أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالجمعة 2 ,رجب 1421

الثقافية

قصة قصيرة فاطمة
في صباح يوم جميل وممطر ,,ومع أول أيام العطلة المدرسية ,, استيقظت فاطمة بكل ثقل كي تسكت طفلها الرضيع ,, وتقدم له رضعته المعتادة في هذا الوقت ,,, وبعد اتمام رضعته,,, التفتت الى زوجها النائم ,, ونظرت اليه,, بنظرات كلها حنان وعطف ,,حملها تفكيرها بعيدا,.
قالت في داخل نفسها : أحمد أين أنت يا حبيبي؟!!,.
لماذا هذا الجفاء؟ وهل أنا السبب في ذلك @!؟,,,,,,,,.
كلمات ظهرت من قلب فاطمة ,, وجعلها تصحو من سبات ,, سبات,, طويل ,, وأحست بأن هناك فجوة قد حدثت وأبعدتهم عن بعض ,, وأنها قد خسرت عطف وحنان زوجها ,, وقالت: ومن غير شعور ,, أحمد أرجوك ارجع لي,, أين أنت؟,, افتقدت حنانك وكلماتك الجميلة,.
فاطمة استاذة جامعية ,, حصلت على مناصب عديدة خلال حياتها العلمية والعملية ,,, تحمل القرارات الحاسمة والقوية أثناء المؤتمرات,,, ك سبت الاحترام والتقدير من جميع المسؤولين,, حصلت على العديد من خطابات الشكر والجوائز على ما قدمته في خدمة التعليم من بحوث وندوات ومشاركات علمية,,,,.
كذلك حصلت على احترام القريب والبعيد,,من خلال تربيتها لأبنائها وحرصها المستمر في حصولهم على المستوى العالي في دراستهم ونالت اعجاب كل من حولها,,لكنها خسرت زوجها.
لقد ضحت بالكثير من اجل المركز والشهرة واحترام الناس,,وإن كان عمل زوجها المستمر طوال اليوم,,وغيابه قد ساعدها في الحصول على ماتصبو اليه.
ومع مرور الوقت أصبح غياب زوجها لا يعني شيئا,, فالذي يشغل تفكيرها,,الندوات والمحاضرات والسمعة والمركز,,نسيت بأن هناك زوجا يحتاج الى حنانهاوعطفها,,فأصبحت تقوم بكل المهام في البيت ك أم,,ومعلمة,,ومرشدة لأبنائها,ونسيت بأن هناك زوجا يحتاج الى قربها وخدمته والاحساس بوجوده,,وقطع عليها هذا التفكير صوت رنين الساعة التي بجوار رأس زوجها كي يستعد للذهاب الى عمله نهضت الزوجة على غير عادتها للمطبخ كي تعد الافطار,,لكنها وقفت في منتصف المطبخ لا تعرف ماذا تفعل وقالت في داخلها أين الخادمة كي تنقذ هذا الموقف الذي وقعت فيه,,,,؟
ماذا أفعل؟,,, أين أدوات القهوة؟,, في أي درج توجد؟,,,وأين السكر؟,,,أحست بنفسها وبوضعها الحالي وخاصة في خسارة زوجها الذي فقدته,,,وبعد مساعدة الخادمة تم اعداد الافطار,,قدمت فاطمة الافطار للزوج مع ابتسامة كاذبة صادقة!! وخوفا من عدم تقبل ما قدمته,,قالت صباح الخير يا حبيبي اليك الافطار مع أول أيام الاجازة المدرسية أتمنى أن تكون قد فكرت في اجازة,,,نحن بحاجة اليك,,مع الارتباك والتردد في كلامها,,لأنها تعودت اصدار الأوامر,,وعليهم التنفيذ.
الزوج لم يقل أي كلمة,,أكل الافطار بسرعة وقال: اليوم سوف أذهب الى مدينة دبي وسوف أعود غدا,,ومن خلال كلامه أحست بأن هذا الرجل الذي أمامها ليس زوجها, أين ذلك الكلام الجميل والابتسامة السابقة! هل أنا السبب في غيابها,,ومع دموع ندم داخلية وسعي في تدارك حالها البائس,,حاولت استرجاع ثقتها بنفسها,,,وقالت له مع ثقة زائفة أحمد مع هذا الغياب الطويل نحن والأولاد في حاجة اليك,,أتمنى أن تأخذ اجازة أرجوك,,أرجوك.
نظر الزوج اليها نظرة كلها استغراب عند قولها أرجوك,,وشاهد في عين زوجته دموع أحزان عميقة,,هز رأسه وقال سوف أحاول,,شعرت فاطمة بأن هذا الشخص الذي أمامها ليس أحمد السابق أين الملاك أحمد,,العطوف الحنون وصاحب اللسان المعسول,,وأين تلك الكلمات المعطرة الرقيقة الذي تتمناه كل عاشقة,,نزلت الدموع من عينيها,,وقالت في داخلها ماذا فعلت كل تلك السنين,, هل أنا السبب في هذا,,هل أنا مقصرة في حق زوجي وأهملته حتى أصبحت بالنسبة له امرأة عادية مع مرور الوقت,,؟ عادت الى البكاء وقالت بالتأكيد أنا السبب,,اهتمامي بنفسي قد سلب كل شيء من داخل زوجي,,ولكن كيف أسترجع ما تم فقده,,ومن غير شك فان اهتمامي بالوضع الاجتماعي وحبي لذاتي قد أبعد زوجي,,وأعترف كزوجة بأنني خسرت زوجي, ولكن أين المنقذ؟
وبعد ساعات من خروج زوجها,,سمعت خطوات قادمة نحو باب المنزل,,وقالت من يكون ذلك القادم!؟, انطلقت نحو الباب كي تتأكد من القادم,,لقد فاجأها وأبهرها وأسرها المنظر أنه زوجها وبيده ورقة يحملها,,أقبل عليها مع ابتسامة عريضة ويقول لها لك ماطلبت يا حبيبتي,,وأتمنى أن نعوض ما فقدنا خلال السنوات الماضية,,وبعد سماعها ما قال,,انطلقت نحوه مع خطوات سريعة وخطفت الورقة من يده كي ترى ما بها نظرت بسرعة الى محتواها,,قالت وبصوت عالي اجازة,, اجازة لا اصدق ما أرى,,الحمد لله فعلا نحن في حاجة اليها,,نظرت اليه وضمته الى صدرها مع ضحكة عالية وهي تقول سامحني أرجوك ياحبيبي,, أنا في حاجة اليك الان أكثر من السابق، وأتمنى أن تكون الأيام القادمة أجمل.
منصور عبدالعزيز القدير
القصة بها تداخلات كثيرة،مثل أسلوب القصة بالخاطرة،ثم أسلوب الكتابة الذي تنقل ما بين ضمير المتكلم وضمير الغائب.
كما أن اختزال أحداث كثيرة في هذه القصة لم يكن له أي مبرر،وأيضا لم يكن هناك من حاجة لسردمقدمة طويلة ومملة عن دراسة البطلة وشهاداتها،أما عن نهاية القصة فهي غريبة جدا جدا,,يخرج البطل من المنزل غاضبا ثم يعود بعد لحظات بورقة (اجازة)ليرضي بها زوجته!! ألا تذكرنا هذه النهاية بنهايات الافلام (الهندية),,؟
كنا نتمنى أن نرى قصة أجمل،وخاصة أن الصديق منصور القدير له مشاركات سابقة جميلة نشرت في هذه الصفحة،سنعتبرها(غلطة شاطر)على أمل أن نرى الاجمل في القصص القادمة!.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved