|
| الاقتصادية
ماهو الدور الذي يجب أن يلعبه مجلس الإدارة في أية شركة؟ وماهو الدور الحقيقي الذي تمارسه مجالس الإدارات في شركاتنا؟ وهل هناك فرق او اختلاف بين مايمارس فعلاً على ارض الواقع وبين مايجب ان يكون؟ أدرك صعوبة الإجابة الدقيقة والواضحة لهذا السؤال دون القيام ببحث علمي دقيق او دراسة متخصصة لتشخيص الواقع ومن ثم تقييمه ومقارنته بما يجب ان يلعبه مجلس الإدارة من دور, إلا ان المتأمل لأوضاع الشركات لدينا يستطيع ان يخرج بانطباع عام يؤكد ضعف ممارسة الكثير من مجالس الإدارات لأدوارها الحقيقية التي أنشئت وشكلت من أجلها, وهذا الضعف يؤكده غياب الرؤية الواضحة ونقص التخطيط الاستراتيجي اللذان هما مهمتان من مهام مجالس الإدارة سواء كانتا مهمتين مباشرتين تتولاهما مجالس الإدارة من الألف الى الياء او اقتصرت المشاركة فيهما على التوجه ومن ثم الاعتماد والموافقة.
ولكن ماهو السبب او الأسباب التي تعيق مجالس الإدارات من اداء عملها على الوجه المطلوب؟,, هي اسباب كثيرة قد يصعب حصرها إلا انه من الممكن تصنيفها الى اسباب تسبق تشكيل المجلس واخرى تأتي اثناء تشكيله وبدئه ممارسة عمله, اما الاولى فتتمثل في غياب المعايير الموضوعية لاختيار اعضاء المجلس حيث تأتي في الغالب الملكية وعدد الاصوات هما العامل الاول في الترشيح بغض النظر عن قدرة الشخص وإمكاناته وخبراته والتي هي عوامل رئيسة تمكن صاحبها من المساهمة الفعالة والإضافة الإيجابية للمجلس, اما بعد التشكيل فإن كثرة مشاغل اعضاء المجلس بل وارتباطهم بأكثر من مجلس وأكثر من مهمة لايوفر لهم الوقت الكافي الذي يحتاجونه فعلاً للقرب من الشركة والوقوف على طبيعة عملها ومشاكلها والاطلاع على السجالات التي تعمل فيها وما يحدث فيها من تقدم وتطور وما تتعرض له من منافسة وغير ذلك من الأمور التي يحسن بعضو مجلس الإدارة الإلمام بها كي يكون إضافة فعالة للشركة ولمجلسها, ومع الأسف إنه حينما لايكون ملماً بمثل هذه الأمور يكتفي فقط بما تقدمه له الإدارة التنفيذية من تقارير تقتصر فقط على إبراز ايجابيات الإدارة وذكر محاسنها.
والأسوأ من كل ذلك ألا يعجز العضو عن المساهمة الإيجابية فقط ولكنه يكون عنصراً سلبياً يقف عائقاً لتحقيق الشركة لطموحاتها وأهدافها, ويتمثل ذلك حينما ونتيجة لعدم متابعته الدقيقة لوضع الشركة يعطل بعض مشاريع الشركة وانشطتها، أو حينما يدفعها للتركيز على الاهداف قصيرة الاجل رغبة في جني الربح السريع اثناء دورته الرئاسية بعيداً عن مستقبل الشركة وقدرتها على الاستمرارية فيما بعد.
إن دور مجلس الإدارة ليس كما يتوقعه البعض وجاهة اجتماعية او خبرات تضاف الى السيرة الذاتية, انه مشاركة فعالة في التخطيط بعيد المدى للشركة ورسم استراتيجياتها وطموحاتها, وإذا لم تتوفر لدى عضو مجلس الإدارة تلك النظرة او بعض منها ظلت الفائدة منه محدودة إن لم تنعدم على الإطلاق.
kathiri@sol.net.sa
|
|
|
|
|
