أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالخميس 1 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

بدموعنا الحرّى,, نودعك ياأم ياسر
ثلاث يعز الصبر عند حلولها
ويعجز عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد تحبها
وفرقة إخوان وفقد حبيب

نعم كلماتي هذه التي تخنق عبراتي، تحبس انفاسي, تدعو عيني للبكاء, ترسم الحزن على وجهي, كلمات أتمنى ألا اقولها ولكن قلتها,, لأن فقدك يا مربيتنا كان له اكبر الاثر على نفسي وعلى الآخرين,, بالفعل تغلغل الحزن بداخلي وهزني من الاعماق, جعلني ارتجف ارتجافاً زحزحني عن مكاني وتلاقت حبات العرق على جبيني,, عندما سمعت الخبر, بالفعل الكل فجع برحيلك, كنت شامخة تعينين على نوائب الدهر, كنت عوناً لنا في كل امورنا.
كنت البلسم الشافي لنا,, عرفناك فعرفنا الطيبة وحسن الخلق, عرفناك قوية الصبر صلبة في تحملك لما اصابك,, كنت رافعة رأسك في وجه الرياح التي عصفت بك حتى آخر لحظة ولم تنحن لها.
سجدتِ لله طائعة شاكرة صابرة على ما اصابك,, فلله درك يا مربيتنا الفاضلة,.
اكتب تلك العبارات والكلمات بدموع حرى سالت على وجنتي، لأن غيابك عنا لا يطاق، أحسسنا بالغربة ونحن بين اهلنا, أحسسنا بالموت ونحن على قيد الحياة, لقد عرفنا منك وادركنا ان الشدائد تصنع الجبال وان الجبال لا تهزها الزلازل,, بكينا كثيراً من شدة الالم ونحن نعلم ان الدموع لا تفيد ولكن تريحنا نوعاً ما.
نعم سنبكيك شعراً ونثراً ولمَ لا وأنت من يستحق ذلك فإي يراع وأي حبر يستطيع أن يرثيك واي الكلمات تفيك حقك,, ومن يقدم العزاء فيك ومن يتقبله يااجل النساء، يامن علمتنا كيف يكون التسامح كيف يكون التصالح ليت شعري كيف نوفي مافعلته في حياتك وما تركته بعد وفاتك.
لقد حارت الدموع واختنق الكلام في الحناجر وخجلت الحروف وتجمد الحبر على الورق لأن المصاب جلل والفقد عظيم, نعم إن مصابنا فيك لأمر عظيم.
رحلت عنا إلى دار لا رجعة منها.
فارقناك وقلوبنا ظمأى للنظر إلى وجهك,.
فارقناك وقلوبنا ظمأى لقبلة على محياك,.
فهل ياقلب تستطيع أن تخرج ما فيك وهل يا دمع بإمكانك أن تسطر بقطراتك واقعاً عشناه ونعيشه الآن,.
فآه ياقلب ويا تلك الحسرات التي تدك ارجائك,.
نعم قد هزنا حزن وضمّنا قلق ولكن الموت حق والمنايا موارد,.
حقيقة تتبعثر مشاعري ومشاعر من حولي لأن الاحداث المؤثرة في هذه الدنيا كثيرة غير أن أشدها وقعاً واكثرها تأثيراً هي لحظات الوداع.
نعم ان العين لتدمع والقلب لينفطر ولكن ايماننا بالله وبقضائه وقدره دافع لنا للصبر والتجلد فلله ما أخذ وما أعطى.
ادعو الله عز وجل ان يتغمدك يا ام ياسر بواسع رحمته وان يرفع منازلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وان يسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة وان يجمعنا وإياك في دار كرامته انه القادر على ذلك.
إنا لله وإنا إليه راجعون
ابنتك المخلصة
مزنة الطيار/ الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved