أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th September,2000العدد:10219الطبعةالاولـيالاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

وسميات
بدون عنوان
راشد الحمدان
إذا كان لديك بضعة أطفال ,, ومنّ الله عليك بهدايتهم واستقامتهم فأنت قد حزت الدنيا, وقد يكون لك من الآخرة نصيب مفرح,, لكن إذا كنت تعيش في مجتمع ينمو بسرعة فائقة, ويدخله أخلاط من البشر فلاشك أنك ستكون حذراً,, ومتألماً ومتوقعاً لأشياء تحدث في هذا المجتمع فيها خدش للسلوك,, وضياع للحقوق,, وتقلبات مخيفة,, وضياع للعلاقات وهدم للقيم, ونظرة نحو العالم الآن ومشاكله,, نحس كل يوم بترهل هذا المجتمع وتفككه ونبذه للقيم السليمة والسلوك المستقيم, وتساهم الصحافة أيضا ووسائل الإعلام في هذا الهدم, ولقد كثرت الجرائم وتعددت وتنوعت في المجتمعات العالمية بسبب الضغوط النفسية والفقر وعدم التوازن الحياتي,, وانسياق الكثيرين خلف المظاهر والإغراءات التي أوجدها المستفيدون, وقد عرفنا من دراساتنا الاسلامية ان اليهود وراء كل شر, وأنهم يصنعون الفساد في المجتمع الانساني ويبنون أبراجه, ويحمدون انتشار الرذيلة وسواد الجريمة,, وهذا الآن ما تعانيه كثير من المجتمعات البشرية وهناك من هؤلاء من يعمل في صمت,, بل هناك من وظيفته في الحياة التخطيط لهدم المجتمع البشري السليم القائم على العلاقات الحميدة والمساهمات الخيرية المؤثرة,, وقد كان من أسباب انتشار الإجرام والسقوط الأخلاقي,, توسع رقعة المجتمع، وتعدد مشاربه,, وعدم الوقوف أمام ما يصله عبر وسائل الإعلام على اختلاف ألوانها من دواعي الشر وأسبابه,, وأدرك كثير من الباحثين أنه كلما توسع المجتمع وكثر سكانه، وامتزج به آخرون من غيره من غير ردع لما يستوردونه معهم من أخلاقيات وطباع مشينة، فان الدول عادة تعجز عن تتبع ذلك كله والقضاء عليه, ولذلك تنتشر في داخله الجريمة ويتفشى السقوط الأخلاقي, وكانت المجتمعات الصغيرة الى زمن تخلو من ذلك كله, أو لنقل أنه يكاد يندر فيها لكونها مجتمعات محدودة المساحة, ويعرف بعضهم بعضا,, وتربطهم علاقات اجتماعية قوية, وفي المجتمعات الإسلامية ابتعد الناس عن دينهم, وبرز في الساحة شباب ومراهقون لا يعرفون شيئا عن قواعد الشرع وأوامره ونواهيه, ولا حتى الأمور البسيطة في إقامة الشعائر, لذلك وجدت ضمائر خاوية خالية من الاستنكار والرفض لكل ما يشوه وجه المجتمع السليم,, وقد جاء في الأثر كل عام ترذلون,, , وها نحن كل عام تكثر معاناتنا ويتلون سقوطنا ونبتعد عن الجادة السليمة, فإلى أين نسير,,؟!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved