أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

أصبحت غريبة في موطنها
ما بالنا نهمل لغتنا ولا نحفل بها؟!
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
اللغة العربية وما لها من معان جميلة وقوة في اللفظ تكاد تكون وللأسف الشديد غريبة في موطنها وبين أهلها وما كان ذلك ليحدث لولا الاهمال الواضح لها والذي يكون في بعض الأحيان متعمدا، فلو نظرنا لشعوب الأرض قاطبة بمختلف لغاتهم لوجدتهم متمسكين بشدة بلغتهم وقد يصل الأمر لحد التعصب، فتجد مثلا دولة مثل ألمانيا وهي أكثر دول أوروبا تعصبا لا يتحدث الفرد فيها معك اللغة العالمية والمتعارف عليها والمعتمدة دوليا وهي اللغة الانجليزية والتي هي صادرة من قارتها وبالرغم من ذلك تجدهم لا يخاطبون أي فرد لغير لغتهم خاصة الأجانب والغرباء عنهم برغم معرفتهم التامة بالتحدث بها ولكن لا يستعملونها إلا إذا احتاجوها خارج بلدهم حتى أن لغة الاشارة قليل منهم من يقف لك وبالكاد ثوان لتطلب منه عنوانا أو حتى قضاء حاجة في أماكن مخصصة للعامة ليقف لك ويؤشر لك مرة واحدة فقط, كذلك الحال في فرنسا باختلاف بسيط جدا وهو أن الشعب الفرنسي يقابلك بابتسامة كترحيب بك فقط في بلده ليس إلا ويمكن أن يأخذ ويعطي معك بلغة أجنبية ولكنه لا يقبل أن يتحدث معك بلغته الفرنسية اذا كنت أنت تتحدث معه بركاكة وتصل لحد الغضب والخصام كذلك الحال في بقية دول أوروبا والدول الأخرى مثل أمريكا وكندا وغيرهم ممن يعتزون بلغتهم ويفتخرون بها حتى لو كانت مرتبتها بين ترتيب اللغات العالمية الأكثر انتشارا وتداولا الأخير.
فما بالنا نحن العرب ولغتنا من أقوى اللغات فصاحة وجمالا في اللفظ والمعنى وحسب علمي أنها تحتل المركز الخامس في الترتيب العالمي بين اللغات العالمية الأوسع والأكثر انتشارا حتى ان الغربيين أنفسهم يصفونها باللغة الدقيقة في تراكيبها وكلماتها ومعانيها وروعة بلاغتها ونطقها حتى ان منهم من تفرغ لدراستها للتعمق والاستفادة فهي كالكنز الذي لا يخرج اليك دفعة واحدة بل على دفعات ليكتشف كل من يدرسها بكلمات ومعاني رائعة في كل مرة يريد أن يستزيد منها لدرجة أن الغرب فتن بكتابتها وخطوطها على مختلف أنواعها مثل خط النسخ والرقعة والثلث والأندلس والكوفي والمملوكي وغيرها من الخطوط الرائعة والجميلة فتجدهم يعملون جاهدين على اكتشافها ويضعونها في كتبهم ويقدمونها في حاسباتهم لا لشيء وإنما لروعة وجمال اللغة، فالأولى والواجب علينا نحن أن نسعى للمحافظة عليها لتتبوأ بين اللغات مكانة أرفع فهي في زمن من الأزمان القديمة كانت تحتل المركز الأول في زمن الحضارة الاسلامية في عصر صدر الاسلام في الأندلس حينما كانت أوروبا تعيش ظلام الجهل والتخلف فترسل بعثات من أبنائها الطلبة الذين كانوا يدرسون وينهلون العلم والمعرفة من المسلمين الذين كانوا مرحبين بكل طالب للعلم فماذا كانت المكافأة ورد الجميل من قبل أوروبا فبدل أن تقوم برد الجميل ومقابلته بمثله قامت على العكس من ذلك بشن الحملات والحروب لهدم مسيرة العلم والثقافة لدى المسلمين في الأندلس فقاموا بحرق الكتب والمخطوطات والرمي ببعضها في البحر وسرقة بعضها للاحتفاظ به في متاحفهم ومكتباتهم وغير ذلك مما هو معروف عنهم، لذا يجب علينا نحن كمسلمين وعرب أن نسعى جاهدين للحفاظ على لغتنا العربية اللغة الأم لغة القرآن الكريم ولغة الاسلام الخالدة فيها كم توحدت أوطان وبلدان مجتازة كل الحدود والأجناس.
لذا لدي اقتراح لصحفنا العزيزة أن تهتم أكثر بمشاركات القراء الذين هم من الشعراء وعامة الناس وذلك بوضع مسابقات للشعر العربي ورصد الجوائز لها وافراد صفحات لمنافسات القراء بدلا من الشعر العامي.
شاكرا ومقدرا لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يحيى محمد العقيلي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved