أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالجمعة 2 ,رجب 1421

متابعة

نيابة عن خادم الحرمين ,,, سمو ولي العهد رأس وفد المملكة
قمة الأوبك الثانية تختتم أعمالها في كراكاس
الأمير عبد الله مخاطباً القمة: المطلوب مراجعة مسيرة المنظمة في الماضي والتعامل مع التحديات والفرص المتاحة بعقل متفتح
المملكة مستعدة لتقديم كل ما تحتاج إليه الأسواق لتثبِّت استقرار الأسعار
* * كاراكاس من رئيس التحرير الوكالات
اختتمت في العاصمة الفنزويلية كاراكاس مساء أمس الخميس اعمال القمة الثانية لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك والتي رأس
وفد المملكة لاجتماعاتها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز
ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في جلسة العمل الأولى بعد الجلسة الافتتاحية الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على نبيه الكريم.
فخامة رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية ورئيس القمة الثانية لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك .
أيها الاخوة والاصدقاء,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود نيابة عن أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى فخامتكم
على دعوتكم لهذه القمة التاريخية لدول أوبك في فنزويلا الدولة التي كان لها دور فاعل في تأسيس منظمة أوبك.
فخامة الرئيس
أيها الأخوة والأصدقاء
نلتقي اليوم بعد مرور أربعين عاماً على انشاء منظمتنا التي صمدت بتوفيق من الله واستطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات لدولها
وشعوبها وساهمت في استقرار السوق البترولية خاصة في العامين الماضيين وراعت في نفس الوقت ظروف واحتياجات الدول النامية
بتقديم العون لها من خلال صندوق أوبك للتنمية الدولية وغيره من الصناديق الوطنية.
لقد أدت التغيرات التي هي سمة من سمات العصر إلى تحول في العلاقات والظروف مقارنة بتلك التي نشأت فيها منظمتنا كما أن طبيعة
الأدوار قد تأثرت إلى حد كبير الامر الذي يتطلب مراجعتنا لمسيرة المنظمة في الماضي والتعامل مع التحديات والفرص المتاحة بعقل
متفتح.
ان العلاقة بين منظمتنا والدول الاخرى المصدرة للبترول يجب تدعيمها لتحقيق الاهداف المشتركة فمنظمتنا يجب ان تكون مظلة لجميع
الدول المصدرة للبترول وتفتح أبوابها لاستقبال أعضاء جدد يشاركونها أهدافها وتطلعاتها كما أن علاقاتنا مع الدول المستهلكة يجب أن
تتطور ضمن إطار الحوار والتفاهم والمصالح المتبادلة.
إننا في المملكة كنا ولا نزال دعاة حوار ينطلق من إدراك موقع كل طرف ومراعاة ظروفه واحتياجاته.
لذلك نرى ان استضافة المملكة لمنتدى الطاقة الدولي السابع هذا العام فرصة لتعميق وترسيخ الحوار بين المنتجين والمستهلكين والانطلاق
به إلى آفاق أوسع.
فخامة الرئيس
أيها الأخوة والأصدقاء
إننا جزء من هذا العالم نشاركه اهتمامه وحرصه على سلامة البيئة ونمو الاقتصاد العالمي لخير الإنسانية ونعلم في نفس الوقت أن
مواجهة الفقر والقضاء عليه هو إحدى اهم قضايا العصر.
وهذا يستدعي من دولنا المشاركة في صياغة نظام عالمي للبيئة متوازن يأخذ بتطلعات الدول النامية ودور البترول في توفير الطاقة النظيفة
اللازمة للنمو الاقتصادي إلى جانب نظام تجاري عالمي حر لايفرض ضرائب مجحفة على البترول ومنتجاته مقارنة بمصادر الطاقة
الأخرى.
فخامة الرئيس
أيها الأخوة والأصدقاء
لقدعلمتنا السنوات الخمس والعشرون الماضية دروسا عدة كانت اكثر وضوحا خلال العامين الماضيين ومنها:
أولا: ضرورة اعطاء الاهمية الكافية لعلاقات وحساسيات السوق وتأثرها بالقرارات التي اتخذناها ونتخذها لكي نتمكن من تحقيق
الدخل الأمثل من البترول والسعي لزيادة حصصنا في السوق.
ثانيا: ادراك ان استقرار وتوزان السوق البترولية مسؤولية مشتركة لجميع الدول الأعضاء في منظمتنا بشكل منصف إضافة إلى دور
المنتجين الآخرين وكذلك الدول المستهلكة في ذلك الاستقرار.
ولذلك فإننا نرى ضرورة مشاطرة المسؤوليات بين الدول الأعضاء في منظمتنا بشكل عادل ومنصف ومبني على الحقائق والمعلومات
الدقيقة.
ثالثا: ضرورة مخاطبة الرأي العام العالمي لتصحيح الانطباع الخاطئ عن منظمتنا التي يجري تحميلها مسؤولية الاضرار بالاقتصاد العالمي
أوالأسعار العالية التي يدفعها المستهلك.
إننا في المملكة العربية السعودية ندرك موقعنا ومسؤوليتنا في السوق البترولية الدولية ونعلم في الوقت ذاته أهمية ان لا يكون اقتصادنا
رهن التقلبات الآنية في تلك السوق لذلك نسعى دوما إلى استقرار السوق والمحافظة على دور البترول عالميا وعلى حصتنا في السوق
ونسعى أيضا وبنفس الزخم إلى استخدام البترول وإيراداته كجسر للمستقبل.
ولذلك وبمقدار عدم رضانا عن الأسعار المنخفضة قبل عامين عندما اضرت باقتصاديات دولنا وبالصناعة البترولية العالمية وبمقدار ما
سعينا إلى حشد الجهود لاستقرار السوق حينذاك فإننا أيضا غير راضين عن الأسعار المرتفعة اليوم التي تؤثر سلبا على دور البترول عالميا
وامكانات النمو الاقتصادي العالمي.
لذلك فقد سعينا جميعا ومنذ بداية العام الحالي إلى توفير الامدادات لتوازن السوق وإعادة الأسعار إلى مستويات معتدلة ونرى في الوقت
ذاته ان على حكومات الدول المستهلكة المساهمة في تخفيف العبء عن المستهلك النهائي بتخفيض الضرائب الباهظة على البترول ونأمل
منها ان تتخلى عن الشعارات والسياسات التي تدعي ان امدادات الأوبك تشكل مصدرا غير آمن ومستقر لاحتياجات الطاقة العالمية.
إن التشكيك بقدرة منظمتنا أو بعض دولها على توفير الامدادات من البترول لا مبرر له لأنها متوفرة ولله الحمد والمملكة على استعداد
متى استدعت الحاجة إلى توفير الكميات اللازمة لاستقرار السوق البترولية.
فخامة الرئيس
أيها الأخوة والأصدقاء
إن تعاوننا من جهة وانفتاحنا على العالم من حولنا وادراكنا عمق التغيرات الاقتصادية والتقنية سيؤدي إلى الاستغلال الأمثل لثرواتنا لما
فيه تنمية دولنا ورفاهية شعوبنا والمملكة العربية السعودية على قناعة بان اهداف المنظمة التي اعتمدت عند تأسيسها قبل أربعين عاما لا
تزال صالحة وملائمة لقيادتها إلى المستقبل بثقة وتفاؤل.
إن أحد العوامل الرئيسية في نجاح منظمتنا وفعالياتها في خضم الأحداث والتطورات الدولية والاقليمية هو في سيرها على هدي اهدافها
وفي نطاق ما يوحد دولها في المجال الذي أنشئت المنظمة من أجله.
فخامة الرئيس
أكرر شكري وتقديري لفخامتكم على الدعوة لهذه القمة التاريخية وإلى حكومتكم وشعب فنزويلا الصديق على حفاوة الاستقبال
وكرم الضيافة وحسن التنظيم والإعداد لعقد المؤتمر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للقمة والتي عقدت بفندق هيلتون بكلمة مقتضبة لرئيس المجلس الوزاري للأوبك علي رود ريفز ثم اعقبه
بكلمة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حيا فيها الحاضرين واستعرض الانجازات التي تحققت لمنظمة الدول المصدرة للاوبك منذ
قمتها الاولى في الجزائر عام 1975م وحتى اليوم.
كما تحدث عن الجهود التي بذلتها منظمة اوبك للاسهام في دعم البلدان النامية.
وتناول في كلمته ما شهدته اسعار النفط من اوضاع متذبذبة خلال الحقبة الماضية مؤكدا أهمية تضافر جهود المنتجين والمستهلكين
للبترول للوصول إلى وضع مستقر يخدم مصلحة الطرفين.
وأعرب الرئيس بوتفليقة عن امله ان يحقق هذا المؤتمر المزيد من النتائج التي تخدم الاقتصاد العالمي بعامة وبلدان الاوبك خاصة.
كما دعا الرئيس الجزائري إلى اجراء حوار بين منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك ومجموعة الثماني التي تضم الدول الصناعية السبع
الكبرى وروسيا.
وقال بوتفليقة في كلمته: انه لا شيء على الاطلاق يمنع من اجراء حوار بين اوبك ومجموعة الثماني مشيرا إلى رغبة اوبك في التجاوب
بشكل مناسب ومرض مع طلبات الدول المستهلكة للنفط والسهر على استقرار الاسعار.
وطالب الرئيس الجزائري من جهة اخرى الى تقنين انعقاد قمة الاوبك لتعقد في مواعيد منتظمة لقصد تعزيز قدرات تكيف المنظمة مع
التحولات العالمية العميقة والمتسارعة.
وأكد بوتفليقة انه موازاة مع التكفل بمصالح الاوبك المشروعة يتعين على المنظمة ان تواصل دورها خدمة للعدالة والاستقرار في
العلاقات الدولية وفي علاقاتها مع البلدان المستهلكة.
وقد أعقب الرئيس الجزائري، الرئيس هو جو رئيس فنزويلا الذي القى كلمة طويلة اشاد فيها بدور الاسلام في التوحيد والتضامن
واستغرب نظرة الدول الكبرى المستهلكة للنفط إلى ارتفاع اسعار البترول موضحا امام الحضور بأن البندين الاول والثاني من نظام
منظمة الاوبك ينصان على تزويد الدول المستهلكة بحاجتها من النفط على ان يكون ذلك مصاحبا لفائدة الدول المنتجة مشيرا إلى ان
بلاده في فترة من الفترات لم تكن تحصل إلا على 3% من عائدات انتاجها من النفط وهي نسبة تظهر كما اشار الرئيس الفنزويلي الى
عدم العدل وهذا ما يخالف ما نص عليه نظام الاوبك.
وأعلن الرئيس الفنزويلي في سياق كلمته اعتزاز بلاده بهذا التجمع معتبرا اياه تكريما للشعب الفنزويلي الذي يسعد بحضور القادة
ومرافقيهم.
واستعرض الرئيس شافيز تاريخ انشاء المنظمة وفكرتها التي قامت بها خمس دول من بينها المملكة مذكراً بدور وزير البترول في المملكة
آنذاك المرحوم الشيخ عبدالله الطريقي في قيام هذه المنظمة.
واختتم الرئيس الفنزويلي كلمته بمطالبة الدول المنتجة والمستهلكة الى تعاون بناء يخدم الجانبين ويعزز الاقتصاد العالمي.
ومثلت ست دول اعضاء من اصل احدى عشرة برؤسائها إلى جانب سمو ولي العهد في حين مثلت الكويت والامارات وليبيا والعراق
بممثلين رفيعي المستوى.
وشاركت النروج والمكسيك وعمان وروسيا وانغولا في القمة بصفة مراقبين وقد وافق وزراء نفط واقتصاد وخارجية الدول ال11
الاعضاء الذين مهدوا للقمة وأعدوا البيان الختامي الذي سيتم تبنيه في ختام القمة اليوم, ومن المقرر ان يتناول البيان الختامي الضرائب
على المنتجات النفطية المعتمدة في الدول المستهلكة ورغبة اوبك في الحوار مع تلك الدول وضرورة التوصل إلى استقرار اسعار النفط
الخام إلا ان حصص انتاج النفط التي تطالب الدول المستهلكة برفعها لم ترد على جدول اعمال القمة, واتفق وزراء اوبك على عقد
اجتماع في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في فيينا للتداول في مسألة الحصص وستطرح المنظمة اعتبارا من الاول من تشرين الاول/
اكتوبر المقبل 800 ألف برميل نفط اضافي في الاسواق بموجب القرار الذي اتخذ في العاشر من ايلول/ سبتمبر الحالي في فيينا.
بعد ذلك رفعت الجلسة الافتتاحية للقمة أعقبتها بعد استراحة جلسة العمل الأولى هذا وسوف تختتم القمة مساء اليوم حيث سيصدر
القادة البيان الختامي الذي سيحمل اسم بيان كركاس يتضمن مواقف دول الأوبك في القضايا البترولية الخاصة بالإنتاج والأسعار
والدعوة إلى تفاهم وحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة, ومن المتوقع ان يختتم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز زيارته
لفنزويلا بعد انتهاء أعمال القمة, هذا وقد حضر الجلسة الافتتاحية للقمة أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وأعضاء الوفد
المرافق لسموه.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved