أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th September,2000العدد:10223الطبعةالاولـيالأحد 26 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

مستعجل
حملة التوعية وشعار الوَعَد قِدَّام,,!!
عبد الرحمن سعد السماري
** كلنا يحيي هذه الحملة الوطنية المرورية الشاملة,, وكلنا يسعى من أجل السلامة المرورية,.
** وكلنا مستاء ومهموم وحزين لنتائج الحوادث المرورية المهلكة.
** وكلنا,, تزعجه الأرقام التي يعلنها المرور ما بين وقت وآخر عن أرقام الحوادث والموتى والمصابين وسائر الأضرار,.
** وكلنا,, يد واحدة,, وقلب واحد,, وصوت واحد ضد التهور وضد الجنون وضد مخالفة اللوائح والأنظمة,, سواء كانت مرورية أو غير مرورية.
** وكلنا أيضاً,, يحيي الجهود التي بُذلت في هذه الحملة ويتفاعل معها ويساندها ويدعمها بكل ما يملك.
** وكلنا,, وكل أبُونا رجال أمن,, وكلنا رجل واحد من أجل نعم,, للوائح والأنظمة والتقيد بها,, ولا,, للمخالفين أياً كانت هذه المخالفة ,.
** ولكن,, ألا تلاحظون أن الأسلوب التوعوي الذي سبق تطبيق الأنظمة,, أسلوب تهديد ووعيد بأشد العقوبات,, مما جعل الجميع يعيش في رعب وخوف,, حتى الذي لم يخالف طول حياته ولم يفكر يوماً في المخالفة البتة دخله الخوف والنَّفَّاضَة من الآن.
** ألا تلاحظون,, أن التوعية المرورية تحولت من حملة توعية وارشاد وتنبيه وتبصير للناس بالصح ليسلكوه,, والخطأ ليبتعدوا عنه,, وشرح للأنظمة واللوائح,, وتبصير بالأخطار,, إلى حملة قوامها,, الويل والثبور,, والعقاب الصارم ينتظرك؟!! .
** اقرأوا تصريحات وكلمات ومقالات بعضهم من المسؤولين العسكر,.
** انذارات,, وتوعد,, وكأنهم يقولون للناس,, نحن نجزم انه لن يجدي ولن ينفع معكم توعية ولا توجيه ولا ارشاد,.
** ونعرف سلفاً,, أنكم أناس لا تفهمون,, ولذا,, فنحن ننتظر على أحر من الجمر,, وليتهم قالوها بصراحة الوعد قِدَّام!! .
** نحن نعرف أن العقوبات وضعت من أجل المتهور المتلاعب المستهتر,.
** أما البسيط المسكين الملتزم الأجودي أو الدَّابة السليمة فقد يخالف أحياناً,, نتيجة خطأ غير مقصود,, فتكون غلطة العمر,, ليجد العقوبات الصارمة تنتظره,, فهل النظام أعمى أصم,, أو أطرم وأصقَه لتلك الدرجة؟
** إن الذي يقرأ تلك التصريحات وذلك الوعيد وتلك العقوبات وذلك التهديد الشديد,, يجزم أن القصد,, هو العقاب وليس تطبيق النظام.
** يجزم,, أن الهدف,, هو ايقاع العقوبة والغرامة عليه وليس مساعدته لسلوك الطريق الصحيح.
** يجزم,, أن القصد,, المعاقبة وليس تحويل الناس إلى أسلوب حضاري راقٍ.
** الحملة,, انتقلت من أسلوب التوعية والإرشاد والتنبيه بالتي هي أحسن وبشكل يقبله ويتفاعل معه الناس,, إلى أسلوب غاضب شرس,, مما يجعل الانطباع المأخوذ عن الشرطي بأنه صلف عنيف شرس غليظ صحيح 100% .
** يبدو أن بعض اخواننا العسكر وليس كلهم بالطبع لم يحسنوا معالجة الموضوع بالحسنى,, فتعاملوا مع التوعية كما يتعاملون مع المجرم الخطير أرباب السوابق الذين هم أحوج ما يكونون إلى الردع لأنهم لا يفهمون غير هذا الأسلوب.
** يبدو,, أن هؤلاء العسكر لم يستطيعوا,, التفريق بين كلمة توعية وتنبيه واعلام وارشاد,, وبين تطبيق أقسى العقوبات واشرسها وأعنفها.
** وأرجو,, ألا يفهم من كلامي هذا,, أنني ضد معاقبة المخالف,.
** أبداً,, أبداً,, بل أجزم,, أنه لابد من معاقبته,, ولكن بالتي هي أحسن.
** كما أرجو,, ألا يفهم من كلامي هذا أيضاً,, أنني ضد مشروعية هذه الحملة وضرورتها,, بل أؤكد,, بأننا,, في أمس الحاجة لها,, بل أجزم,, أنها تأخرت عن وقتها,.
** كما أرجو,, ألا يفهم من كلامي أيضاً,, بأنني لا أملك قناعة بشراسة وسوء وخطورة الحوادث المرورية,, بل انني أعرف حجم انعكاسات هذه الكوارث على الجميع.
** لكني أقول,, رفقاً بنا,, وإذا كان هذا,, هو أسلوبكم في التوعية,, فكيف سيكون أسلوبكم في التطبيق نسأل الله العافية والسلامة .
** يقول أحد المسؤولين سنفصل كل جندي مرور لا يطبق النظام أو يتساهل في تطبيقه بل قال سيفصل نهائياً من عمله هكذا قال.
** ولك أن تتخيل ان كل جندي مرور سيضطر للتعامل بكل قوة وقسوة وعنف,, لأنه يخاف من الفصل,, لأن معيار التساهل المسبب للفصل والتسريح من الخدمة غير دقيق,, لهذا,, سيضطر كل جندي وكل رجل مرور للتحوط في تطبيق اللوائح بكل صرامتها,, خوفاً من الفصل,, ونحن لا نلومه أبداً أبداً ,, فالمثل يقول ألف لحية ولا لحيتي .
** شخصياً,, لدي اقتراح للخائفين من بدء تطبيق النظام بحذافيره,, والخائفين من العسكري المهدد بالفصل,, وهو بيع سيارته نهائياً,, والاكتفاء بالنقل الجماعي أو خط البلدة,, إلى أن تهدأ الأمور وتستقر الأوضاع,, والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved