أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th September,2000العدد:10224الطبعةالاولـيالأثنين 27 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

مستعجل
لهذا السبب,, تركوا قراهم,,!!
عبد الرحمن سعد السماري
من الرسائل التي يحملها البريد لي بشكل مستمر,, هي شكوى أصحاب القرى والهجر والمدن الصغيرة من جور تعامل المدينة الأم التي يتبعون لها.
بمعنى,, أن ميزانيات البلديات والصحة والتعليم والطرق والاتصالات وسائر الخدمات,, تُصرف للمدينة الكبرى,, ويتم تجاهل الآخرين تماماً.
تخيلوا,, هناك قرى بلا خدمات بلدية,, بل ربما أحياناً بلا كهرباء ولا ماء ولا اي خدمة أخرى,, ومع ذلك,, هم تابعون لبلدية تسعى للتشجير والمنتزهات والحدائق التي لا يدخلها أحد.
وتقول هذه الرسائل,, إن المدينة التي يتبعون لها,, تجعل الميزانيات المصروفة للمنطقة كلها,, ميزانية لهذه المدينة فقط,, ويتم تجاهل سائر القرى والهجر التابعة لها,, لأنهم يرون انه ليس من حق القرى ان تنعم بالخدمات.
ويقولون,, ان ذلك,, هو سر هجر الكثير من الناس لقراهم,, والتكدس في المدن,, مسببين ذلك الاحتشاد الهائل المفرط داخل المدن,, لتبقى القرى والهجر والمدن الصغيرة مهجورة,, لأنه لا يوجد بها أبسط الخدمات,, ومع ذلك,, هناك من يقول,, لماذا لا تذهبون للقرى,, لماذا لا تعملون في القرى بعد التخرج,, لماذا يهرب الناس من القرى بهذا الشكل؟!.
إنني في أثناء زياراتي لبعض المدن والقرى والهجر مسكينة هي الهجر؟!! أجد المدينة الأم يتوفر فيها كل شيء,.
حتى الأشكال الجمالية واللوحات ومجسمات التجميل بسائر الأشكال والأحجام والنوافير والحدائق وسائر الكماليات والرفاهيات,.
والقرية التي بجوارها لا يوجد بها أبسط الخدمات المطلوبة,, وإن طالب بعض الأهالي بشيء من هذه الخدمات,, حتى لو كان وايت ماء يقطِّر في حلُوقهُم سكَّتوهم ببرميلين زبالة وثلاث شجيرات من نوع الأثل والسدر كخدمات بلدية,, والباقي خلوه مستور فكيف نلوم الناس إذا هجروا قراهم وسببوا أزمة داخل المدن؟.
وكيف نلوم خريجاً أو خريجة إذا رفض العمل في قرية أو في هجرة,, أو في مدينة صغيرة تفقد أبسط الخدمات؟
إن المطلوب ويا كثر المطلوب لكن الأذن صَمخا أقول,, المطلوب,, هو عدم ترك الميزانيات وتنظيم الخدمات لهؤلاء المعنيين في المدن,, لأنهم لا يحسنون التصرّف,, بل لا بد من اتخاذ خطوات من شأنها,, إعطاء تلك القرى والهجر نصيبها من الميزانيات,, حتى تظفر بحقها من الخدمات,, إذ لا يعقل أن نصرف ملايين الريالات على المباخر والدلال والزوالي وسائر الأشكال الجمالية,, وتترك قرية بلا شارع مسفلت أو مستوصف لعلاج المرضى.
نتمنى,, يعني نتمنى ولو أن المسيكين والضعيِّف لا يدرك ما يتمناه لكن نقول,,,نتمنى التفاتة لهؤلاء,, ونتمنى أن تحظى القرى والهجر بما تستحق,.
ونتمنى,, أن نشاهد هذه القرى والهجر تنعم بالخدمات,, مع أن كلامي هذا,, ليس بالشكل التعميمي,, لأن هناك الكثير من القرى تنعم بكل الخدمات,, بل أخذت نصيبها وافراً,, لأن هناك من يحسن التصرف في المدينة الأم أو بالأصح,, والكذب شين لأن هناك من له في الخرابة قرابة أو من أجل عين,, تكرم مدينة
ولكن,, هناك قرى وهجر تنتظر وتتطلع وتتساءل,, ولم يلتفت لها أحد.
ليت مجالس المناطق وهو الجهة المعنية يأخذ هذه الأمور في الحسبان,, ويطلع على ميزانيات الخدمات وأين وكيف صُرفت,, وما نصيب القرى والهجر منها,, حتى لا نجد كل الناس يتكدسون في المدن ويهجرون قراهم هجراً نهائياً.
وحتى لا نسمع أيضاً,, بأن قروياً هستر,, أو طَقَّ أبوه أو جلد رئيسه بالعقال,,, و,, و,, والله يستر.
كما نتمنى من أعضاء مجالس المناطق = إن كانوا يسمعون = زيارة القرى والهجر قبل المدن,, وترك المفاطيح في المدن وسرادقات الاحتفالات لأنها مكلفة,, والاستعاضة عنها بجولات مكوكية سريعة على القرى والهجر,, لدراسة أوضاعها عن قرب,, والالتفات لمطالب أهلها,, والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved