أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th September,2000العدد:10219الطبعةالاولـيالاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

حمد الجاسر
فهد العرابي الحارثي
لحمد الجاسر خصال كثيرة أبرزها ثلاث خصال: العلم الغزير، والوطنية النقية، والريادة الخالصة.
فعلمه بجغرافية بلاد العرب وتاريخها لا ينافسه فيه أحد، وقد شهدت له بذلك المحافل العلمية في كل مكان، اذ ظل مصدراً من المصادر المعرفية العريقة في هذه الحقول وقد أثرى المكتبة العربية بإنتاجه المتواصل الذي لم يعرف الانقطاع الى أن انتقل الى الرفيق الأعلى على الرغم من تقدمه في السن، وعلى الرغم من ظروفه الصحية التي كانت دائما حرجة ولاسيما في السنوات الاخيرة من عمره.
أما وطنية الشيخ الجاسر فهي النموذج الذي نأى عن المزايدة أو التشوف، وهي كذلك النموذج الذي ظل دائماً يتمتع بقدر كبير من الصلابة والصراحة والشجاعة والاخلاص.
إن شخصية فريدة كهذه تستلزم أن تكون صاحبة ريادات ثقافية واجتماعية متعددة، ويأتي على رأس قائمة تلك الريادات ان المرحوم هو من أنجز أول مشروع ثقافي إعلامي في المنطقة الوسطى من هذه البلاد فأنشأ مجلة اليمامة التي التف حولها قبل حوالي نصف قرن شباب هذه المنطقة فكان الشيخ حمد الجاسر هو الاستاذ,, وهو المعلم,, وهو لم يكن كذلك بالنسبة الى الجيل الذي عاصر ولادة اليمامة فقط بل كان كذلك بالنسبة لأجيال أخرى كثيرة تعاقبت وتوالت الى اليوم الذي ووري فيه قبره قبل عدة أيام.
لقد كان الشيخ حمد الجاسر يدرك موقعه في وجدان تلك الأجيال من مثقفي بلاده، ولذا فقد ظل صدره مفتوحاً وبيته مفتوحاً لهم الى أن غادرهم في رحلته العلاجية الأخيرة الى ألمانيا وأمريكا والتي عاد منها اليهم مودعاً وداعه الأخير.
والذي يبقى للشيخ عند تلاميذه كلهم هو أن يعيدوا نشر آثاره، وأن يعكفوا على دراستها، وأن يقولوا عنها ما تستحق من التقويم وهي بلا منازع إحدى مفاخر هذه البلاد على مستوى الانجازات العلمية الرصينة.
لقد شرفتُ برئاسة تحرير مجلة اليمامة أكثر من اثني عشر عاماً، وكان مما يزيد غبطتي بعملي في تلك المجلة هو عراقتها وريادتها,, وأكثر من ذلك أن نسبها يلحق بشخصية فذة هو حمد الجاسر,, ولقد مات الشيخ رحمه الله وهو ما زال يحس بأن اليمامة يمامته,, وهو لم يكن راضياً كل الرضا عما فعلناه بها نحن الجيل الجديد من الصحفيين,, فهو لا يحبذ الإغراق في الشعبيات، بل كان يعتبرها أحيانا سوقيات، وهو لا يأبه للأوراق الصقيلة ، والألوان الفارهة، والصور التي لا هدف لها,, وكنا نقول له إن شروط العمل الصحفي الحديث تتطلب أشياء كهذه,, وشروط العمل الصحفي هي شروط السوق,, ثم يذكرنا الشيخ بأن آخر همومه هو السوق وشروطه وحبائله التي لا تعد ولا تحصى.
رحم الله الشيخ حمد الجاسر,, فقد كان أمة وحده.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved