أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالخميس 1 ,رجب 1421

الثقافية

صدى الإبداع
القصة الطويلة والجذور التاريخية
د, سلطان بن سعد القحطاني
القصة لون من الألوان التي عرفها الإنسان منذ القدم، وقد اتخذت عددا من الأشكال والألوان في حياة البشر، حسب الظروف والمعطيات التاريخية والاجتماعية، وكان الإنسان صانعا لهذه القصص على مر الزمان بما يتفق وما ذكرنا قبل قليل، حيث يكيف منها ما يتفق والظروف التي يمر بها، فإما أن تكون تاريخية يروي من خلالها الحدث التاريخي أو اجتماعية يصور بها حالة المجتمع وما يمر به من أطوار وظروف اجتماعية,وكانت البدايات بما يشبه الأسطورة التي تتخذ من المبالغات صفة خالصة تعبر بها عن مدلولها وأهدافها إلى أن تصل إلى الدرجة التي لا تصدق ، حيث تتعدى أصول الفهم والمنطق العقلي وتخرج بذلك إلى ما وراء الطبيعة (Meta physics) حيث عالم الغيبيات التي لا يستطيع الإنسان تصديقها، وقد تعمد البعض من القدماء أن تكون أعماله في درجة الميتافيزيقيا، لتكون في درجة الحماية العقلية ، وبالتالي لا يستطيع أحد مناقشته فيها، ولتتقبلها العقول الساذجة على أي طريقة يفسرونها, والقصة اسم عام يشتمل على فنون القص، من قصة قصيرة ورواية وأقصوصة وحكاية وسيرة حياة, ويمكن أن تتحول القصة إلى فيلم سينمائي أو مسلسلة تلفزيونية أو إذاعية أو إلى مسرحية، وقد تنبه توفيق الحكيم إلى ذلك، أي مسرحة الرواية فسماها مس رواية أي الرواية الممسرحة, ولكننا لا نوافق الحكيم على هذا الرأي في الظروف النقدية الحديثة، فالرواية إذا تحولت إلى عمل مسرحي، تحولت من القراءة إلى المشاهدة، ولا يعيبها ذلك، فبإمكان الروايةأن تلعب الكثير من الأدوار الحياتية وتجسد بطولاتها المختلفة، ولكن يمكن أن تكون هناك مسرحية ليست برواية وهنا لا يعود العمل بيد الروائي، فقد خرج من يده إلى تقنيات الإخراج المسرحي، أو السينمائي، ويكون الفعل المباشر للسيناريو وتجسيد الفعل الحركي، ويتحول العمل إلى مشاهد بعد أن كان عملا مقروءا.
وقد عرفت القصة بمفاهيم كثيرة، منها القديم ومنها الحديث, يقول الدكتور محمد يوسف نجم في كتابه (فن القصة): ((القصة مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب، وهي تتناول حادثة واحدة أو حوادث عدة، تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة، تتباين أساليب عيشها وتصرفها في الحياة، على غرار ما تتباين حياة الناس على وجه الأرض)).
لقد اتكأ العرب في دراساتهم للرواية من حيث الشكل على اللغة الناقلة لهذا الشكل باعتبار أن نقل الحدث رواية وهذا في حد ذاته صحيح من حيث المبدأ العام، فالفعل (روى) نقل من مكان إلى آخر، لكن هذا النقل لغة ظاهرة، يمكن التعبير بها عما يمكن نقله من الأخبار، ومن هنا يكون النقل نقلاً قصصيا وليس نقلا روائيا، والناقل هنا راوٍ وليس روائياً، وسنأتي على هذا الموضوع فيما بعد.
يتبع

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved