أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالخميس 1 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

معقبا على السماري
هكذا كانوا ,,فرحم الله الخِلّ الوفي
عزيزتي الجزيرة,, وفقك الله وسدد على درب الحق خطاك آمين,,!
كعادة أستاذنا القدير عبدالرحمن بن سعد السماري يمامي وضع النقاط على الحروف,, والضرب في عين الصواب,, جاءت زاويته هذه المرة وفقه الله في العدد 10218 من الجزيرة الغراء الصادر يوم الثلاثاء 21/6/1421ه بموضوع أصبح في رأيي ظاهرة غير صحية في مجتمعنا الذي عهدته قبل نصف القرن تقريباً لا يعرفه إلا نادراً,, وهو: أصدقاء الحاجات ,,!! الأمر الذي ربما تطور إلى ما أشار إليه الأستاذ السماري في مقاله القيم: احذروا صداقات الإستراحات التي وزعها في نقاط بلغت 17 نقطة ثم تدرج في غربلة هذه النقاط باسلوب لم يجانبه فيه الصواب ولم يصدر من فراغ بل عن تجارب واقعية لا تحتاج إلى أدنى تفكير,, ظاهرة أمام العيان,, أولئك الأصدقاء المختلفون في معرفتهم وأساليبهم وخداع الكثير منهم للآخرين والدنيا لا تخلو من الأوفياء الشرفاء الذين يحبون لله ويبغضون في الله,, ولكنهم قلة لو تعدون,, فعلى هامشإحذروا صداقات الاستراحات لأستاذي السماري أضم صوتي لصوته البالغ في الصميم مؤيداً من واقع ما عاصره الشعراء وتحدثوا عنه وضربوا فيه وتر الحقيقة التي لا غبار عليها:
يقول الشاعر العربي:


موالينا إذا افتقروا إلينا
وإن أثروا فليس لنا موال

ويقول شاعر شعبي أن بعض الأصدقاء يخدعك بمعسول الكلام وإبداء الإستعداد لأي طلب من أجل غرض ما فإذا قضاه تنكب وتوارى كأنه لم يعرف هذا الصديق من ذي قبل:


بعض الملا تغتر به حين يلقاك
تقول لاحدثك وش هالوليده
فن شافك المحتاج دبر وخلاك
وان جت له الحاجه سريعٍ بريده
ياخذ ولا يعطي على الكذب صافاك
من شان حاجاته وحشوة إمسيده

ويقول آخر أنه من الصدمة العنيفة على المرء أن يأتيه صديق ويبدى له الاستعداد في قضاء حاجاته ومطالبه ولكنه يبطن حاجة في نفس يعقوب اذا انتهت انهزم ولا أثر له بعد ذلك


يصدمك من لك يعرض الجمايل والحلال
في مقاصد لاقضاها يقفي مايبيك
ذي حقيقة واقع الحال ما يبغي جدال
ما يغالطها سوى من عملها اليوم فيك

ولذلك قيل: في هذا الزمان أصدقاء الحاجة فقط ثم بعد ذلك لا معرفة ولا صديق:


هذا زمان رفاقه بس للحاجة
لامن قضوها خروج بدون ما عوده

ويقول المجرب أن هذا الوقت معظم أصدقائه أصدقاء حاجات اذا انتهت لاذوا بالفرار لا وجود لهم كأن لم يكونوا,,!!


هالوقت باثبت بالتجاريب واثبات
مابه صديقٍ بالصداقة صفالك
صداقته ما غير قضيان حاجات
لامن قضاها منك ماعاد جالك
صداقته بنيت على جلب غايات
لونفعها أكثر من ضررها ينالك
حبه خداع وكذب وانجاز نفعات
ياقل من لله بقلبه صفالك
أقول ماجربت ماهي خيالات
لولا التشمت كان بينتها لك
ويقول شاعر ينصح من صداقة النفعيين

الذين لا تدوم صداقاتهم بعد تحقيق مآربهم منك:


اترك النفعي لحاجة يومه
لا انقضت لقا الصديق احذيه
في الرخاء صاحب تظنه وافي
والشدايد مثل ظل الفية
لابد اله لازمٍ يعدي لك
في المساء عندك وفي الصبحية
ايتظاهر بالصداقة عندك
لين يقضي للأسف مبغيه
ثم يقفي منك ما تطري له
هكذا الأنذال والنفعية.
ثم يقول المجرب في أثر من سبقه
لاجفاء صاحب الحاجات مامن حسوفه
ما شحنا عثارة بايرٍ ما يبينا
جعلها خيرةٍ خيره إلى أقفا ذلوفه
رفقته والله إنها في الحقيقة تهينا

وينتقد الشاعر بأن أصدقاء هذا الوقت بعضهم ماتبطي مودتهم قائلاً:


الناس رفيقهم هالوقت متعافي
مادام به مصلحة فالكل يسعى له
جات الصداقة مصالح مالقي وافي
المستحيلات ثالثها يعزي له

ويضيف شاعر آخر في زمن الحاجات:


الوقت من صادقك ماطوّل
لا من قضى حاجته مالدبك عيني
يجيك عند اللوازم مثل متسوّل
وايقول أنا صاحبك في العسر والليني
خذ من الحكم والتجارب كل ماقول
صنف الرخاء ما يدوم إلا مع الليني

هكذا كانوا ويكون أصحاب الحاجات النفعيون,, فاذا أسماهم وصورهم الأستاذ السماري وحذر منهم صداقات الاستراحات فأصدقاء الحاجات أشقاؤهم,, في زمن النفاق والخداع ورحم الله الخل الوفي.
عبدالله بن حمير آل سابر الدوسري
وادي الدواسر اللدام

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved