أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th September,2000العدد:10223الطبعةالاولـيالأحد 26 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

تعليم 21
دتعليمنا بين جذب الماضي وجاذبية المستقبل.
عبدالعزيز بن سعود العمر
رغم الغموض والشك الذي يكتنف أحياناً بعضا من مناحي حياتنا إلا أننا نبقى دائماً على يقين بأن هناك مستقبلا ينتظرنا, ولقد أثبتت لنا خبراتنا البسيطة أن المستقبل يصبح حاضرا، ويتحول في النهاية إلى ماضٍ, إذن نحن لا نستطيع بحال أن نتجاوز المستقبل، ولكننا حتما نستطيع أن نقرر كيف تكون ملامح ذلك المستقبل.
وعندما لا نعمل وبوعي تام على توجيه كل القوى التي تشكل مستقبلنا وتكسبه معنى فإننا في واقع الأمر نكون قد اخترنا أن نترك للظروف وللآخرين تقرير كيف يكون مستقبلنا, وهذا هو المسار الأسهل، ولكنه بالتأكيد ليس المسار الذي يسلكه قياديو المستقبل.
وهنا نطرح سؤالاً: هل نحن نصل إلى المستقبل مدفوعون بالماضي أم منجذبين بطموحات المستقبل؟ لن أتحدث هنا عن ثوابت تعليمنا، فهي بالنسبة لنا كالعصا بالنسبة لرجل يسير فوق حبل مشدود تحفظ توازنه , نعود الآن إلى سؤالنا السابق فنجيب عليه بالقول أن مؤسساتنا التعليمية تتحرك نحو مستقبلها مدفوعة بماضيها, إن الاعتقاد بأن اليوم والغد هما استمرارية منطقية للأمس يعطي لبعض القياديين الإحساس بالأمان, ولأنهم يعرفون كيف كان الأمس الذين هم سعداء به عموماً فإننا نجد قياديي اليوم في أغلبهم يختارون الخيار الأقل مخاطرة عندما يخططون للمستقبل آخذين في اعتبارهم نفس العوامل والظروف التي حققت لهم مكاسب سابقة.
قياديو السمتقبل ينظرون إلى الأمر من زاوية مختلفة، فالغد بالنسبة لهم لن يكون ببساطة استمرار لليوم أو للأمس, فالتفجر التقني والمعرفي الهائل المتسارع حطم كل ما تبقى من أمل بأن يكون الغد نسخة ربما أكثر تسارعاً من الأمس, غدنا لن يدفعه الماضي، غدنا ستؤثر عليه قوى الجذب المستقبلية, وهذا لا يعني أننا يجب أن نتجاهل الماضي، بل العكس، يجب أن نستمر في تقدير وتشريف أولئك الرجال الذين قدموا عصارة جهودهم لتشكيل حقيقة وواقع اليوم.
قياديو اليوم يتجهون نحو المستقبل التعليمي بأسلوب غير معتاد, فبدلا من الاتكاء على استراتيجيات بآلية تتنبأ المستقبل بقراءة الحاضر تجدهم يقومون بتصور وبناء المستقبل في ضوء كل ما هو ممكن, وفوق ذلك، تجدهم يصنعون لمن يعمل معهم وللجماهير السياقات والمواقف التي تشعل حماسهم وتستثير طاقاتهم فيندفعون بحثاً عن المستقبل الذي انطبعت ملامحه في أذهانهم.
وقفة:
عنوان هذه الزاوية هو تعليم 21 ، وهو يعني نمط التعليم الذي نتطلع إليه في القرن الحادي والعشرين, الرقم 21 هنا لا يعني رقم الحلقة وإلا لما ثبت , تعليم 22 لن تنشر إلا بعد 99 سنة من الآن.
E-mail: ALomar20@ yahoo.com
كلية المعلمين بالرياض
أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved