أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th September,2000العدد:10219الطبعةالاولـيالاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1421

تقارير

في إطار مبادرة ألمانيّة للحوار بين الشعوب
استذكار الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس
*بون ا ن ب
يقام حاليا في جامعة مدينة بون معرض يحمل عنوان (الاندلس واوروبا) يعالج آثار الحضارة العربية الإسلامية في إسبانيا وما أسهمت به في إغناء الثقافة الأوروبية, وحين يبادر الزائر لهذا المعرض لإلقاء نظرة على أهم محتويات المعرض فإنه سرعان ما يقف وجها لوجه أمام أبرز معالم هذه الحضارة التي مازالت منارة ثقافية قائمة إلى اليوم وعلى سبيل المثال قصر الحمراء في قرطبة ومسجد قرطبة.
كما يهتم المعرض بمنح الزائر انطباعا حول ماتتجاهل وسائل الإعلام الحديث عنه وهو ما يتعلق بالتراث العلمي والثقافي الغني الذي اغنى الحضارة الغربية خاصة في الموسيقى والرياضيات والفلسفة وعلوم الطبيعة والطب مما يشير الى ان معالم الحضارة التي نقلها العرب المسلمون إلى اسبانيا وبالتالي الى اوروبا لم يكتمل حتى اليوم تحليلها والاستفادة منها جميعا فهناك مازالت كثير من الاسرار العلمية والثقافية مخبأة تحتاج الى دراسة وتحليل من قبل الخبراء المعنيين.
يهدف معرض (الاندلس وأوروبا) الذي يصفه المنظمون بأنه عبارة عن مشروع علمي، إلى تقديم معاينة علمية للعلاقات التي نشأت بين العرب والإسلام مع تاريخ إسبانيا وأوروبا وذلك من وجهة نظر تاريخ الفن, ففي منطقة جنوب إسبانيا المسيحية بسط الإسلام نفوذه في الفترة من عام 711م إلى عام 1492, تؤكد المشرفة على مشروع المعرض العلمي كريستيانة كوتي ان العلماء لم يتمكنوا حتى اليوم عن طريق الدراسات التاريخية التي أجريت حول حكم ونفوذ العرب المسلمين في إسبانيا، من الحصول على إجابات حول مختلف الاسئلة المتعلقة بالتراث العربي الإسلامي في هذه الفترة.
وتشير هذه الخبيرة الألمانية إلى أنه بوسع الخبراء والمهتمين الحصول على دراسات ونتائج جديدة تعكس جزءا غير معروف بعد عن معالم الحضارة الثقافية والعلمية والفنية التي نشأت في الفترة التاريخية المشار إليها, وتضيف كريستيانة كوتي القول ان نتائج هذه العلاقة ومردودها على الحضارة الغربية الأوروبية تم اختيارها كموضوع للمناقشة من قبل لجنة اليونيسكو الألمانية التي قامت برعاية مؤتمر شارك فيه مجموعة من الخبراء والمهتمين بهذه الحضارة وذلك في إطار مبادرة المانية لمناسبة عام حوار الثقافات عام 2001 المقبل.
القاعدة التي يرتكز عليها المعرض هي مجموعة قيمة من الاكتشافات الأثرية والفنية القديمة التي تم العثور عليها في منطقة الشطر الشرقي من البحر الأبيض المتوسط والمناطق الإسبانية, ويشار إلى ان مدينة القصور (مدينة الزهراء) وجامع قرطبة من أبرز رموز المرحلة الثقافية التي عاشتها المنطقة في القرن العاشر الميلادي, في القرن الحادي عشر استعادت منطقة جنوب اسبانيا ما استولى عليه العرب من أراض وخضعت لنظام المسيحيين إلا أن روعة وجمال الهندسة المعمارية الإسلامية ومجموعة الفنون كانت دافعا رئيسيا وراء عدم إرهاص هذه الثروة التاريخية الهامة في عام 1492 حين انتهى حكم العرب في غرناطة وماتزال إلى اليوم أبرز العلامات التي تتميز بها مجموعة كبيرة من المدن الإسبانية.
تشير مارتينا مولر فينر الأستاذة في قسم الدراسات الشرقية فرع تاريخ الثقافة في جامعة مدينة بون ان عودة اكتشاف تاريخ العرب في الاندلس يوضح وجود ارتباط ثقافي وطيد بين بلاد المشرق والغرب, وتضيف هذه الاستاذة ان التاريخ بحاجة إلى تصحيح ذلك، ان الكثير من الآثار والتحف التاريخية نسبت عن غير حق إلى الرومان والفرس, احد اهم مواصفات الحضارة العربية القديمة تفاؤل الفنانين وقتذاك في رسم الزهور ونقشها بالإضافة إلى استغلالهم جمال فن الكتابة العربية.
يكشف هذا المعرض عن التأثر الثقافي الغربي البالغ بفن الخط العربي والهندسة المعمارية العربية الإسلامية القديمة المتوفرة بكثرة داخل المتاحف الأوروبية وكاتدرئياتها أيضا.
تقول مارتينا مولر فينر انه من ابرز دلالات الحوار الثقافي والديني بين المشرق واوروبا، وجود الجامع الكبير في قرطبة حيث تقع كاتدرائيتان في وسطه ويعتبر هذا الجامع واحدا من اكبر الجوامع الاسلامية الواقعة في العالم الغربي, في القرن السادس عشر امر كارل الخامس الذي تأثر كثيرا بالحضارة العربية الاسلامية ان يجري بناء قصر الحمراء القائم إلى يومنا هذا واحدا من ابرز الاماكن التي يقصدها السياح في الاندلس، وأصر كارل الخامس ان يكون البناء على الطريقة العربية الإسلامية.
يحمل معرض (الاندلس واوروبا) في مدينة بون رسالة مفادها ان الفن الإسلامي موجود في القصور والكنائس والكاتدرائيات الاوروبية وقد تأثر فنانون غربيون بفن النحت والخط العربي الإسلامي، كل ذلك كما تقول مارتينا مولر فينر دلالة على مدى تأثر الحضارة الغربية بحضارة عهد الاندلس, وتشير الأستاذة الالمانية الى وجود آثار وتحف في متحف مدينة برشلونة وفي جنوب فرنسا انجزها فنانون غربيون لكن تعلقهم بالفنون العربية الإسلامية بارز بوضوح.
في عهد (الرومنطيقية) عاد الاهتمام في الغرب بفنون الحضارة الإسلامية وتم العمل بها في اعمال النقش في القصور والكنائس ولم يكن هذا الفن مقتصرا على النقش والرسم بل كذلك اخذ الغرب عن العرب المسلمين فن بناء الحدائق.
تقول مارتينا مولر فينر انه نشأت في القرن التاسع عشر صحوة جديدة في الغرب على حضارة الشرق ونتيجة بلوغ نابوليون بونابرت وجيشه مصر عادت هذه العلاقة مع زيارة عدد كبير من الفنانين والموسيقيين والكتّاب وعاد هؤلاء متأثرين بالحضارة الإسلامية في مصر ومن ابرز نتائج التأثر الثقافي من وجهة نظر الموسيقى ظهور اوبرا (كارمن), تقول مسؤولة المعرض كريستيانة كوتي: في الغالب يجري في الغرب ربط الحديث عن الإسلام بالثورة الإيرانية والتطرف الديني, يعيش في المانيا نحو ثلاثة ملايين مسلم, تؤكد كوتي ان مواصلة العمل في كشف اثر الحضارة العربية الإسلامية على الغرب وما خلفته في اوروبا هو هدف سيواصله فرع تاريخ الثقافة في جامعة مدينة بون.
إنترناسيونيس برس Editor: BerndRoble
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved