إن فعل ذلك فلن تتمكن البنت من ارتداء المريول فالفتحة الصغيرة المتبقية لا تتسع لرأسها وبعد أخذ ورد ومشاورة ومساومة رأى الخياط فتح المريول من الخلف بمحاذاة الرقبة كحل مؤقت الى أن يخيط مريولاً آخر وفقاً لمواصفات الابلة المديرة ومقاييسها، أي مغلق تماما من الأمام حتى لو اختنقت الطالبة حين يتعطل المكيف وما أكثر مايتعطل!!
وعلى ضوء هذه الحكاية اقترح الحاضرون ان يطلق على اليوم الدراسي الاول في مدارس البنات يوم الخياطة بحيث تتعاقد كل مدرسة مع خياطات يقمن باللازم من غلق وفتح وأن تكون انشودة طابور صباح ذلك اليوم: واحد اثنين ثلاثة ابرة الخياطة.
وحكى آخر عن الاسبوع الدراسي الاول فقال: انه أمضاه مع الحلاق,, رح للحلاق تعال من الحلاق.
والحكاية كما رواها بشيء من الاختصار والتصرف: أن ولده ذهب الى المدرسة بشعر قصير عادي اي دون قصة من القصات إياها ولكن المدير منع عنه الكتب الدراسية لأنه رأى شعره طويلا.
ويزعم الولد ان شعر احد زملائه اطول من شعره ولكن المدير رآه قصيرا.
قام الحلاق بعمل اللازم ولكن المدير ظل يرى الشعر طويلا فأمعن بالقبض على الكتب المدرسية وكأنها ملك أبيه يهبها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء فحار الأب وسأل ابنه الصغير: ماذا يريد المدير,, هل يريد قرعة؟
ضحك الشقي الصغير وقال: يريد شعرا لايقبض عليه بأطراف أصابعه.
قام الحلاق في اليوم الثالث بعمل القرعة فخرجت الكتب المدرسية من قبضة المدير لأنه لم يجد شعرا يقبض عليه.
وعلى ضوء هذه الحكاية اقترح الحاضرون أن يُطلق على اليوم الدراسي الأول في مدارس الاولاد يوم الحلاقة بحيث تتعاقد كل مدرسة مع حلاقين يقومون باللازم من نزع وقرع وأن تكون انشودة طابور صباح ذلك اليوم: يامطرة حطي حطي على قرعة طالبنا.
هذه بعض حكايات الأسبوع الدراسي الأول وقد يكون هناك غيرها أكثر كوميدية منها، ولكنها كلها تعكس بوضوح مدى التسلّط الذي يمارسه بعض المسئولين والمسؤولات عن المدارس على الطلاب والطالبات وعلى أهلهم وكأنهم جوار وصبيان يجب أن يطيعوا اذا أُمروا وأن ينفذوا اذا كُلّفوا.
لا رأي للطالب أو الطالبة ولا رأي للبيت، فالرأي رأي المديرة والمدير والشور شورهما,.
مدارس تخرّج أجيالا مرعوبة خائفة مسحوقة الشخصية معطلة التفكير,.
تقول لابنك او ابنتك: ان هذا الذي يطلبه المدير او تطلبه المديرة غير منطقي وأنه يُفترض أن يكون كذا فيأتي الرد مذعورا خائفا: الله يخليك يا بوي نفذ ما يريدونه في المدرسة حتى لايعاقبوني!!
ليس اسلوب التعليم وحده الذي يجب أن يتغير وانما ايضا عقول بعض القائمين به اذا ما أردنا تعليما يخدم التنمية الاجتماعية والاقتصادية وهو بكل تأكيد ليس تعليم المريول والشعر.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved