أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

رأي الجزيرة
مستقبل إعلان الألفية الثالثة
إعلان الألفية الثالثة الذي تم توقيعه يوم أمس من قبل رؤساء الدول والحكومات المشاركة في قمة الألفية في نيويورك يعكس اصرار المجتمع الدولي على إحداث نقلة نوعية في مسيرة عمل الأمم المتحدة، وعلى التعامل مع القضايا التي تهدد السلم العالمي، بمنهجية جديدة تتخذ من الوقاية أساس العلاج، ومن توظيف كافة الطاقات والامكانات المتاحة من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات ذات النفع العام، والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بالأمم المتحدة, أي أن يقف الجميع حكومات ومؤسسات وهيئات أمام مسؤولياتهم، باعتبار ان حجم التحديات التي تتعرض لها المجتمعات متنوعة وشائكة وتتطلب تضافر جهود وحسن نوايا، وقدرة ارادة وتصميم على التعاون من أجل خير البشرية.
في تاريخ الأمم المتحدة هناك الكثير من المحطات المضيئة، وبنفس الوقت هناك الكثير من التساؤلات المشروعة حول علاقة القوي بالضعيف، في التأثير على قرارات مجلس الأمن، وجاء إعلان الألفية الثالثة مدركا على الأقل ان هناك حاجة ماسة لمراجعة مسيرة مجلس الأمن وتكثيف الجهود من أجل العمل على إصلاحه, فعلى سبيل المثال ركز الاعلان على قضية العولمة، وهي سمة العصر وطابعه، إذ أكد على ان المستفيد منها في الغالب من يملك التقنية والكفاءة الادارية، والشفافية المالية في حين تدفع الدول النامية فواتير باهظة الثمن كناتج لندرة مواردها وعدم قدرتها على المنافسة، وذلك يعني إدراك المجتمع الدولي ممثلا بقادته ورؤساء حكوماته بالنتائج الايجابية والسلبية للعولمة، وضرورة تقريب المسافة وتزكية الحوار المستمر بين الأغنياء والفقراء.
بنود الإعلان التي تجاوزت الثلاثين حافلة بالكثير من المشروعات والتوصيات والمبادىء التي من شأن تحقيقها دخول الألفية الجديدة بمنظور دولي مختلف، وبايجاد أرضية للحوار الذي من شأنه أن يقرب المسافات بين ثقافات الشعوب ويربط مصيرهم في سياق تعاون دولي بنّاء.
إن التحدي الحقيقي الذي سيواجه الأمم المتحدة هو قدرة أجهزتها وتوفر الإمكانات والموارد المالية الضخمة التي يحتاجها المجتمع الدولي حتى يقترب من تحقيق أهداف الاعلان، ورغم إدراكنا للصعوبات وحجم التحديات، وطبيعة العمل السياسي الدولي، وما يعنيه ذلك كله من دلالات في تفاصيل عمل المنظمات الدولية، وما قد يخلقه من معوقات وصعوبات ومع إدراكنا للظروف الحقيقية بين الامكانات والطموحات والرغبات، وتحديات الواقع وما يفرضه، مع ادراكنا لذلك كله، إلا اننا نؤمن بأن الاعلان وضع معضلات البشرية في سياق منهجي وفي الوقت نفسه رسم آفاق الحلول، وسيبقى اعلان الألفية الثالثة في ذاكرة البشر بمقدار ما يقترب من تحقيق ما تضمنه من مبادىء أو وسائل أو غايات، ويكفي أن يقف زعماء العالم في بند واحد، يوجهون الدعوة للبشرية لكي تقف صفاً واحدا متعاونا من أجل مجتمع دولي أفضل.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved