أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

الكاتب وقع في تناقضات
مقالك اختلق الأعذار لمسؤولي مستشفى الرس
عزيزتي الجزيرة
سبق لي وان كتبت مقالا عن مستشفى الرس وما يعانيه من قصور وخاصة فيما يتعلق بالعمليات النسائية وذلك في يوم الاحد 20/5 ثم طالعت تعقيبا على مقالي من الاخ محمد بن حزاب الغفيلي في يوم الخميس 2/6 بعنوان لا تقذفوا مستشفى الرس بالحجارة وبيوتكم من زجاج وحقيقة لقد كنت مترددا في كتابة تعقيب او رد على ما كتبه الاخ غير انني وجدتني مجبرا على الكتابة من اجل ازالة بعض الاشكالات التي قد تقع في ذهن القارىء لذا فانني استميح الاخ الكاتب عذرا بأن يكون لي بعض الوقفات مع تعقيبه وهي على النحو التالي:
الوقفة الاولى: ظهر جليا ان الكاتب وقع في تناقضات كبيرة اثناء كتابته لهذا التعقيب فهو في بداية مقاله يظهر التأييد التام لما كتبت من الملاحظات بل ويتمنى لو أضاف اليها المزيد ثم ما يلبث ان يبدي تذمره الشديد من الذين كتبوا وانتقدوا مستشفى الرس وانا أحدهم بحجة ان في اداراتنا التي نتبع لها بعض القصور ثم خلص بعد ذلك في نهاية تعقيبه الى موقف وسط وهو ان ملاحظاتي صائبة ولكن كان بوده لو انها جاءت من غيري!! وهذا ما يجعلني اقول للاخ ان الكاتب يجب عليه أولا ان يكون له موقف ثابت ورأي واحد بعيد عن التناقض والتذبذب حتى يكسب ثقة القارىء.
الوقفة الثانية : واصل الأخ الكاتب تناقضاته وذلك عندما اكد في بداية مقاله انه لن يدافع عن المستشفى بقوله ومع انني لا أريد من خلال هذا التعقيب ان أدافع عن المستشفى ولا أن أعترض على شيء من الملاحظات التي تطرق إليها الأخ الكاتب ثم ما لبث أن هاجم منتقدي المستشفى ودافع عنه بوصفه هؤلاء المنتقدين بانهم يتجاهلون حجم المسؤوليات والمهام المتشعبة المناطة بالمستشفى والتي لو وجد أحدهم نفسه في مواجهتها لتغيرت لهجته وضاعت مراجله وعرف كيف ان المستشفى ليس كأي دائرة أخرى ولمز منتقدي المستشفى بأنهم ماهرون في التنظير وفي الاشتغال بعيوب الخلق عن عيوب أنفسهم، ويظهر ان كلام الكاتب في العبارة الأولى يمحوه كلامه في العبارة الثانية.
الوقفة الثالثة: جاء في تعقيب الكاتب قوله عن منتقدي المستشفى انهم يوجهون النقد الدائم للمستشفى في مجالسهم وفي كتاباتهم وكأن اداراتهم أحسن الادارات ويتجاهلون ما عليهم في دوامهم وفي حسن أدائهم لأعمالهم وما على اداراتهم من المآخذ والملاحظات, وبناء عليه فهو يريد منا أن نكتب عن اداراتنا وجوانب النقص فيها على حد زعمه، وكلام الكاتب هذا يدل على عدم معرفة بالأنظمة وكان حرياً به أن يعلم ان الأنظمة تمنع منعاً باتاً ان يكتب الكاتب أو يتوجه بالنقد لادارته التي يعمل فيها من خلال الصحف أو وسائل الإعلام وانه اذا كان لديه ملاحظات أو مآخذ على جهته التي هو أحد منسوبيها فعليه أن يتوجه بها إلى مسؤوليه إما تحريرياً وإما شفوياً وذلك لكيلا تكون الصحف ووسائل الإعلام وسيلة لتصفية الحسابات بين المرؤوسين ورؤسائهم ولكيلا تكون سبباً في وجود بعض الحزازات والمواقف السلبية بين الرئيس ومرؤوسيه وهذا ما يتنافى مع المصلحة العامة، وبناء عليه فإني أقول للكاتب ان كنت لا تعلم بمثل هذه الأنظمة فإننا نعلمها ولله الحمد وإذا كان لدى اداراتنا شيء من القصور فلا تنتظر منا أن نكتب عنها لأننا نعلم ما يجوز لنا وما لا يجوز.
الوقفة الرابعة: قرر الأخ في تعقيبه قاعدته التي تقول انه لا يحق للكاتب ان ينتقد أي دائرة أخرى اذا كان لدى دائرته بعض القصور وخصني بتوجيه كريم منه وذلك عندما أشار إلى مقر عملي ووجه لي عبارة خاصة قال فيها ومن الأمثلة الأكثر علاقة بهذا الموضوع المكتبة العامة التي لو كنت أحد منسوبيها مع احترامي الشديد للأخ الكاتب وزملائه ما حدثت نفسي في أن أوجه كلمة نقد واحدة إلى أي جهة كانت لما في هذه المكتبة من السلبيات الكثيرة والايجابيات القليلة,, الخ وأحب أن أعلق على كلام الأخ السابق بما يلي:
أولاً: انني أفتخر بانني أحد منسوبي المكتبة العامة وانني اخدم وطني من خلال هذا الصرح العلمي الهام ولا أرى في مجال عملي وجهة عملي ولله الحمد ما يعيبني أو يحول بيني وبين أن أكتب أو أنصح لوطني أو أتحدث عن أي خطأ أو تجاوز يتنافى مع مصلحة الوطن والمواطن أو أن أبحث عن المصلحة العامة، أما التقصير وعدم الكمال فأمر طبيعي ان يوجد في أي دائرة حكومية لأن القائمين عليها انما هم من بني البشر ولكن الأمر يختلف من دائرة لأخرى, وإن حصل تقصير من بعض المسؤولين في اداراتنا التي نتبع لها فهذا لا يعطيك الحق في أن تصف ملاحظاتنا على مستشفى الرس بأنها حجارة ولا أن تصف بيوتنا بأنها من زجاج.
ثانياً: أتعلم أخي الكاتب اننا لو أخذنا بقاعدتك هذه لأمرنا الكتاب عموماً وأنت أولهم بأن يكسروا أقلامهم ويتركوا الكتابة والتنبيه على ما يستحق التنبيه لا لشيء إلا لأن جهاتهم الحكومية يعتريها بعض النقص وفيها بعض العيوب والأخطاء وهذا ما لا يقره عاقل, واذا كنت مصراً على هذا فلماذا تتعرض بالنقد لمصلحة المياه والمكتبة العامة وأنت تعترف بتلك الأخطاء في مستشفى الرس ولماذا لم تكن كتاباتك موجهة للمستشفى ومنصبة عليه وان قلت بانك قد كتبت عن المستشفى ذات يوم فسأقول لك لماذا لم تشر إلى ما أشرت إليه في مقالي من عدم وجود غرفة عمليات وما نتج عن ذلك من سلبيات بالاضافة إلى ما يحصل في قسم العمليات من التجاوزات خاصة وانت أقرب مني إلى موقع الحدث وكما يقول المثل أهل مكة أدرى بشعابها إلا إذا كنت ترى أن الساعة التي اعترضت على ازالتها من أمام بوابة المستشفى في احدى كتاباتك أكثر ضرورة من غرفة العمليات النسائية في المستشفى!!
ثالثاً: أخي العزيز انني لن أطالبك بعدم الكتابة عن المكتبة أو غيرها لأن هذا ليس من حقي ولكن يجب عليك عندما تكتب عن المكتبة العامة أو غيرها ان تكون كتابتك نابعة من حرصك على المصلحة العامة وألا يكون انتقادك نابعاً عن ردة فعل.
الوقفة الخامسة: اعتذر الكاتب للمستشفى وبرر الأخطاء الموجودة فيه بوصفه منتقديه بأنهم يتجاهلون حجم المسؤوليات والمهام المتشعبة المناطة بالمستشفى والتي لو وجد أحدهم نفسه في مواجهتها لتغيرت لهجته وضاعت مراجله وعرف كيف ان المستشفى ليس كأي دائرة أخرى,, انتهى كلامه، ولا أدري صراحة هل غاب عن ذهن الكاتب ان حجم المسؤوليات وتعدد المهام المناطة بالمستشفى وتشعبها يدل على عظم المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين عنه وكلما عظمت المسؤولية كان للتقصير عواقب وخيمة تواكب حجم تلك المسؤوليات.
كما أحب أن أقول للكاتب ألم تسأل نفسك عندما اختلقت الأعذار للمسؤولين في المستشفى ثم انتقدت المكتبة العامة كردة فعل لما كتبته عن المستشفى ألم تسأل نفسك وأنت تعترف بان المستشفى ليس كأي دائرة أخرى عن الفرق بين التقصير عندما يكون في مستشفى وعندما يكون في أي دائرة أخرى؟ نعم هل تقارن قدم مبنى المكتبة العامة بوضع غرف العمليات في المستشفى وعلى سبيل المثال هل تقارن عدم توفر مرجع علمي في المكتبة العامة بعدم توفر دواء أو محلول ضروري في المستشفى بل هل تقارن ذلك بعدم توفر فصيلة دم معينة احتاج إليها احد الشباب رحمه الله عندما أصيب بحادث مروري في محافظة الرس ولم يجدوا له دماً يسعفه حتى ان أحد رجال الأمن أعلن عن حاجة المريض إلى ذلك في موقع الحادث، علماً بأنني لا أحمل المستشفى هنا مسؤولية وفاته فالأعمار بيد الله.
الوقفة السادسة: ختم الكاتب تعقيبه بقوله أخلص من هذا إلى القول بان ملاحظات الأخ صائبة وفي محلها لكن بودي أنها جاءت من غيره لهذا السبب انصافاً لمسؤولي الادارات الكبيرة ومنسوبيها الذين يعملون بالليل والنهار في خدمة المجتمع من أصحاب الادارات الصغيرة ممن وجودهم مثل عدمه أو قريباً من ذلك ولا أدري حقيقة إلى ماذا يهدف الكاتب من هذه العبارة ولكنّ أياً كان قصده فيجب عليه أن يعلم جيداً ان النقد لأي مسؤول ليس فيه ظلم أو تجن ما دام انه بحق ويهدف إلى المصلحة العامة أياً كان هذا المسؤول صغيراً أو كبيراً فليس هناك أحد فوق النقد كما انه ليس هناك ثمة فرق بين مسؤولي الادارات الكبيرة وأصحاب الادارات الصغيرة على حد تعبيره فكل يؤدي واجبه وكل وضع في موقعه لخدمة هذا الوطن فلا ينبغي وصفهم بأن وجودهم كعدمهم اذ لو كان وجودهم كعدمهم لما قامت الدولة بتوظيفهم وتحمل نفقات مرتباتهم.
عبدالرحمن بن عبدالله الشميم
محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved