أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th September,2000العدد:10224الطبعةالاولـيالأثنين 27 ,جمادى الثانية 1421

متابعة

أكدوا أن مركز الملك فهد بالأرجنتين سيكون إشعاعا حضارياً للإسلام ,,عدد من الشخصيات الإسلامية ل الجزيرة :
للمملكة سمة بارزة في مجالات الخير والبر في العالم
* كتب سلمان العمري
أعربت شخصيات اسلامية بارزة من علماء ورؤساء مراكز ومجالس وجمعيات إسلامية في أنحاء متفرقة من العالم عن سعادتها البالغة وسرورها الكبير بافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أكبر مركز إسلامي حضاري في أمريكا اللاتينية، مما سيساعد في نشر الإسلام وتعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين حتى يفهموا الإسلام الصحيح.
وقالوا في تصريحات خاصة ل الجزيرة بمناسبة افتتاح سموه الكريم اليوم للمركز، إن تلك المكرمة العظيمة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للمسلمين في الأرجنتين هي ضمن الأعمال الجليلة التي تضطلع بها المملكة في نشر الإسلام وتشييد المساجد والمراكز والمدارس الإسلامية في العالم.
مشيرين إلى ان هذا النهج الخير العظيم أصبح سمة بارزة لدى القيادة السعودية وأعمالها في مجالات البر والخير على كافة الصعد.
ففي البداية، قال الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة:
من فضل الله تعالى على المملكة العربية السعودية، ان شرفها بخدمة الإسلام والمسلمين في كل أنحاء الأرض، وأن مكنها من القيام بهذه المهمة الشريفة والرسالة السامية بكل التفاني والإخلاص، ولذلك نرى ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يجعل في مقدمة الأعمال التي يوليها عنايته واهتمامه، إنشاء المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في العديد من العواصم العالمية، خدمة للإسلام وللمسلمين، ونشرا وتمكينا لدين الله الحق، وإعلاء ورفعا لكلمته، وتعميما للثقافة الإسلامية، وعونا ومساعدة للجاليات الإسلامية التي توجد في مختلف أنحاء العالم على أداء الشعائر الدينية والتفقه في معرفة الدين الحنيف، وعلى الإقبال على النهل من منابع الثقافة الإسلامية.
وأضاف معاليه ان افتتاح مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين يأتي ضمن هذا السياق، وهوثمرة مباركة من ثمرات الدعم السخي الكبير الذي تقدمه المملكة للأمة الإسلامية داخل الوطن الإسلامي الكبير وخارجه، وحيث توجد الجاليات الإسلامية وفي ذلك من الخير العميم القدر الذي يعلي من شأن المملكة،ويرفع من مقامها، ويحفظ لها المكانة الرفيعة بين دول العالم الإسلامي.
ومن ناحيته، أكد سعادة نائب رئيس جامعة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سعيد بن حارب المهيري أن إنشاء مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين يأتي كحلقة في سلسلة المراكز والمساجد التي يقيمها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في العديد من دول العالم تحقيقا لرسالة الإسلام التي جاءت لتعم البشرية كافة، ولتبلغ أطراف الأرض، وما إنشاء هذه المراكز إلا وسيلة لتبليغ رسالة الإسلام والتعريف بها حتى تصل نقية خالصة دون تشويه أو تحريف، وحتى يتعرف الناس على حقيقة الإسلام باعتباره دعوة للحق والخير وباعتباره كذلك نظاما شاملا للحياة جعله الله سبحانه وتعالى لكافة البشر، لمن آمن به واعتقد ولمن لم يؤمن به كذلك إن أراد أن يتخذه منهجاً لحياته, وقال سعادته: إذا كان غير المسلمين في حاجة للتعرف على الإسلام، فإن المسلمين في حاجة كذلك للتعريف بالإسلام انطلاقا من قوله تعالى :ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ، والمراكز الإسلامية والمساجد في الغرب ليست مكاناً للعبادة فقط، بل هي موئل يأتي إليه المسلمون ليتعرفوا على دينهم، وينهلوا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, واعتبر د, المهدي إن هذه المراكز ملتقى للمسلمين ليتعارفوا ويناقشوا قضاياهم،وليزدادوا اتصالا وترابطا مع بعضهم البعض داخل الدولة الواحدة، ومع مجتمعاتهم الإسلامية خارج الدول التي يقيمون فيها، كما أنها محاضن تربوية لتعليم أبناء المسلمين في الدول الغربية أو الشرقية مبادئ دينهم وتلاوة كتاب ربهم حتى تستمر الأجيال الجديدة في صلة مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وحتى يحافظوا على هويتهم الإسلامية في تلك المجتمعات، ومن هنا يمكننا فهم الدور الكبير لهذه المراكز، وتصور الدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين وما يقوم به خادم الحرمين الشريفين من رعاية ومتابعة لشؤون المسلمين وتحسس مشكلاتهم خاصة تلك التي تلبي حاجتهم الدينية.
واستطرد سعادته قائلاً : لقد جاء هذا المركز في الأرجنتين بعد إنشاء عدد من المراكز الإسلامية في لوس انجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية ومسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين بمدينة أدنبره ومسجد التوحيد بلندن في المملكة المتحدة، ومسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين بمنطقة جبل طارق والمسجد الإسلامي بروما في إيطاليا، وجميع هذه المساجد والمراكز أنشئت خلال سنوات وجيزة مضت إضافة إلى المراكز الإسلامية التي بادرت المملكة في إنشائها أو أسهمت مع بعض الدول الإسلامية الأخرى في إنجازها كالمراكز الإسلامية في جنيف وواشنطن ولندن وبروكسل وغيرها من المساجد والمراكز، وبهذا تحقق المملكة العربية السعودية رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين.
كما أبرز الأمين العام لجمعية أهل الحديث المركزية في برمنجهام ببريطانيا الشيخ شعيب أحمد ميدبوري أهمية إعمار المراكز والهيئات والمؤسسات الإسلامية في دول الغرب،وقال: إن تأسيس المراكز الإسلامية في دول الغرب من أهم واجبات العمل الدعوي للحفاظ على العقيدة الصحيحة والقيم الإسلامية المثلى ولإبلاغ الدعوة ناصعة نقية من الشوائب إلى شعوب الغرب.
وأكد ميدبوري ان إقامة مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين دليل على حرص قادة المملكة العربية السعودية على نشر الدعوة الإسلامية،وحمل راية التوحيد بكل أرجاء الارض وعلى الاستمرار في النهج الحكيم الذي تبناه موحد الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسار عليه من بعده أنجاله الكرام، وهو من الجهود الجبارة التي تقوم بها حكومة المملكة في سبيل نشر الإسلام وقد غمرت هذه الأعمال قلوب كافة المسلمين بعواطف التقدير والاجلال لرائد الدعوة وقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله تعالى.
وأفاد الشيخ شعيب أن افتتاح هذا المركز سيكون بمشيئة الله امتدادا حضاريا لنقل صورة الإسلام النقية الحية ويتيح الفرصة لأبناء الإسلام ودعاته الغيورين على تصحيح المفاهيم الخاطئة التي أثيرت حول الدين الإسلامي الحنيف وهو في نفس الوقت هدية غالية إلى مسلمي الأرجنتين والجالية المسلمة المقيمة في هذا البلد وسيكون بإذن الله حصنا لهم من الذوبان العقدي والأخلاقي والأسري وشاهدا على ما بذلته حكومة خادم الحرمين الشريفين لنشر الدعوة في أطراف الأرض.
وفي ختام تصريحه سأل الله تعالى أن يكلل هذه الجهود بالإخلاص لوجهه الكريم ويمن بالقبول.
ومن جانبه، أرجع رئيس الجامعة الإسلامية بإسلام أباد الأستاذ الدكتور حسن محمود الشافعي أهمية بناء المراكز الإسلامية في دول الغرب إلى عدة أمور، منها:
أنها تترجم بصورة عملية تطبيقية عن عالمية الرسالة الإسلامية لقوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين تتفتح بها أبواب جديدة من المعرفة الصحيحة للإسلام، وتتيسر سبل التفاهم والتعارف بين الشعوب لقوله تعالى : وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، و يحافظ من خلالها على الهوية والشخصية الإسلامية، وتقوى بها روح الانتماء إلى الإسلام فكراً أو ثقافة وحضارة ومنهج حياة تمشيا مع قول الله جل وعلا: والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين .
وأوضح د, الشافعي ان افتتاح مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين يجيء كمأثرة علمية فكرية دعوية ضمن سلسلة طويلة من المآثر والإنجازات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين، مضيفا أنه والحق ان هذه المآثر الحضارية لا تتيسر إلا لمن أراد الله به الخير لهذه الأمة كما قال المولى عز وجل: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
أما فضيلة مفتي هنغاريا المجر الشيخ سلطان بولك، فوصف افتتاح مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين بأنه إنجاز عظيم، وقال: إن دور المملكة العربية السعودية في بناء المساجد والمراكز الإسلامية يعتبر دورا رياديا، مؤكداً أن هذا من أهم الإنجازات التي يفتح للمسلم أبوابا حضارية، وتجعله مرفوع الرأس في دول الأقليات, وأضاف مفتي هنغاريا قائلا: وبالنسبة لنا في هنغاريا نتمنى من الله العلي القدير أن يفتتح مركز ثقافي إسلامي في العاصمة بودابست، كما أننا نتمنى ان تقوم المملكة بالاهتمام بهذا الأمر.
ودعا الله في ختام تصريحه ان يجزي حكومة خادم الحرمين الشريفين الخير الجزيل.
كما أبرز رئيس مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل الشيخ أحمد علي الصيفي ريادة المملكة في مجال بناء المراكز والمؤسسات والمساجد في دول الأقليات بقوله: للمملكة العربية السعودية الدور الرائد في بناء المراكز الإسلامية ولخادم الحرمين الشريفين اليد العليا في هذه المجالات وأوضح أنه في البرازيل يوجد أكثر من (40) مسجداً جلها شاركت في بنائها المملكة العربية السعودية والمركز الثقافي الإسلامي في الأرجنتين مفخرة للمسلمين في أمريكا اللاتينية وتطمع الجاليات الإسلامية في ساو باولو التي تعتبر الآن أكبر جالية في أمريكا اللاتينية بمثل هذه المراكز خاصة مشيرا إلى ان تعداد المسلمين في هذه المدينة يزيد عن (300,000) مسلم.
كما اعتبر رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت الشيخ طارق العيسى واجبات ومهمات المراكز الإسلامية وما شابهها في دول الغرب من الأدوار المهمة في إيجاد قاعدة قوية لانطلاق الدعوة الإسلامية ودعم أنشطتها والتعريف بالدين الإسلامي ومواجهة ما يطرح على الساحات هناك من شبه أو مغالطات تمس ثوابت الدين والعقيدة الإسلامية، وقد كان للمملكة العربية السعودية ومنذ فترة طويلة دور قيادي بارز من خلال الاهتمام ببناء المساجد والمراكز الإسلامية ودعم أنشطتها وإرسال الدعاة إلى أقاصي الدنيا للدعوة إلى الله على بصيرة وعلم.
وأضاف قائلا: وها نحن اليوم نشهد افتتاح هذا الصرح الإسلامي الذي هو المركز الإسلامي في الأرجنتين الذي ستكون له أهمية في مجال الدعوة واجتماع المسلمين وإقامة الأنشطة الإسلامية وهو حدث ذو أهمية كبيرة بالنسبة للمسلمين هنا بل وبالنسبة للمسلمين في جميع دول أمريكا الجنوبية.
وأكد الشيخ العيسى أن الأيام القادمة ستشهد إن شاء الله الكثير من الأنشطة والفعاليات التي من المنتظر ان تقوم بها هذه المراكز الإسلامية، كما أننا سنرى إن شاء الله صروحا إسلامية جديدة تنشئها أيادي الخير والعطاء التي تبثها حكومة المملكة العربية السعودية في مختلف أرجاء المعمورة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعيز آل سعود والحكومة السعودية الرشيدة، وعموم الشعب السعودي الذين تعودنا منهم رفع لواء التوحيد والدعوة إلى الله، وإبراز تلك الصورة الطيبة المشرقة للإسلام والمسلمين.
وفي ختام تصريحه دعا الله أن يوفق ولاة الأمور في جميع البلاد الإسلامية لأن يقتدوا بالمملكة العربية السعودية حفظها الله وبارك في جهودها بالاهتمام بالأقليات المسلمة في بلاد الغرب.
كذلك قال رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا محمد البشاري: المراكز الإسلامية عموما لها دور كبير في حياة الجالية والأقلية الإسلامية وتعتبر كذلك المقر الذي يأوي إليه المسلم من أجل أداء الصلوات وحضور الجمع، وكذا الاستماع إلى الخطب والدروس الوعظية والعلمية، ويشرف على تأطير الشباب، وتوعيتهم بالدين الصحيح وسط الأفكار المعاصرة الخطيرة التي تعصف من كل جانب، وكذا الإشراف على تجمع المسلمين في المناسبات الدينية، وما شهر رمضان إلا ذلك الشهر المبارك الذي يفزع فيه كل من تاب وآب إلى ربه ورجع، فالمركز يعطيه كل ما هو بحاجة إليه ماديا ومعنويا.
وأكد أن ما تقوم به المملكة من جهود في إعمار المراكز الإسلامية والجوامع في دول العالم تحظى بتأييد وتقدير من حكومات الدول المستضيفة لها لأنها العمل المنسق والجاد الذي له تأثير قوي وفعال في توحيد صف الجالية، ونبذ الخلاف والفرقة فيما بينهم، وتوحيد صيامهم، وإفطارهم، وضرب الحركات الهدامة التي تعتبر خنجرا مسموما في حياة جاليتنا.
واختتم تصريحه بوصف المراكز الإسلامية التي اقامها خادم الحرمين بأنها نبراس ثقافي واجتماعي لحياة الجالية المسلمة بديار الغرب.
وبالنسبة لأمير جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة في أفغانستان سميع الله مجيب الله فأوضح ان العناية بالمراكز الإسلامية في دول العالم بصفة عامة، وفي دول الغرب بصفة خاصة، تعني الاهتمام والعناية بالإسلام وشؤون الأمة والأقليات الإسلامية وتكمن هذه الأهمية في توجيه المسلمين إلى عقيدتهم وشريعتهم، وتربية أولادهم تربية إسلامية، ونشر علوم الكتاب والسنة، التي لا تصلح الأمة إلا بها، وبث الثقة والروح الإسلامية والنشاط الدعوي، وتوثيق روابط الأخوة الإسلامية، وأن المسلمين جسد واحد، وتمهيد الطرق لدعوة غير المسلمين وفتح الأبواب أمامهم.
وأكد سميع الله ان المملكة العربية السعودية لها مكانتها المرموقة في العناية الهادفة بهذا الأمر، فالجهود التي بذلتها وتبذلها منذ مائة سنة في مجالات الدعوة الإسلامية المتمثلة في بناء المساجد، وفتح المراكز الإسلامية (دعوية وتعليمية) وأن الدور الريادي الذي أدته وتؤديه في الاهتمام بالإسلام والمسلمين أمر لا يخفى على احد، وأبان أمير جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة في أفغانستان أن فتح مركز إسلامي في دولة ما من قبل المملكة ليس أمرا غريبا إلى جانب عشرات بل مئات من المراكز الإسلامية التي أسستها في شتى دول العالم، والتي تؤتي أكلها كل حين تحت إشراف الحكومة السعودية الرشيدة.
أما بخصوص المركز الذي سيفتتح في الأرجنتين فوصفه بأنه حلقة الخير والتنمية الإسلامية من تلك الحلقات الخيرية العديدة المتواصلة، التي أقيمت اهتماما بالإسلام وأهله في تلك البلاد وفتح مجال الدعوة، وتمهيد الطريق لمن يرغب في الإسلام، فالقائمون عليه يستحقون التشيجع والدعاء لهم بمزيد التوفيق والسداد.
أما الدكتور عبدالعزيز اليحيى مدير المركز الإسلامي الثقافي ببلجيكا، فقال: إن المسلمين في شتى بقاع العالم خاصة في مواطن الأقليات منهم يتطلعون دائما بتلهف إلى تواصل حقيقي فاعل يربطهم بثقافتهم الإسلامية وجذورهم التاريخية المجيدة التي تشعرهم بالانتماء، هذا الانتماء الذي يجعل الدفء والأمان يسري في قلوبهم وعروقهم وتسمو به أرواحهم، مؤكدا أن هذا لا يأتي إلا عن طريق صروح علم ومعرفة هي معين يغترفون منه لتتزود قلوبهم وأرواحهم وأفكارهم بكل معنى سام يحققونه عن طريق عبادة يؤدونها وكلمة طيبة يسمعونها ونصح وتوجيه وإرشاد يتلقونه لينير لهم الطريق الحق كي يصفو عيشهم مع أنفسهم، مع أسرهم في أعمالهم في مجتمعهم بأسره.
وأبان الدكتور اليحيى ان الله خص أرض الحرمين الشريفين بقيادة مؤمنة واعية لعظم هذه المسؤولية آلت على نفسها إلا ان تتواجد حيث إخوانها المسلمون، فمنذ بزوغ فجر الوحدة على تلك الارض الطاهرة أرض الحرمين الشريفين المباركة وحتى هذه الساعة وإلى ما شاء الله تبارك وتعالى وأن ترى اهتماما بالغا بنشر دين الله الحق بشتى الوسائل ولسان حال هذه القيادة الرشيدة يقول: لا قيمة للمادة إذا لم ينتفع بها المؤمنون.
واستطرد قائلا: وها أنت ترى في عهد خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره ومنحه الصحة والعافية كل يوم فتحا جديدا ينفع الله به المؤمنين في بقاع شتى، مشيرا إلى ان هذا الصرح الذي يرتفع شامخا في بقعة من أجمل بقاع بيونس أيرس بالأرجنتين ما هو إلا شاهد على ذلك ينبئ بنفسه عن نفسه ليؤتي ثماره بإذن ربه.
ووصف مدير المركز الإسلامي الثقافي ببلجيكا هذا الانجاز بأنه لبنة من لبنات الخير المتدفق لخير وصالح أبناء المسلمين، وقال: فلسوف ينضم هذا المركز العملاق مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين إلى العقد المبارك الذي نظمته الأيدي المؤمنة في أرض الحرمين الشريفين من مراكز إسلامية وصروح تعليمية في شتى بقاع العالم ولينطلق بمشعل الهداية للجالية المسلمة في الأرجنتين.
وأضاف قائلا: إن القيادة الإسلامية الواعية الحكيمة والحس المؤمن الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين يجعله يتحسس ويتلمس مواطن الحاجة لإخوانه وأبنائه المسلمين.
ولقد أدركت قيادته الرشيدة حاجة الجالية المسلمة في الأرجنتين إلى وجود مثل هذا الصرح ليهتم بهم وبشؤونهم الدينية والثقافية والاجتماعية خاصة وأنهم يقتربون من المليون نسمة في مجتمع يربو عدد سكانه على (63) مليون نسمة فيكاد يختفي هذا المليون ذوبانا في هذا المجتمع الكبير.
إذا كان الحرص واجبا على لم شمهلم وتهيئة المكان الذي يكفل لهم الرعاية الإسلامية السليمة ويحافظ على شخصيتهم الإسلامية وهويتهم العربية.
وركز الدكتوي اليحيى على ان تشييد هذا الصرح الإسلامي الكبير جاء في وقت والمسلمون في الأرجنتين في أمس الحاجة إليه إذ إنه لا يخفى على احد تأثير الجماعات اليهودية على الحياة الاجتماعية واتخاذ القرارات الإدارية ضد المسلمين في كل مكان يستطيعون التأثير فيه مضيفا ان مثل هذا الصرح الحصين بإذن الله لهو بمثابة قلعة إيمانية قوية الأركان عظيمة البنيان تأوي إليه جماعات المسلمين لتتزود بالإيمان والتقوى والعلم والعمل النافع لهم ولمجتمعهم ولتتكسر على أعتابه كل نعرات تثار ضدهم بإذن الله.
وهنأ مدير المركز الإسلامي الثقافي ببلجيكا الجالية المسلمة في الأرجنتين بهذا المركز الإسلامي الكبير كما هنأهم بوجود قيادة مؤمنة كخادم الحرمين الشريفين يجري الله على يديه مثل هذا الخير الدائم المتأصل بإذن الله.
أما الشيخ عثمان نجاة مفتي رومانيا فقال:
لقد كان للمملكة ولحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الدور الرائد في تبني قضايا الإسلام والمسلمين في العالم، ولا يخفى على أحد أهمية هذه المؤسسات (المراكز والمساجد) في حياة الإنسان المسلم، وخاصة في حياة الأقليات المسلمة، فهي الرئة التي يتنفس المسلمون من خلالها، وسأل الله تعالى أن يجزي حكومة خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، وان يحفظ المملكة وسائر بلاد المسلمين مؤكدا بأن المركز الإسلامي في الأرجنتين سيكون منارة حضارية، وشعلة هداية بإذن الله.
وهنأ الأستاذ الدكتور جوهري مت أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مالايا بكوالالمبور حكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والشعب السعودي على تلك الفضائل المتعددة والأيادي البيضاء والدعم المتواصل للمسلمين في أنحاء الأرض.
مؤكدا بأن هذا ليس بغريب على ديار الحرمين فهي مصدر الهدى ودين الحق ومنطلق الدعوة حيث حرص حكام تلك الديار على مواساة إخوانهم المسلمين ومساعدتهم وتلمس حاجاتهم.
سائلا الله تعالى أن يزيدهم من فضله وإحسانه وأن يحمي تلك البلاد من كل سوء ومكروه وان يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال إنه خير مسؤول,, والحمد لله رب العالمين.
ويقول الشيخ حافظ عبدالرشيد أظهر رئيس المجلس الإسلامي بباكستان ومدير الجامعة السعيدية في خانوال إن إقامة المراكز الإسلامية من الأولويات الدعوية التي ينبغي القيام بها في بلاد الأقليات الإسلامية في جميع أنحاء العالم لما لها من أهمية بالغة في الحفاظ على العقيدة الإسلامية الصحيحة ونشر تعاليم الدين الإسلامي القويم واللغة العربية وإيضاح حقيقة رسالة الإسلام وسعتها وسماحته وتقديم الانطباع الحسن عن صورة الإسلام العظيمة.
مضيفا أن هذه المراكز تترجم العطاء السخي والعناية الخاصة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين (أيده الله بنصره) للأعمال التي تخدم الإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة وهي جزء من الاستراتيجية الدعوية الثابتة التي رسمتها حكومة المملكة العربية السعودية لأداء دورها القيادي في حمل لواء الإسلام والذود عنه ومؤازرة أهله أينما كانوا.
وأكد الشيخ أظهر ان افتتاح هذا المركز سيكون له مآثر حميدة في أوساط المسلمين الذين يعيشون في هذه البلاد ويحتاجون إلى من يقف معهم ويقيهم شرور التغريب والانصهار في البيئة المحيطة بهم بما فيها من قيم مختلفة وممارسات شاذة ومغريات قاتلة.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved