أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th September,2000العدد:10217الطبعةالاولـيالأثنين 20 ,جمادى الثانية 1421

الفنيــة

عبدالخالق الغانم بكل حسرة
أتمنى أن أقدم الشاي والقهوة في هوليود
طاش ما طاش كان فاشلاً فنياً وتنفيذياً
حوار : عبد الرحمن اليوسف
رجل متخم بالإبداع، إنتشل الدراما بذكائه وعمق تجربته الزاخرة المضيئة بالألق من عمق الفشل التي كانت تتهادى اليه، أشعل فتيل النجاح برؤى وإمكانات مدهشة مهدت فيما بعد لإعتلائه قمة الهرم الدرامي دون منازع, وفوق كل هذه المقتنيات التي رفل فيها هذا المبدع، فقد شهر مؤخراً سيف التحدي لمعركة السينما التي سيخوض غمارها مقبلاً, وأحسست وأنا أحاوره بقزم قلمي ورهبة مفرداتي الخجولة أمام هذه القامة المترفة بالخبرة وسعة الأفق, فمعاً إلى مداخل الحوار:
* يقول أحد الزملاء إن طاش ما طاش هو يوميات أم حديجان الحداثية من حيث ارتباطهما بشهر رمضان الكريم كتقليد,, فهل كانت النية في البداية هي تكريسه لذلك أم أن الأمر أتى صدفة؟
الدراما بشكل عام عندنا أو في الوطن العربي، كانت بداياتها منذ ان تكون هذا الجهاز هي نقل مشاكلهم بشكل درامي فني, وكل شخص ينقل هذه المشاكل بطريقته الخاصة فهناك من قالها عن طريق طاش ما طاش والآخر عن طريق نافذة صغيرة والآخر عن طريق مرايا وهكذا.
كل يدور في هذا الفلك ولكن يبقى الأسلوب مختلفا, وأنا أذكر عندما كنت طفلا كان هناك مسلسل كوميدي اسمه سعود وقرود وكان يشبه طاش ما طاش بل إنه نسخة طبق الاصل وكان هذا الكلام قبل ثلاثين أو خمس وعشرين سنة كما قلت هي حالات اجتماعية تطرح بشكل درامي هذا يقولها بشكل والآخر يقولها بشكل آخر, والمسألة ليست مسألة حداثة فهي ستبقى وستأتي اعمال اخرى بنفس الطريقة, والقضية هي انه يجب ان نحاكي قضايانا الإجتماعية بشكل مستمر, وهي حالة وجدت لاحتياجنا.
* يظل الفن معيارا لحضارة الشعوب، فعلى قدر ماتختزن هذه الحضارة من تراث ثري يكون الفن أكثر قدرة على التميز,, لكن الواقع يقول إن عطاءاتنا الفنية متواضعة قياسا لموروثنا الثري, فبماذا تعلل ذلك؟
طبعا الأعمال التي تقصدها تحتاج الى مجموعة عوامل اولا وجود النص التاريخي لكاتب محلي لكي يعطيك البيئة السعودية من خلال تاريخه او يكون كاتبا له خبرة في التاريخ لكي يعطيك عملا تاريخيا, وهذا العنصر مفقود عندنا فالكاتب التلفزيوني عندنا مفقود وكذلك كاتب السنياريو, والنقطة الأخرى ان هذه الأعمال مكلفة ماديا فيجب ان تبنى ديكورات وتصنع ملابس وهذه الحاجة يصعب تنفيذها عندنا, فهي مكلفة أكثر من أعمالنا المعاصرة فهي لا تحتاج إلا إلى مكتب أو منزل وغير ذلك من كاميرات وفنيين، لكن العمل التاريخي يتطلب مكانا وتغيير ديكور لكي تعود الى الزمن الماضي، ونحن عموما لا نملك المناخ الفني فأنت تريد أن تعمل عملا تاريخيا وتريد ان تعمل فيه مجموعة من الحشود ولكن لا تجد كومبارس فأنت تحتاج على الأقل خمسين شخصا كومبارس إضافة الى ذلك فان الأعمال التاريخية تعتمد على اللغة العربية الفصحى ونحن لا يوجد لدينا ممثلون متمكنون من اللغة الفصحى, اما الموروث الشعبي فبالإمكان عمله وهناك اعمال من هذا النوع ولكنها نفذت على قدر المتوفر في احياء قديمة وغير ذلك, وإذا أردنا أن نعمل اعمالا تاريخية يجب ان نذهب إلى خارج المملكة ونشتغل هناك ونحضر بعض الممثلين من البلد التي سنمثل فيها كما حصل في أساطير شعبية, وهذه إشكاليتنا في الأعمال التاريخية .
