|
| مدارات شعبية
يظل الإبداع مظلة الشعر والشعراء دائماً فبالإبداع والتألق يسمو الشعر سمواً شامخاً وبالاخفاق تنطفئ شمعة الإبداع فيظل الشعر كالمرض المزمن الذي ليس له دواء,, وهذا للأسف الشديد حال الشعر الشعبي اليوم.
والسؤال الذي أود أن أطرحه بين أيادي القراء الكرام وأساتذتنا الشعراء الأعزاء هو لماذا اختفى ابداع الشعراء القدامى؟ ومتى ستنتهي اخفاقات الشعر الشعبي الحديث,, هذا التساؤل قد يفتح لي أبواباً من النقد لا حدود لها,, لكنني متيقن أن هناك من سيقف معي في هذا التساؤل.
إن ما دفعني لهذا التساؤل هو الهبوط الكبير في مستوى الشعر ليس من حيث ابجدياته إنما من حيث اختفاء الإبداع ووجود الغث الشعري الهزيل,, ولم يتبق لنا الآن إلا القلة القليلة من الشعراء والمبدعين الذي أتمنى لهم طول العمر إن شاء الله لكي يحفظوا لنا ما تركه لنا المبدعون القدامى من موروث شعبي أصيل ومبدع تناقلته الأجيال عبر عقود الزمن الماضية.
ولو تأملنا قليلاً في الأسباب التي أدت إلى اختفاء الإبداع الذي كان يملكه شعراؤنا القدامى لوجدنا ما يلي:
1 الحياة البدوية العريقة والتي كانت سائدة في ذلك الوقت,, فلم يكن لديهم أي وسيلة ترفيه إلا الشعر والألغاز.
2 الفقر الشديد الذي كان يعاني منه الناس في الماضي فكانوا يعبرون عما بداخلهم من هموم ومشاكل في أشعارهم وقصائدهم.
3 عدم معرفة العديد منهم بالكتابة فكان الحفظ وذاكرتهم القوية حال قلمهم وحبرهم.
4 احتفاظهم بالعادات والتقاليد القديمة التي تربوا عليها وتأصلها في شخصيتهم وسلوكهم وأطباعهم.
5 توارث الشعر عن الآباء والأجداد فكم من شعراء كثيرين كان آباؤهم وأجدادهم شعراء وبالتالي اعتلى الإبداع فنجد الابن يتفوق على أبيه وجده ويبني لنفسه مملكة شعرية مستقلة.
وهناك مسببات أخرى تختفي عليّ بحكم أنني في الثلاثين من العمر وخبرتي قليلة وما ذكرته من أسباب تعبر عن وجهة نظر شخصية بحتة تهدف إلى موضوع يستحق المناقشة دائماً من النقاد والشعراء الكبار وكم أتمنى ان يناقش هذا الموضوع من ذوي الاختصاص والخبرة,, فهل سنجد في مدار الحميدي الأول وزوايا النقاد الأعزاء في مدارات من يناقش هذا الموضوع بفعالية أكثر هذا ما أتمناه والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|
