| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله الذي قال في كتابه الكريم : الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون فحقيقة لا ادري من اين أبدأ حديثي عن وفاة أستاذنا وعلامة الجزيرة المغفور له ان شاء الله الشيخ حمد الجاسر والذي انتقل الى جوار ربه منذ أيام قليلة، ولقد كان سماع خبر وفاته صاعقة علينا كمجتمع سعودي وترك فينا فراغا كبيرا لا سيما داخل الوسط الثقافي من ابناء مملكتنا الغالية وذلك لأننا اعتدنا على قراءة مقالاته ومداخلاته الجامعة المانعة في مطبوعاتنا.
ولم يكن استاذنا الجليل الشيخ حمد الجاسر شخصا عاديا من الممكن ان تمر وفاته مرور الكرام بل فقدنا علما من اعلام بلادنا الثقافية والفكرية ولكن عزاءنا فيه انه مات وترك وراءه ميراثا كبيرا لا يقدر بثمن وهذا الميراث الضخم ينهل منه الجميع من خلال مؤلفاته العديدة من الكتب التي تملأ ارفف المكتبات العامة والخاصة داخل المملكة وخارجها سواء كانت في التاريخ ام الجغرافيا ام الادب ام المخطوطات وهي بمثابة المرجع للجميع سواء كانوا من الباحثين او المفكرين او الدارسين اضافة الى مداخلاته الفكرية ومحاضراته المرئية والسمعية كما كان للفقيد مشاركات عدة في مؤتمرات داخل المملكة وخارجها وعضويات في المجامع اللغوية في دمشق وبغداد والقاهرة وأنشأ الشيخ حمد الجاسر اول صحيفة في المنطقة الوسطى ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1404ه وكرمه ايضا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في القمة العاشرة بسلطنة عمان عام 1410ه.
ونرى مما ذكر سابقا ان خسارتنا كبيرة جدا في فقيدنا الشيخ حمد الجاسر رحمه الله لأنه كان علما في النواحي العلمية والادبية والثقافية كما كان له جهود كبيرة في مختلف جوانب المعرفة خاصة التي تتعلق بالتاريخ والانساب والآثار.
وأود الاشارة الى ان الشيخ حمد الجاسر اذا كان قد رحل عنا بجسمه وبدنه فهو باق بيننا من خلال علمه ومؤلفاته وكتبه التي تزخر بها مكتباتنا كما سنظل نذكره في أي حديث علمي او تاريخي او أدبي وقبل هذا وذاك محبة هذا الرجل العالم من الناس كافة.
انني بهذا لا أعزي ابناءه وعائلته فقط بل اعزي كل طالب علم ومعرفة في هذا الفقيد وادعو الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب واكرر: فقدُنا كبير في علامة الجزيرة.
د, سليمان عبدالعزيز الحبيب
|
|
|
|
|