* أظنك تنطوي على رأي خاص بمسلسل الغربال الذي شارك في أدائه كوكبة من نجوم الجزيرة والشام,, إلى أي مدى ترى أن مثل هذا المزج اللغوي قادر على الإقناع، وما مدى نصيبه من النجاح؟
لم يكن موفقا في قضية المزج اللغوي فكان هناك الكثير من التباين فيه, يعني أنت تطلب من الممثلة السورية أن تتكلم باللهجة السعودية كيف سيكون ذلك, إذا كنا نحن في طاش نتعب في التعديل للفنانات البحرينيات مع ان اللهجة البحرينية قريبة من السعودية وهذه المشكلة عندنا عامة ولكن تستطيع ان تقول ان الجمهور تعود على ذلك واصبح يتقبل من كثرة ما يشاهده ويسمعه في التلفزيون ولكن الممثل لا يستطيع ان يتجاوز ذلك, مع اننا نقدر الحالة النفسية للممثل, ولكن في الغربال كانت واضحة جداً فلم يكن العمل موفقاً في ذلك,, والمسألة صعبة جداً, ونحن لدينا ممثلون يتقنون بعض اللهجات العربية مثل خالد سامي في اتقانه للهجة المصرية ولكن العكس صعب, أي أن تجعل الممثل المصري يتحدث باللهجة السعودية بشكل متقن.
* قلت في حوارك في العام الماضي معنا في الجزيرة إنك لم تحتمل مشاهدة طاش1 او طاش2,, فهل يمثل هذا موقفا من أسلوب مخرجه وبالتالي منهجه في تقديم أعماله الفنية الأخرى, أم ماذا؟
فعلا أنا لم اشاهده كله وما اتذكر انني شاهدته كان حلقة لعبدالله وناصر وهما يمثلان دور عاملين يغسلان السيارات وحلقة أخرى لا أذكرها الآن, الحقيقة لم يعجبني وأحسست ان العمل نفذ بشكل عادي جداً ويطغى عليه الارتجال والاجتهاد, والشيء الجميل والجديد في العمل هي فكرة عبدالله وناصر وهذه الشخصيات أو الكاركترات, وهذا هو الشيء الذي لفت نظر المشاهد لهذين الممثلين اللذين يخرجان في كل يوم بشكل مختلف.
وايضا لاننسى تلك الروح الكوميدية العفوية, أما بالنسبة لي فلم استطع مشاهدته مع انه موجود عندي.
* ما هو الشيء الذي ينقصه من وجهة نظر إخراجيه,, وماهو مستواه الفني؟
من وجهة نظري كان فاشلا على المستوى الفني والتنفيذي أنا أتحدث من وجهة نظري أنا أريد عملا متكاملاً من فكرة وموضوع ومصور ومخرج إلى آخره، هناك عناصر كثيرة تهمني, ولا أقول هذا الكلام وحدي بل الصحافة ايضا تحدثت عن الجزء الثاني وشنت الهجوم عليه.
وبعد ان استلمت اخراج المسلسل اصبحت انظر الى الثغرات الموجودة في الجزء الثاني وأعدل فيها وأتحاشي أن أقع في مثلها.
ومن خلال مفهوم الدراما في المكتبة تبقي الأعمال تجارية وهناك أناس تعمل في ذلك وهي لا تعرف ماذا تعمل وهناك من يعمل وهو جاهل لم يتعلم وانا تجاوزت هذه المرحلة وأريد شيئا يفيدني, ولا نختلف ان المشاهد يعجب بالموضوع او القصة ولا يفكر في الامور الفنية ابداً فهو يريد ان يرى الممثل امامه على الشاشة ولا يهمه ان تقطع خطأ او تصور خطأ فمستواه الثقافي الفني بسيط, ولكن عندما تقارن بين عمل وآخر تجد هناك فرقا واضحا ففي الجزء الثالث الكل قال ان العمل اختلف مع أن جميع الأمور المتاحة لي كانت متاحة للجزء الثاني ولم أحضر شيئاً.
والصحافة بدأت ايضا تتحدث بشكل مختلف فقالوا ان العمل اختلف, وإن عبد الله وناصر اصلحا خطأهما واحضرا مخرجا كفؤا درس وتخرج من امريكا كلام كبير حتى انا قلت إش دعوة أنا اشتغل عملا عاديا جدا بالنسبة لي، وما حصل فعلا ان الصورة اختلفت والمخرج اختلف والشكل اختلف, وهذا يرجع الى ان عامر له اسلوبه وانا لي اسلوبي الخاص.
* انت مخرج من المنطقة الشرقية وتعرف إمكانات الممثلين هناك من من الممثلين هناك ترى انه مناسب لطاش من وجهة نظرك؟
هناك اكثر من واحد يصلحون لطاش ما طاش فالعمل كوميدي خفيف وليس مسرحا سرياليا, وإذا قسنا الأمر بالقدرات تبرز لنا عدة أسماء مثل عبدالمحسن النمر وجعفر الغريب وسمير وإبراهيم جبر وعبدالرحمن بودي والكثير ايضا والعمل يستوعب حتى ممثلي المنطقة الشرقية جميعهم,وايضا ممثلي المنطقة الغربية, واعتقد انني أسأل هذا السؤال لأني من المنطقة الشرقية فلو كنت من المنطقة الغربية هل ستسألني هذا السؤال, ولكن نحن لدينا عدد محدد من الحلقات وعدد الممثلين فيها محدد تقريبا ستة ممثلين او سبعة احيانا يكون فيها مجاميع ويكون العدد اكبر ولكن في الغالب الأدوار قليلة ولدينا شباب ماشاء الله فيهم بركة وكلهم متحمسون وكل واحد يريد ان يأخذ فرصة وعندما يحين وقت تنفيذ العمل تزدحم صالة المؤسسة بهم والكل يريد ولو فرصة واحدة, فتخيل لو أحضرنا اربعة ممثلين أو خمسة من المنطقة الشرقية وأدخلناهم في العمل ستقل فرص العمل للشباب الموجودين هنا ولكن نحن نحاول أن نطعم العمل، فالممثلون الأساسيون يجب ان يكونوا من هنا من الرياض, ولو قلنا إن الممثلين جميعهم سنختارهم من المنطقة الشرقية سيتضايق ممثلو المنطقة الوسطى او الرياض, وأنا مستعد أن أجعل عبدالله السدحان فقط من الرياض والبقية من المنطقة الشرقية.
* انت قلت في حوارك السابق ايضا إن السدحان لديه إمكانات فنية هائلة وانه ممثلك المفضل، في حين يرى الآخرون ان ناصر يستطيع النهوض بالعديد من الأدوار التي قد لا يوفق في أدائها عبدالله,, فماذا ترى أنت؟
انا سبق وان قلت ان عبد الله يعتبر مدرسة في الكاركترات, وهذا ليس لأنه صديقي أو لأننا نعمل مع بعض, فانا عندما اجلس في المونتاج واشاهد عبدالله في الصورة وهو الى جانب لايمكن ان اقول ان الذي يجلس الى جانبي هو الذي يظهر امامي في الصورة, وهذا هو قمة الرقي في الفن,احاول ان اربط ان الذي امامي في الصورة هو عبدالله الذي بجانبي ولكن لا استطيع مع اني مخرج العمل, اما ناصر فهو يملك خفة الظل وهذا ما يجعل المشاهد يميل الى كفة ناصر اكثر وهذا شيء من رب العالمين.
وانا اعتبر عبد الله وناصر متساويين في القدرات, وناصر حاليا بدأ يشعر بذلك واصبح يحاول ان يصل الى مستوى عبدالله.
* حلقة الكاوبوي التي عرضت في الجزء الماضي اتضح فيها إعجابك بأجوائها والدليل إضافتك للمساتك الإبداعية عليها,, ما تعليقك؟
في الحقيقة انه من اول قراءة لي لحلقة الكاوبوي أدركت أني سأعمل شيئا مختلفا, ولكن كانت امامي مشكلة كبيرة فكان لزاما عليّ ان انهي حلقة الكاوبوي وحلقة مقامات في اسبوع واحد وكان ثلاثة ارباع حلقة مقامات اي الجزء الذي سيصور في سوريا فقط هو المتبقي, إضافة الى حلقة الكاوبوي كاملة, لذلك اضطررت لأن اعمل بشكل سريع لكي انتهي ولهذا السبب أنا غير راض عن ما قدمته ولم ارض طموحي كاملا لأني لم اعملها 100% بسبب الوقت كما قلت.
* انت كمخرج ما الذي تجنده في كيفية تقديم المشهد الختامي، التخلص من الموقف بحدث حاد او إجراء حاد او فعل حاد وقد فعلت ذلك في عدد من حلقات طاش ام ترك المأزق حواريا وجرحا مفتوحا ام السخرية,, إلى أيها تميل؟
الحقيقة أني أهتم كثيرا بموضوع القفلة أي أني أحاول أن أترك بصمة مختلفة بصمة طاش ما طاش التي تتضخ في الأخير, نحن نقدم عملا متميزا عن الأعمال الخليجية والسعودية فيجب ان تكون له بصمة.
وأنا في إحدى المرات جلست حوالي خمس ساعات افكر في القفلة فقط وكانت تلك في حلقة الموظفون في الأرض وسوف يرى المشاهد هذه القفلة ان شاء الله, واعتقد ان القفلة يجب ان تحمل معنى كبيرا وان تكون بشكل غير مألوف ومفاجأة ليحس الجمهور بان هناك شيئا جديدا في القفلة غير الذي تعود عليه, وهذا يتوج العمل في النهاية ببصمة خاصة تحمل الكوميديا والصدق والمعنى الكبير.
* حين يتم إنجاز العمل الفني بحسب تصورك كمخرج ثم يتدخل الرقيب لتعديل هنا او هناك,, هل ترى العمل من إخراجك أم من إخراج الرقيب، وهل يسعدك عرضه بعد ما حدث؟
انا أتمنى ألا يتدخل الرقيب أبدا في عملي واحب ان اشاهد عملي كما هو, وطبعا الرقابة لها قوانينها التي تسير عليها, واحيانا تحس ان الرقيب يجرح العمل واحياناً تتفق معه فعلاً لأنه يشعر ان هناك تطويلا في الحلقة, واحيانا يعتقد المشاهد ان الحذف من المخرج ولا يقول انه من الرقيب, كما ان القطع احيانا يتضح انه من صنع الرقيب ولكن احيانا لايتضح ذلك وتنعكس على المخرج, لذلك أتمنى ألا يمر عملي على الرقيب فقط اعمل النص وانفذه ثم اقدمه وهم يعرضونه وإن شاء الله يأتي ذلك اليوم.
* ماهي الحلقات التي تجد نفسك فيها متواجدا بلمساتك,وهل تحرص على وجود نفسك كمخرج في جميع اعمالك؟
لا اخفيك الحقيقة احب ان اجد نفسي في العمل, والعمل الذي لا اجد نفسي فيه لا احبه, ويجب ان اشعر كمخرج للعمل ان لي بصمة في العمل على الاقل في مشهد واحد من العمل ويهمني ذلك فكثير من الاعمال السعودية والعربية لا تجد المخرج فيها, تجد الممثل هو الواضح والقصة واضحة اما المخرج فلا تجده ولا حتى تحس بوجوده, انظر كيف نجدت أنزور فرض نفسه على الساحة لأنه في كل عمل يظهر لك شيئا مختلفا, وانت كمشاهد رغما عنك تقول من هو مخرج هذا العمل.
وهذا الخط الذي اسير عليه ليس في المسلسلات فقط بل حتى في بقية الأعمال مثل الأغنية التي قمت بإخراجها للفنان عبدالهادي حسين كل الذين اعرفهم قالوا هذا عمل عبدالخالق قبل ان يروا اسمي على الشاشة, وهذا يدل على التميز الذي تتسم به غالبية اعمالي, وانا اشعر بان هناك حلقات من طاش 8 ستكون مميزة مثل الاحتراف والمستقبل يحمل الكثير من المفاجآت ويخفي الكثير من الامور, وأتمنى التوفيق في عملنا القادم.
* تميزت في اعمالك سواء المسلسلات او غيرها من اغان واعلانات تجارية فهل تعتقد انك ستتميز في السينما لو خضت هذه التجربة؟
انا اقدم اعمالي بطريقة سينمائية واوظف الامور السينمائية لصالح الاعمال التلفزيونية, وانا لا استطيع ان احكم على نفسي ولكن اعتقد اني سأقدم شيئا جميلاً.
* اخيراً,, ماذا تتمنى؟
اتمنى الذهاب الى هوليود والعمل هناك ولو تطلب الامر ان امسك المايك أو اقدم الشاي والقهوة للمخرج لان العمل في مثل هذه الاجواء سيجعلني قريبا اكثر من الإخراج العالمي وكذلك لمتابعة الفيلم من بداياته الأولى.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved