أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th September,2000العدد:10217الطبعةالاولـيالأثنين 20 ,جمادى الثانية 1421

الطبية

الكولسترول وأمراض القلب
كثيراً ما نسمع بالكولسترول وعلاقته بأمراض القلب والسمنة، لدرجة ان كلمة كولسترول قد تعني للبعض المرض، او قد ينظر لها البعض الآخر على انها مادة كيميائية تسري في دمائنا وتنتظر اقرب فرصة لكي تهاجم الاوعية الدموية!,,, فهل هذا الاعتقاد صحيح ام انها مجرد تهم ألصقت جزافاً بالكولسترول؟
* ولكي نعرف الحقيقة العلمية خلف هذه المادة، يجب أن نعرف طبيعة الكولسترول، ماهو؟ وماهي اهميته؟ وهل هو مفيد أم ضار؟
الكولسترول: مادة من فصيلة: الستيرول تشبه الشمع، وهي ليست مادة دهنية كما يعتقد البعض، لا تذوب في الدم او الماء ولهذا يصعب نقله داخل الجسم بسهولة وتركيب الكولسترول يمر بعدة خطوات كثيرة قد تصل الى 36 خطوة، يتكون على اثرها الكولسترول من تركيبات الغذاء ومن العناصر التي يحتويها, ويتوفر الكولسترول في كل انسجة الاجسام الحيوانية.
اهميته: الكولسترول ضروري للحياة اذ يدخل في تركيب اغشية الخلايا واملاح الصفراء التي يفرزها الكبد لمساعدة الهضم، وفيتامين د الضروري لامتصاص الكالسيوم، وكذلك في تركيب العديد من الهرمونات المهمة مثل: هرمونات التناسل، الاستروجين والبروجستيرون عند المرأة، والتستوستيرون عند الرجل، وهرمونات الغدة الكظرية، الكورتيزون والايدلسترون.
في دراسة اجريت باحد مستشفيات ولاية أوهايو الامريكية وجد ان نسبة الفئران التي احتوى غذاؤها على نسبة 10% من الهرمون المركز وكمية قليلة من الكولسترول، قد نمت بسرعة وعاشت اطول من تلك التي احتوى غذاؤها على نسبة 10% من المواد الدهنية غير المركزة وبدون الكولسترول.
أنواع الكولسترول:
تم الاتفاق اخيراً بعد دراسات مضنية قام بها العلماء الامريكيون والاوروبيون على المعيار السليم لنسبة الكولسترول في الدم, وقد اتفقوا ايضاً على الا يزيد حد الكولسترول الخفيف، او الضار عن 3,4 مليمول او 130 ملغ, ولكن ماذا يحدث اذا ارتفعت نسبة الكولسترول عن هذا الحد؟
لقد اجريت دراسات عديدة اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك ان ارتفاع الكولسترول في الدم فوق 5,2 مليمول له ردة فعل سيئة.
1 يبدأ الكولسترول بالتركز داخل جدران الشرايين مما يؤدي مع الوقت الى تضييقها وتعرضها للانسداد بالتخثر الدموي الحاد.
2 يختار الكولسترول الشرايين التاجية والتي تروي عضلات القلب حيث يحدث عملية تعصد تخريبية تسمى اثيروما مما ينتج عنه ضيق الشرايين ومن ثم تحدث الذبحة الصدرية، او انسدادها ومن ثم يحدث الاحتشاء القلبي.
3 عندما تصل نسبة الكولسترول في الدم الى 6,5 مليمول، فان خطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين تصل الى الضعف مقارنة بالنسبة الطبيعية اقل من 5,2 مليمول .
4 هناك علاقة طردية بين نسبة الكولسترول في الدم ونسبة الاصابة بأمراض القلب والشرايين.
ومن هذه الدراسات، الدراسة التي اجريت في بريطانيا والتي بدأت عام 1978م ومازالت مستمرة الى الآن، حيث تم دراسة 7735 رجل تتراوح اعمارهم بين 40 59 سنة تم جمعهم من 24 مدينة في بريطانيا، والتي اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك ما ذكرناه سابقاً عن الكولسترول وعلاقته الوطيدة بأمراض القلب والشرايين.
ايضاً دراسة اخرى اجريت في بلدة فيرمنجهام، وجاءت مؤكدة لكلام البريطانيين عن اثر الكولسترول السيئ على القلب والشرايين، وعن ارتباطه الوثيق مع العوامل الاخرى التي تشكل خطراً على القلب والشرايين, وهذه الدراسة بدأت في عام 1940 ومازالت مستمرة الى وقتنا الحاضر.
ولكن هل الكولسترول هو العامل الوحيد المرتبط بأمراض القلب والشرايين؟ الاجابة ,لا، فهناك عوامل اخرى ايضاً لها دور واهمها:
1 ان يكون المرء ذكراً لا انثى تقل نسبة امراض القلب في النساء .
2 ان يكون مصاباً بارتفاع الضغط.
3 ان يكون مدخناً يشمل الشيشة والمعسل وغيرهما .
4 ان يكون مصاباً بالسكري.
5 ان يكون بديناً زيادة الوزن 15 20% من الوزن المثالي .
6 وجود تاريخ للاصابة بالذبحة او احتشاء القلب في سن مبكرة لدى احد افراد العائلة.
7 ان يكون الكولسترول المفيد او الثقيل منخفضاً اقل من 35 ملغ .
ان يكون متعاطياً للكحول.
9 عدم مزاولة الرياضة.
في دراسة اجريت في المدينة المنورة على 136 شخص، سعودي الجنسية 68 منهم مصابون بأمراض القلب والشرايين وجد ان نسبة العوامل المؤدية للاصابة بأمراض القلب لديهم كالآتي:
ارتفاع الضغط 42%، السكر 41%، التدخين 24%، وارتفاع الكولسترول بلغت نسبته 32% مما يؤكد ما ذكرناه سابقاً عن العلاقة والترابط بين تلك العوامل التي منها الكولسترول وامراض القلب والشرايين.
*متى يجب قياس نسبة الكولسترول؟
قياس نسبة الكولسترول في الدم لا ينطبق على اي شخص، بل ان هناك مقاييس ومواصفات معينة يجب التأكد منها قبل الاقدام على ذلك، والحقيقة ان الدوائر العلمية والصحية لم تتفق تماماً بعد حول مواصفات الذين يجدر بهم ان يستفيدوا من الكشف باكراً, ولكن الجميع اتفق على الفئة الاكثر تعرضاً لحوادث القلب وهم الرجال الذين تتراوح اعمارهم ما بين 35 70 اما الفئة الاخرى التي يمكن ان تستفيد من هذا الفحص:
1 المرأة بعد تجاوز سن اليأس تصبح المرأة بعد سن اليأس معرضة للاصابة بأمراض القلب تماماً كالرجل .
2 عند توفر احد العوامل التي ذكرت سابقاً السكر، التدخين، ارتفاع الضغط,, الخ هذا بالنسبة للرجل اما المرأة فعند توفر عاملين او اكثر.
3 عند وجود خلل في دهون الدم او حالة فرط الكولسترول لدى احد الاقارب او الوالدين.
4 وجود العوامل المؤدية لارتفاع الكولسترول لدى الشخص السليم: كتناول العقاقير مثل مشتقات فيتامين أ والمستعملة لعلاج حب الشباب، الهرمونات الذكرية، مدرات البول من مشتقات الثيازايد، حبوب منع الحمل وغيرها.
*كيف تتم عملية خفض نسبة الكولسترول في الدم؟
سواء كان الشخص يعاني من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ام لا، فان الاكل الصحي السليم هو الاكل المحتوي على نسب منخفضة من الدهون المشبعة ومن الكولسترول فما هي المأكولات التي تحتوي على الكولسترول ويجب علينا تجنبها؟
يوجد الكولسترول في الاطعمة ذات الاصل الحيواني مثل اللحوم ومنتجاتها، منتجات الالبان الجبن، الزبد، الآيس كريم ، صفار البيض، بعض انواع الصدفيات والربيان والكافيار لحوم البط والاوز، جلد الطيور والدجاج.
ولانه من الصعوبة على الانسان الاستغناء عن المأكولات التي ذكرت سابقاً،فان اقرب الحلول هو الاعتدال في كل شيء او استبدال تلك المأكولات ببدائل اخرى، اذكر منها:
1 استبدال لحم الغنم او اللحوم الحمراء بصفة عامة بلحوم السمك ولحوم الدجاج المنزوع الجلد.
2 الاقلال بقدر المستطاع من المأكولات المقلية.
3 طبخ الارز بالبخار بدون اضافة الدهون.
4 استبدال الالبان كاملة الدسم بقليلة او منزوعة الدسم.
5 تجنب تناول صفار البيض.
6 الاقلال من الزيوت او الدهون او الاستعاضة عنها ببدائل كزيت الذرة او الصويات او السمسم او زيت الزيتون.
7 اضافة الثوم والبصل الى قائمة الطعام.
ذكرت سابقاً بأن هناك نوعاً جديداً من الكولسترول والمسمى بالكولسترول الثقيل الذي يعمل كدرع واق ضد الاصابة بالجلطة وتصلب الشرايين, ولقد اكتشف العلماء عدة عوامل تساعد على رفع نسبته بالدم وتحسين نوعيته, وتشمل هذه العوامل:
1 انقاص الوزن لمن يشكو من السمنة.
2 الابتعاد عن التدخين.
3 ممارسة الرياضة بانتظام، والرياضة المقصودة هنا ليست الرياضة المرهقة، بل يكفي ان يزداد النبض الى 75% عن حدة الاعلى لمدة 20 30 دقيقة، ثلاث مرات اسبوعياً ولمعرفة النبض الاقصى والملائم للعمر، يحسب بعد طرح العمر من الرقم 220.
واوصت الجمعية الامريكية لامراض القلب بالا تزيد نسبة الكولسترول في الطعام عن 300 جم وتقليل تناول الدهون الى اقل من 30% من كمية السعرات الحرارية التي يكتسبها الانسان اما الدهون المشبعة فالا تزيد عن 10%.
واذا فشلت عملية الحمية في تخفيض الكولسترول ووجد الطبيب الشخص معرضاً للاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وذلك لوجود اكثر من عامل يتم اللجوء الى العلاج بالدواء وهناك انواع عديدة من الادوية تختلف باختلاف عملها واثارها الجانبية.
وقد يقول بعض المرضى لماذا اتعاطى دواء له اعراضه الجانبية ومخاطره وذلك لأخفض نسبة الكولسترول بداعي حمايتي من الاصابة بأمراض القلب كما تقول النظريات الطبية .
اجيب عليه: بأن العلماء لم يفوتهم ذلك، فقد أجريت دراسات مستفيضة كلفت الملايين من الريالات وأوضحت ان خفض نسبة الكولسترول بنسبة 10% خلال فترة سنتين باستخدام العقاقير الطبية، يقلل نسبة الاصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 16% وهي نسبة طيبة.
وفي الختام اكرر واقول بأن الكولسترول مادة غذائية ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها تنقلب الى عدو قاتل عندما ترتفع في دمائنا واجسادنا وذلك باتباع انظمة خاطئة في الاكل وعدم التقيد بنظام غذائي متزن بأصناف الاطعمة المطلوبة في الاعمار المختلفة ونوع النشاط, وابتعادنا عن الرياضة وميلنا للخمول كما ان نقص الثقافة الطبية الصحية وقلة الاطلاع لمعرفة ما هو نافع وما هو ضار، له دور في الوقاية.
حمانا الله واياكم من الامراض
د, أسعد عرفة
طبيب الأسرة والمجتمع

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved