أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th September,2000العدد:10225الطبعةالاولـيالثلاثاء 28 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

التسلط الإداري,, مرة أخرى
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة، وبعد
اطلعت على ما كتبه الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الفنيسان المدرس بالمعهد العلمي بالزلفي في صحيفة الجزيرة الغراء ذات العدد 10211 المنشور في يوم الثلاثاء 14/6/1421ه وما تحدث عنه في موضوع غاية في الأهمية، ألا وهو التسلط الاداري وقصر النظر لدى بعض المديرين، وما يعانيه المرؤوسون في حالة الطغيان الإداري لدى المدير من آثار سلبية تؤثر بدورها على سير العمل، مما يُقلل الحماس والإخلاص لدى المرؤوس، وتبرز الآثار السلبية للتسلط الإداري وقصر النظر لدى المدير بصورة جلية مؤثرة في مجال التربية والتعليم، إذ إن تسلط المدير وعنجهيته وطغيانه وعدم اعطائه للمدرسين حقوقهم كاملة والعدل فيما بينهم يؤثر سلباً على نفسيات أولئك المدرسين وبالتالي على عطائهم والضحية في ذلك طلبة المدرسة أو المعهد الذين يقعون بين مطرقة المدير وسندان المدرس المغضوب عليه من قبل الإدارة، ولقد كان مقال الأخ عبدالعزيز الفنيسان مدار حديثنا ذلك المساء، إلا أن أحد الحاضرين وقد أيد الأخ الفنيسان فيما ذهب إليه، علق على موضوع من جهة أخرى قائلاً: لماذا يقع اللوم دائماً على المدير؟ ولماذا يكون هو كبش الفداء في حالة الفشل الإداري في المدرسة أو المعهد أو الادارة؟ وهل العملية الإدارية في المعهد مثلاً تقوم على كاهل المدير وحده، أم أنها مثلث ذو أضلاع ثلاثية: المدير والمدرسين والطلبة؟!!
ثم استطرد صاحبنا يتحدث عن دور المدرس في نجاح العملية الإدارية، وأن له دوراً كبيراً في تقييم وتوجيه مديره بالطريقة المناسبة، ومن ذلك معرفة المعلم بحقوق وواجبات مديره قبل أن يعرف ما له من الحقوق والواجبات من قبل مديره!! أضف إلى ذلك الاحترام المتبادل بين المعلم ومديره والذي يجب أن ينبع من قبل المعلم أولاً وبقناعة تامة، اضافة إلى حرص المعلم واخلاصه وتفانيه وصرف همه إلى ما على عاتقه من مهام ومسؤوليات وعدم التطلع إلى أمور الإدارة وحشر نفسه في أمور لا تعنيه، والحرص على عدم اشعال جذوة ما يحصل من خلاف في وجهات النظر لأن ذلك مما يشغله عن أداء واجباته، علماً أن ما يحصل من خلاف واختلاف في وجهات النظر أمر صحي يحدث في كل ادارة ومنشأة ولا يدعو لمزيد من القلق، وشدد صاحبنا على دور المعلم في نجاح العملية الإدارية وخلق مجتمع مدرسي صحي في حالة تعاونه مع مديره باخلاص، ثم ذكر صاحبنا بعضاً من القصص التي وقعت في مدرسته وكان شاهداً عليها وقد ذكرها ليدلل على تهاون بعض المدرسين وتطلعهم لكرسي المدير مما يعني عدم اخلاصهم والتزامهم، ومن ذلك قال: لظروف طارئة غاب مديرنا ذات يوم، وكان له وكيلان ولم يُعمد رسمياً أحداً منهما بادارة المدرسة أو المعهد ثقة منه فيهما وأنهما سيتعاونان مع مدرسيهما على اتمام ذلك اليوم الدراسي بكل نجاح!! إلا أن ما حدث ذلك اليوم جعل المدرسين يخرجون من فصولهم ليشاهدوا عرضاً مسرحياً هزلياً أداه وبشكل احترافي الوكيلان الموقران!! ذلك أنهما ما أن علما صباح ذلك اليوم أن المدير لن يحضر حتى تسابقاً على كرسي المدير، كل يريد أن يكون مديراً، وحيث ان كرسي المدير لا يتسع لاثنين!! فقد تطور الأمر إلى جدل وصراخ، وعلى الرغم من محاولة العقلاء من المدرسين تهدئة الوضع واقناعهما بأن يبقى كل منهما في مكتبه وان الأمور ستسير على خير ما يرام، إلا أنهما تصارعاً كالديكة!! ولو أن صراعهما كان بالأيدي لهان الأمر ولكن بالتعليمات والأوامر التي بات كل واحد منهما يصدرها إلى المعلمين وهي تعليمات يناقض بعضها بعضاً.
ولولا خشية الاطالة لذكرنا شيئاً مما ذكر صاحبنا من عجائب وغرائب، إلا أن صاحبنا ذكر في ختام حديثه الحالة النفسية التي يعيشها بعض المدرسين ممن كانوا يعملون سابقاً وكلاء وقد أحيلوا إلى مدرسين، وان ما يحدث في الغالب يكون من تحريضهم على المدراء والوكلاء الجدد!!
فسألت صاحبنا عن الحل، قال: ان يظل المدير مديراً والوكيل وكيلاً!! قلت: إلى متى؟ قال: إلى قيام الساعة!!.
محمد بن عبدالله الحمد
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved