أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالجمعة 2 ,رجب 1421

أفاق اسلامية

في حديث عن الجولات والعمل الدعوي خارج المملكة ,,,الشيخ د, عبدالرحمن السديس لـ الجزيرة
ليس كل داعية مؤهلاً للذهاب إلى الغرب
أثر ملتقيات خادم الحرمين رأيناه ولمسناه,, والناس في الغرب متعطشون للتأصيل العلمي الصحيح
* حوار سلمان العُمري
,بتوجيه كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود متعه الله بالصحة والعافية قام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام بجولة دعوية خلال الاجازة الصيفية شملت أمريكا وعدداً من الدول الأوروبية زار خلالها المساجد والمراكز الإسلامية، والتقى بأبناء المسلمين في تلك البلدان وكانت جهود فضيلته واضحة جلية للعيان،وهي جهود مشكورة مأجورة بإذن الله، وقد حققت تلك الجولات الدعوية وتلك المناشط العلمية التي قام بها الشيخ الداعية السديس فوائد وثمار خيرة مباركة.
الجزيرة التقت فضيلته في آخر المحطات الدعوية وهي جمهورية البوسنة والهرسك وكان هذا اللقاء الثّر,, الذي اقتصر على المناشط التي تمت في الخارج خلال الاجازة الصيفية,, وتمت اجابة فضيلته على ما طرحناه عليه من الأسئلة بكل أريحية وسعة صدر,, وهذا دأب العلماء,, وكانت تلك الحصيلة,, نترككم تستمتعون بحديث الشيخ الداعية عبدالرحمن السديس:.
* فضيلة الشيخ,, قمتم خلال الاجازة الصيفية والأعوام الماضية بجولات دعوية كثيرة زرتم خلالها عددا من المساجد والمراكز الإسلامية وكذلك التقيتم بأبناء المسلمين في بلاد الغرب فهل لفضيلتكم أن تحدثونا عن تلك الجولات الدعوية؟
بسم الله الرحم الرحيم الحمد الله رب العالمين وأصلي وأسلم على عبدالله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه باحسان الى يوم الدين أما بعد:
فإني بادئ ذي بدء أشكر الله عزوجل على ما من به علينا من نعمة الاسلام وآلائه العظيمة ومننه الجسيمة ومنها هذا اللقاء الطيب المبارك الذي نتواصل فيه مع الأخوة المسلمين عبر هذا المنبر الاعلامي المهم ثم الشكر بعد شكر الله عزوجل لولاة الأمر وفقهم الله الذين يحرصون على كل ما من شأنه رفعة الاسلام واعزاز المسلمين ودعم قضاياهم وحل مشكلاتهم ومشاطرتهم آلامهم وآمالهم.
يأتي ذلك انطلاقا من مكانة المملكة العربية السعودية فهي كما نعلم جميعا قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة وهي المكان الذي انطلقت منه الدعوة الاسلامية فهذه النعم وهذه الخصائص وهذه المزايا لهذه البلاد المباركة تعظم مسؤوليتها تجاه المسلمين ومن فضل الله عزوجل عليها أن من الثوابت التي قامت عليها هذه البلاد دعم قضايا المسلمين ورعاية حقوقهم والسعي في كل ما من شأنه وحدتهم وتضامنهم وتآلفهم ومعالجة كل ما يكون سببا في الشحناء والقطيعة والنزاع والشقاق بين المسلمين.
وهنا يأتي دور الدعوة الى الله عزوجل والقيام بهذه الجولات الدعوية التي يقوم بها أهل العلم والفضل والدعاة الى الله تبارك وتعالى ومن فضل الله عليّ ثم ثقة من ولاة الأمر وفقهم الله وأرجو أن أكون عند حسن الظن أن وجه لي الأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأيده بتوفيقه بهذه الجولات الدعوية نظرا لما تمثله من آثار كبيرة لدى المسلمين لأن المسلمين في كل مكان ينظرون الى بلاد الحرمين الشريفين نظرة تقدير وينظرون الى من يأتي منها من أهل العلم والدعاة الى الله تبارك وتعالى نظرة قوية وأيضا لها آثارها الكبيرة في حسن توجههم وفي دعم قضاياهم ثم إنه لا ينسى لسمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وفقه الله الأمير الشاب الصالح الداعية المبارك الموفق بتوفيق الله عزوجل فهوالذي رعى ودعم وآزر هذه الجولات المباركة التي يعلم الله كم كان لها من أثر بالغ في نفوس المسلمين وكم كان لها من آثار عظيمة لأنها تأتي منطلقة من نوايا طيبة لدى ولاة الأمر وفقهم الله ونوايا مخلصة في الدعوة الى الله تبارك وتعالى.
ثم أنها تكون تحقيقا لجانب الأخوة الاسلامية عن كثب، فالأخوة الاسلامية ليست تنظيرا وانما هي معايشة للآلام والآمال.
قد يسمع الناس من بعيد توجيهات لأهل العلم والفضل عبر الوسائل المتعددة لكن العالم الداعية والامام حينما يكون متواجدا عن كثب وعن قرب في المسجد وفي المركز الاسلامي الذي يزوره ويلتقي بالمسلمين ويجلس معهم وينظر في قضاياهم ويتلطف معهم ويتحسس آلامهم وآمالهم لاشك أن ذلك له أثره البالغ في نفوسهم.
وبحمد الله وتوفيقه يسر الله عزوجل ثم بدعم ولاة الأمر وفقهم الله هذه الزيارات وحصل فيها خير كثير يسر الله عزوجل زيارة أمريكا وزيارة أوروبا وختمت بزيارة البوسنة والهرسك هذا العام وكان ولله الحمد والمنه خير كثير.
* فضيلة الشيخ وما الآثار التي تحققت من تلك الزيارات من واقع الحال؟
من أهم آثار هذه الزيارات أولا تحقيق الأخوة الاسلامية لأن المسلم أخو المسلم كما تعلم والله عزوجل يقول:(إنما المؤمنون إخوة) ويقول سبحانه وتعالى:(المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ويقول صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وأخوة الإسلام في هذا الزمن تحتاج في الحقيقة الى أن نزكيها في قلوب الناس لأن كثير من الناس شغلوا بالفرقة والخلاف وشغلتهم كثير من القضايا الضيقة تعصب المذاهب ومشارب وهنا يأتي دور إرساء هذه الأخوة في مثل هذه الزيارات:


إن يختلف ماء الوصال
فماءنا تحدر من غمام واحد
أو يختلف نسب يؤلف بيننا
دين أقمناه مقام الوالد

ثانيا: من آثار هذه الزيارات تصحيح الصورة الحقيقية للاسلام لأن كثيرا من الناس يفهمون الاسلام فهما اكتنفته كثير من المغلوطات والشبهات وهذا هوالخروج عن المنهج الوسط الذي سلكه الاسلام والله عزوجل يقول عن هذه الأمة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) فالوسطية والاعتدال من أهم سمات هذا الدين فهذه الزيارات حينما يقوم بها أهل العلم والفضل لاشك أنهم يواجهون صنوفا من الناس بين ظالم وجاهل وبعيد عن الطريق الصحيح فهنا يأتي أهمية التقويم لهذه المسيرة وأهمية توضيح الحقائق الناصعة لهذا الدين وأنه دين الوسطية فلا غلو ولا جفاء ولا تغلو في شيء من الأمر واقتصد.
* فضيلة الشيخ من الأثار التي تجرنا الى طرح سؤال آخر ألا وهو أن كثيرا من أبناء المسلمين يقعون في مشكلات فيما بينهم إضافة أيضا من خلال هذه الزيارات دخول العديد من غير المسلمين في الإسلام، هل تحدثونا على وجه التحديد عن هذه الجزئية بالذات الاسهام في حل كثير من المشكلات التي وقعت بين أبناء الأمة في بلاد الغرب أيضا من خلال زيارتكم ودخول عدد من غير المسلمين للإسلام؟
الحقيقة الحديث عن الجانب الشخصي أمر يصعب على الانسان أن يتحدث عن نفسه ويقول أنا عملت وعملت لكني لن أتحدث عن نفسي في هذا المجال وإنما سأتكلم عن المنهج الذي من وفق الى سلوكه وفق بإذن الله الى قبول الناس له من أهم سمات هذا المنهج اخلاص النية لله عزوجل يقصد ما عنده سبحانه ابتغاء ثوابه وهو أيضا سلوك الطريق الصحيح للدعوة لأن الناس بحاجة الى أن يسلك الانسان معهم سلوك طريق الاسلام الذي أرساه في جانب الرفق والتيسير والسماحة والمحبة وحسن الخلق وحسن التعامل معهم وهذا في الحقيقة من أهم القضايا التي رأيت أنها جدا مناسبة في قبول الناس لأن بعض الناس قد يفهم من بعض العلماء ومن بعض أهل الفضل شيئا من الجفوة فإذا عايش هذه الأحوال وخالطهم وجلس معهم لا عن عبث ولمس ما عندهم من خير بأسلوب حسن وتعامل طيب كان ذلك مدعاة الى تحسين الصورة.
في الحقيقة هناك نماذج يمكن أن أذكر منها شيئا وهو أنه قد يكون هناك بعض الناس يفهم فهما مغلوطا عن بلاد الحرمين الشريفين وأهلها وولاتها وعلمائها وكان بتوفيق الله عزوجل أن يسر الله توضيح هذه الصورة الحقيقية لولاة الأمر وللعلماء ولبلاد الحرمين الشريفين وهناك التشكيلات التي قد تكون أحيانا تأخذ الجانب السياسي فتجعل من بعض الناس يحملون صدودا في قبول الحق الذي يأتي به علماء المملكة العربية السعودية وخذ على سبيل المثال أزمة الخليج, الحقيقة أن هذه الأزمة ساهمت أو أسهمت في وجود خلخلة في الوحدة الاسلامية بالنسبة للمسلمين في الغرب.
ولهذا وجدوا في الحقيقة من المغرضين من يشوه الصورة وكان بحمد الله وتوفيقه أن يسر الله حل خلاف هذه القضايا وأذكر أن مسجدا من المساجد التي مررنا عليها في أحد الدول الأوروبية ومنها أيضا في أمريكا لم تقم فيه محاضرة لأحد علماء المملكة قبل خمسين سنة وكنت حريصا أن أتبع لماذا هذا الصدود وهذا الجفاء من علماء المملكة وطلبت من مدير الدعوة في هذه البلاد أن يتصل بالأخوة القائمين على المسجد ويخبرهم أن فلانا قد أتى ويجب أن يلتقي بكم قبل أن يكون هذا الاجتماع العام في المسجد فالتقينا بهم على جلسة شاي فيها من التبسط والأخوة والهدوء وتصحيح بعض الأشياء التي كانوا قد فهموها خطأ فأذكر أنهم كانوا مع تمنعهم من زيارة مكتب الدعوة فترة طويلة لم يخرجوا ولله الحمد والمنة بعد أن لمسوا الأسلوب الهادىء معهم وأننا جميعا نبحث عن الحق ولا نتوسط لأحد والحق ضالة المؤمن والانسان يسعى الى ما يدين الله به دينا يلقى الناس عليه يوم العرض عليه سبحانه.
ولم يخرجوا ولله الحمد والمنة إلا وقد وجهوا هم بأنفسهم الدعوة الى أن نزورهم غدا بأنفسهم وقد حصل هذا بحمد الله, المهم أني بهذه المسألة لمست أن الجفوة والبعد مرده سلبي على الدعوة.
الداعية عليه أن يقتحم مجالات الناس ويصبر على أذاهم ويصحح الصورة ويمد جسور التواصل مع الناس حتى لو كانوا مخالفين فالحمد لله هذا نموذج من النماذج، والحمد لله المملكة وعلماؤها لا يضمرون الحقد لأحد ولا البغضاء لأحد وإنما هم يسلكون الطريق الصحيح طريق الاسلام الحق ويعتنون بالثوابت الاسلامية ويحرصون على ازالة كل ما يكون طافيا على السطح الذي يؤكد الوحدة الاسلامية الحاصل أن هذا نموذج من النماذج الكثيرة أما ما يتعلق باسلام الأشخاص فهذا ولله الحمد والمنة كثير ولا يحب الانسان أن يتحدث عنه لذاته لكنه من الأيام التي يعز الله بها الاسلام وهذه الأخبار نجزم أنها تبعث التفاؤل في نفوس المسلمين وتدعو المسلمين جميعا الى أن يبذلوا جميعا جهودهم في الدعوة الى الله عزوجل .
* وما رأيكم فيما يبذله الناس بالدعوة إلى الله؟
هناك تقصير ذريع ومريع من المسلمين مع الأسف في هذا الجانب جانب الدعوة الى الله عزوجل، نعم ما يبذل ولله الحمد والمنة فيه خير ولكن يؤمل أن يكون أكبر، ينبغي أن يكون هناك مبادرات قوية وينبغي أن يكون هناك نهوض بمستوى الدعوة الاسلامية كما ينبغي أن يكون هناك تنسيق في قضايا الدعوة الى الله تبارك وتعالى طرح أولويات وعلاج كل الظواهر أو كل الأخطاء التي تسيء الى صورة الإسلام.
كذلك يفهم بعض الناس عن الاسلام في الغرب من غير المسلمين فهما سيئا كم تسمع اذا ذكر الارهاب ذكر الاسلام اذا ذكر التطرف ذكر الاسلام اذا ذكر العنف ذكر الاسلام لماذا؟ هل هذه هي الصورة الصحيحة للاسلام؟ لا,, الصورة الصحيحة المشرقة الهادئة التي بينها منهج الاسلام في قوله تعالى في تحديد المهمة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم أو أرسل بها وهي الرحمة للعالمين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) الحاصل أنه لابد أن نبين الوجه المشرق الى متى تترك الممارسات الخاطئة، للخروج عن المنهج الوسط إما غلو وإما جفاء، أما زيادة دين وإما ذوبان وتميع وترك لحقائق الاسلام وتعاليمه في هذه المجتمعات.
* فضيلة الشيخ أيضا هناك سؤال أو نقطة مهمة تجرنا إلى طرح سؤال آخر وهي تصحيح صورة الإسلام في الغرب وهناك نهج لخادم الحرمين الشريفين أجزل الله له الأجر والمثوبة بدئ منذ سنوات ولكن في السنوات الأخيرة بدأ يتجه للمنهج العلمي وشاركتم في العديد منها وهي ملتقيات خادم الحرمين الشريفين هل تحدثونا فضيلتكم عن أثر تلك الملتقيات في تصحيح صورة الاسلام في بلاد الغرب وتصحيح النظرة الخاطئة التي تحاك ضد الاسلام والمسلمين؟
الحقيقة يا أخي الكريم أن هذه الملتقيات وهذه المؤتمرات التي تقام بين الفينة والأخرى بتوجيه كريم من ولاة الأمر وفقهم الله لاشك ان لها أثرا كبيرا رأيناه ولمسناه ومن أهم مميزاتها أنها تعنى بالجانب العلمي لأن الناس في الغرب متعطشون للتأصيل العلمي الصحيح.
الاسلام ليس عاطفة متأججة فقط وحب للاسلام دون تأصيل ومعرفة الأحكام الشرعية ومعرفة العقيدة الصحيحة وما يناقضها وهذا لا يكفي فكثير من الناس فهمهم للإسلام فهم بهذا المستوى إما أن يكون مسلما فقط يهمه كونه مسلما بغض النظر عن تطبيقه للاسلام أو انشغاله بمغريات الحياة ومادياتها عن ان يسلك بنفسه طريق طلب العلم ولهذا كانت هذه الملتقيات وهذه المؤتمرات فرصة مباركة للتأكيد على هذه الناحية ولهذا كانت هناك دورات علمية متخصصة سواء لمديري المراكز أو للدعاة الى الله أو للمهتمين بشؤون الدعوة أو حتى للمسلمين على اختلاف فئاتهم كذلك هذه الملتقيات المباركة تسعى كما ذكرتم الى تصحيح صورة الاسلام في الغرب من خلال تأكيد الفرق بين السلوكيات من بعض المسلمين والحقائق الاسلامية الناصحة فليس كل تصرف من المسلمين يحسب على الاسلام وإن كانوا ولله الحمد والمنة وهذا للحقيقة نشهد أن الساحة مقبلة على الاسلام الصحيح وأن المستقبل بإذن الله للإسلام وأن هذه الملتقيات وهذه الندوات وهذه المراكز وهذه الدورات وهذه الصروح الحضارية أسهمت اسهاما كبيرا بتوفيق الله ثم بالجهود الطيبة التي تبذل من ولاة الأمر هنا في بلاد الحرمين الشريفين.
وفي العالم الإسلامي عموما هناك جهود طيبة لكنها بحاجة الى مزيد من التنسيق المؤصل الذي يجمع المسلمين لأن مشكلة المسلمين في الغرب من خلال ما لمسته تتلخص في عدد من الامور منها ضعف الهوية منها أيضا نقص العلم الشرعي وعدم تواجد العلماء، منها الفرقة والخلاف التي ضربت أطنابها ولم تترك مع الأسف مجالا إلا طرقته أمثال هذه الندوات وهذه الزيارات تسهم في جمع كلمة المسلمين في تحقيق وحدتهم في معالجة أخطائهم في تقويم مسارهم لأن المسلم ينشد الحق والحكمة ضالة المؤمن, الانسان يسعى الى محاسبة نفسه والى النظر في وضعه ووضع المراجعات المهمة والى الرجوع الى أهل العلم فلا يكفي أن يتصرف المسلمون أو يتصرف الشباب تصرفات بعيدة عن أهل العلم لأن أهل العلم هم الذين يدلون على الطريق الصحيح ولو ردوه الى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا.
كنا في هذا العام في ملتقى خادم الحرمين الشريفين وفقه الله في المجر وطرح فيه موضوع من أهم الموضوعات على الساحة الاسلامية في بلاد الغرب وهو ما يتعلق بالمراكز الاسلامية من حيث نظمها ومن حيث أهدافها من حيث أثارها والحقيقة كانت فرصة طيبة أن يجتمع أهل العلم والدعاة الى الله ورؤساء الجمعيات والمراكز الاسلامية أن يجتمعوا عن كثب وأن يحلوا مشكلاتهم وأن ينظروا في محاسبة أوضاعهم وتقويمها وأن يبدأوا صفحة جديدة من التواصل التعاون، ومن التركيز على الأمور المهمة، ترك أناس في الجمعيات في المساجد في بعض المؤسسات يشغلون بما ليس من أمور الدعوة وهذا في الحقيقة عقبة كبيرة.
* وماذا يمكن أن تقولونه لاخواننا المسلمين في الغرب؟
نحن نقول لاخواننا في الغرب، المسلمين في الغرب كم يدخل على أيديكم يوميا في الاسلام؟ وكم بذلتم للاسلام في التعريف الصحيح به وحل المشكلات، وعلاج الشبهة التي تثار, أين النشرات التعريفية؟ أين الرسائل المهمة؟ لأنكم أحيانا نحن نخاطب المسلمين في الغرب تخالطون غير المسلمين في مؤسسات في أسواق في محلات العمل في الوظائف, ما هو الأثر الذي حققتموه من خلال هذا التواجد في بلاد غير المسلمين؟ أنا أجزم لو أن كل مسلم أخذ على عاتقه أن يحمل هم هذا الدين وقضية هذا الدين والدعوة اليه ولو على أقل تقدير بحسن التعامل ليكون قدوة حسنة وأن يبذل التعامل الحسن والتصرف الحميد والأسلوب الطيب مع غير المسلمين لاشك ان له أثرا كبيرا في دخول أعداد من غير المسلمين في الاسلام والمشكلة اليوم ليست مشكلة في الكم فالمسلمون الحمد لله في اقبال وفي كثرة والعالم يشهد توجها كبيرا نحو الاسلام بعد أن سئم المبادىء والنظريات الخاطئة التي جربت سنين فلم تفلح في اسعاد الشعوب ولا في اعزاز المجتمع.
يسرنا ولله الحمد أنك تأتي تلقي محاضرة وتخطب الجمعة في أحد المساجد في أوروبا أو في أمريكا ويصلي خمسة آلاف أو عشرة آلاف ونحن الآن في البوسنة في مسجد خادم الحرمين الشريفين اليوم صلى أكثر من مائة ألف خرجت من البوسنة عن بكرة أبيها منذ الصباح الباكر رجالا ونساء صغارا وكبارا شبابا وشيبا لحضور هذا التجمع الاسلامي أليس هذا من نصرة دين الله عزوجل؟
فهذه الجموع وهذا الاقبال الكبير أين الدعاة إلى الله؟ أين المعنيون بأمور الدعوة في ترشيد هذا التوجه في التركيز في الدعوة الى الله عزوجل في الأخذ بسبل نهوض الدعوة الاسلامية في صفوف هؤلاء، وجمع كلمة هؤلاء على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لاشك انها مسؤوليات كبيرة والحقيقة أن هناك جهودا تبذل وهي تشكر وتذكر فتشكر ولا تنكر فالحمدلله الجهات المسؤولة وولاة الأمر يبذلون جهودا طيبة وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، رابطة العالم الاسلامي والجامعات، وهناك الهيئة العليا لمساعدة مسلمي البوسنة لاشك ان تلك مؤسسات نفخر بها ووالله إننا وجدنا آثارها كبيرة في اقبال ودخول عدد ليس باليسير للاسلام وتحسين صورة الاسلام لدى غير المسلمين وتثبيت بإذن الله هوية المسلمين في المحافظة على دينهم واحساسهم أن هناك بلادا تؤازرهم وان اخوانا لهم يشدون من أزرهم ويواصلونهم ويأتون اليهم من مكة ومن المدينة ومن بلاد الحرمين الشريفين ومن أرجاء العالم الإسلامي كله.
لاشك أن هذا بحد ذاته نصرا كبيرا للاسلام وفتحا عظيما لهذه الأمة أرجو أن يؤصل هذا الأمر تأصيلا في بيان ايجابيته فندعم ما هناك من أخطاء وقصور فيعالج بالاسلوب الحسن حتى نحقق بإذن الله الأمر الذي نصبو إليه.
* مع التطور الكبير الذي تشهده وسائل الاتصالات الحديثة وتصاعد التحديات التي يواجهها الدعاة عبر وسائل الاعلام للنيل من الاسلام أصبح من الضروري تأهيل الدعاة لمثل هذه المواجهة، في نظركم ما الصفات اللازمة لدعاة اليوم لمواجهة هذه المتغيرات وكيف يمكننا امداد الداعية القادر على التعامل مع الوسائل الحديثة بأسلوب مقنع وبعيد عن التشدد؟
على كل حال أنا شاكر لكم يا أخ سلمان هذا السؤال المهم في الحقيقة أنا أرى هذا السؤال جديرا بأن تفرد له حلقة بل حلقات بعدد من الملتقيات والمؤتمرات لأن هذا الأمر هو الذي ننشده جميعا فيما يتعلق بتأهيل الدعاة الى الله عزوجل في ظل هذه المتغيرات التي نشهدها نحن الآن في عصر ما يعرف بالعولمة، والعولمة معناها بالمختصر أن يكون الناس كلهم عالم واحد تفرض عليه أنماط وسلوكيات يعملها من خلال ما تريده تلك القوى التي تريد فرض هذا المصطلح على المسلمين.
والحقيقة أننا حينما نعرض العولمة التي ينجح بها في الغرب ينبغي أن نذكر المسلمين بأننا نحن أصحاب العالمية الحقة، الله عزوجل يقول (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا)، (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) يعني هذه العالمية التي نريد نحن المسلمين أصحاب العالمية الحقة التي ينبغي أن تورد في مثل هذا المجتمع ليس في مقابل هذا المصطلح فقط وإنما أن هذا من صميم ثوابتنا الاسلامية إنما ندعو الى الاسلام عن طريق عالميته التي وسعت جميع البلدان وجميع الأجناس وجميع الأوطان وجميع الألوان واللغات والحمدلله أن الاسلام لما أنه جُرّب خلال الفتوحات الاسلامية في عصور الاسلام وقرونه وأحقابه المتعاقبة دخل الاسلام مشارق الأرض ومغاربها وأصقاع المعمورة ووصل من مكة والمدينة الى أقاصي الصين شرقا والى أوروبا غربا.
هذه هي العالمية وكان الاسلام ينتشر من خلال السلوكيات من خلال حسن التعامل من بعض التجار من بعض من يذهبون الى بعض التجار، هذه هي عالمية الاسلام التي تمثل اليسر والسماحة والرفق والبعد عن النعرات والبعد عن العنصريات (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) اقول إننا من خلال هذه المتغيرات وأيضا ما يثار من قضية الشبكات المعلوماتية الآن شبكات الانترنت وما تبثه من هراء وغثاء وهي من الآلات والأجهزة التي تمثل في الحقيقة ثورة التقانة التي ينبغي أن تستثمر استثمارا صحيحا في نشر ما عندنا من محاسن هذا الدين القويم لكن الحقيقة أن القضية قضية أولا من يحمل هم هذا الدين ويكون هذا الدين هو قضيته.
الدين ليس وظيفة مادية تتقاضى عليها مرتبا الدين حياتنا ومماتنا (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) ولاة أمر المسلمين مطالبون رجال الأعمال مطالبون وسائل الاعلام مطالبة في خضم هذا الهراء الذي يبث في القنوات الفضائية أين من يحمل هم الاسلام في ابراز حقائق هذا الدين بالتنسيق مع الوزارات المعنية والمسؤولين وأهل العلم والفضل وهم موجودون لكن الحقيقة النوايا الطيبة والإخلاص والحرص على البذل وكل هذه الأمور المهمة التي ينبغي ان تحرص عليها.
أنا أرى أن من أهم الأمور التي ينبغي أن نريدها ونحن نبحث عن تأهيل الدعاة لا سيما في هذا العصر ان نعني حقيقة بجانب حقيقة إخلاص النية فالدعوة الى الله ليست دعوة الى احزاب وليست دعوة الى تعصب وليست دعوة تحت مظلات سياسية ولا اقتصادية ولا غيرها، الدعوة الى الله تجرد قل هذه سبيلي أدعو الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ، يا قومي لا أسألكم عليه أجر إن إجري إلا على رب العالمين , الداعية المتجرد الذي يهب وقته كله للدعوة إلى الله وهذا الأنموذج هو الذي نسعى إلى وجوده.
ثانياً: الداعية المؤهل بالعلم الشرعي الدعوة الى الله ليست أقوالاً تردد ولا اعمالاً تطبق وإنما هي في الحقيقة علم ولهذا قال تعالى قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة قال أهل العلم البصيرة العلم والهدى البرهان والحجج الواضحات.
البصيرة الآن يحتاجها الدعاة تحد من ينتصب للدعوة لكنه غير مؤهل علمياً والحقيقة هناك ايضاً من هو عالم لكنه لا يقوم بجانب الدعوة فالعلم والدعوة والعمل ليس بينهما فصام، العلم ينبغي أن يكون داعية والداعي الى الله ينبغي أن يكون مرتكزاً في دعوته علىا اعلم النافع وتلك مسؤولية المسلمين جميعا كل على اختلاف موقعه فلا شك أن للعلماء للمسؤولين في الوزارات المعنية باعداد الدعاة وشؤون الدعاة والجامعات في تأهيل الدعاة الى الله عز وجل وغير هذا من القنوات كلها بحاجة الى أن تتضافر جهودها في ابراز الداعية الناجح ان من اهم مميزات الداعية الناجح ان يستغل وسائل العصر الموجودة الآن في الدعوة الىالله لماذا تترك هذه الوسائل وهذه التقانات الحديثة؟ لماذا تترك لتعيث سلبا ضد المسلمين وضد اخلاقهم وقيمهم!!
الآن عن طريق جهاز الانترنت، او عن طريق جهاز القنوات الفضائية ان تصل الى العالم لكنك قد تكون من خلال محاضرتك في مسد او كذا لا يجتمع عندك الا مجموعة من الناس، نحن لا نقلل من دور المسجد لكننا نقول يجب ان نجمع بين الاصالة والمعاصرة بشأن الدعوة لكي نخرج دعاة على مستوى العصر.
أيضاً من الخطا اننا نخرج على هذه الوسائل المعاصرة ونحن غير مؤهلين علمياً ودعوياً ولهذا سبحان الله لا بد من سلوك الطريق الوسط.
المتأمل في الساحة الآن يجد ان هناك خروجا من الوسط المراد في الدعوة إلا أناسا يريدون أن يقولوا الدعوة هذه في مجالات خاصة ولها اطرها لا تتعداها وآخرون قد ينهزمون أو قد يمتنعون في انهم يخضعوا أمور الدعوة وأمور الدين لكي تتمشى مع العصر وهذا ليس بصحيح الواجب ان نجمع بين ثوابتنا التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان وبين المرونة وحسن التعامل مع المتغيرات والمستجدات لاعلى حساب ديننا وقيمنا وأهدافنا ومثلنا العليا وإننا نركز على الجانب العلمي والجانب الدعوي والجانب التأهيلي الشرعي وأيضاً الجمع بين الوسائل المعاصرة حتى نجمع بين الحسنيين في أمر الدعوة الى الله.
* وماذا عن أمر الدعوة في الغرب على وجه الخصوص؟
أمر الدعوة الى الله في الغرب انا في نظري أرى انه يحتاج الى تأهيل خاص ليس كل الناس مؤهل الى ان يذهب الى الغرب لأن من الناس من ذهب الى الغرب ونتيجة عدم فهمه للبيئة او الوضع أو للواقع الذي يعيشه قد يكون سبب أشياء سلبية من خلال بعض تصرفاته وبعض اطروحاته التي قد لا تتناسب مع الناس هناك.
فمثلاً في الغرب يحتاج التركيز على الأولويات وعلى القضايا الأصلية وعلى الثوابت الكبيرة يعني من الصعب أنك تأتي للناس في الغرب وكثير منهم يجهل أمور الدين وكثير منهم نتيجة هذه المغريات وهذه الحياة المادية في بعد عن الدين لكنهم متشوقون اليه ويحبونه ويتعاطفون معه ويودون ان يأتيهم داعية الى الله عز وجل يوجههم, من الصعب انك تشغلهم في قضايا فيها سعة أو في قضايا الفروع او التشديد في بعض المسائل التي فيها سعة وأمرها واسع كبعض المسائل الخلافية في أمور العبادات وفي أمور المعاملات لكن لا ينافي هذا الإنسان يبين الحق بدليله ويوضح للناس بالأسلوب الحسن كذلك لابد من الرفق بالناس الذي لا يرفق بالناس ليس مؤهلاً ان يدعوهم.
ولهذا كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم مرتكزة على الحكمة والحكمة وضع الأمور في مواضعها


ووضع الندى في موضع السيف بالعُلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى

لابد من التلطف بالناس وليتلطف ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه مهما اغلظ الناس عليك القول أو مهما اتهموك او مهما وقعوا فيك فلا بد ان تتحمل لابد ان تصبر لابد ان تتطلفهم ولهذا سبحانه رايت ان الابتسامة والبشاشة والتلطف مع الناس هذا بحد ذاته يعطي أثراً كبيراً في الدعوة الى الله ما لا تعطيه الخطب الرنانة ولا الكلمات الطويلة ولا الفصاحة والبلاغة.
الناس بحاجة الى دعاة يخالطونهم يصبرون على الأذى منهم يتلطفون معهم ويعايشونهم مشكلاتهم ويوجهون بالأسلوب الحسن والحكمة ونحن نعرف النصوص الشرعية في هذا ليس في الحقيقة محل ايراد لكنها واضحة ولله الحمد والمنبه بما يغني عن الإيراد هنا فالمهم اننا بحاجة الى تضافر الجهود في تأهيل الدعاة على مستوى العصر ولست بمعنى هذا في هذا الحديث اعتب على الدعاة وأرى أنهم لم يتماشوا مع العصر مهمته عظيمة تحتاج الى الدعوة الى الله في هذا العصر مهمته عظيمة تحتاج الى تأهيل وانا أرى ان الجهات المعنية كوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورابطة العالم الإسلامي والجامعات الحقيقة مطالبة بأن تكثف الدورات وتكثف الملتقيات وتكثف اللقاءات في بحث هذه القضايا بحثاً لا يكون تنظيرياً وانما بحث من خلال تجارب من خلال وقائع مع الالتحام بالعلماء والاخذ منهم والاستفادة من مرئياتهم والله المستعان.
* المرأة قيل عنها ما قيل في بلاد الغرب وهناك أيضاً كلام كثير ضد المرأة المسلمة بالذات السؤال ألا ترون من الأهمية بمكان تأهيل المرأة المسلمة لكي تصبح داعية في المجتمعات النسائية؟
إذا كنت ترى أن اجيب اجابة مختصرة أقول: بلى ونكتفي لكني ارى اننا بحاجة الى توضيح هذه القضية والحقيقة ان هذا الجانب المهم في حياتنا نحن المسلمين وهو الجانب المتعلق بالمرأة جانب بحاجة ماسة الى ان نبدئ فيه ونعيد لاسيما مع هذه الهجمة الشرسة ضد المرأة المسلمة وضد مثلها وقيمها بالدعاوي المزركشة دعوى الحرية ودعوى المدنية وهي في الحقيقة يا أخي نحن رأينا المرأة في الغرب وكل ماريأنا مظاهر ابتذال المرأة ولله الحمد والمنة يزداد المسلم قناعة وهو مقتنع بان الإسلام اكرم المرأة ورعى حقها.
ترى المرأة في الغرب مبتذلة ، آلة تمور، إما شرطية في ميدان، أو تقود السيارة حيث تلاحقها الأنظار هنا وهناك في محلات البارات ومحلات الخلاعة وقلة الحياء، في المعمل، في الوظيفة التي اخذت رسالتها وقرارها ومهمتها في التربية وفي التنشئة طبعاً لست ضد عمل المرأة لان الإسلام حث ان تعمل المرأة وان تبذل جهدا لكن الإسلام ركز على ان يكون للمرأة خصائصها ورسالتها وان تعمل في محيطها النسائي المصون وأول عملها وأكبر عملها هو قضية بيتها إعدادها لأبنائها قيامها ببعلها.
كونها داعية في محيطها فالمرأة قد تكون مدرسة قد تكون موظفة في المجالات الشرعية التي اباحها الإسلام لكنها بحاجة ان تحمل رسالة الإسلام في محيطها وفي بنات جنسها والإسلام ولله الحمد والمنه ما نعلم أكرم المرأة رفع من شأنها بعد ان كانت مهيضة الجناح مهضومة الحقوق في الجاهلية الاولى ولا تزال هي في الجاهليات المعاصرة مهضومة الحقوق فالإسلام ولله الحمد والمنه هو الذي صانها وأكرمها وجعلها شقيقة للرجل وبين رسالتها وجعل لها من المكانة والرسالة ما يناسب خصائصها من الخطأ اننا نطالب المساواة بين الرجل والمرأة في كل مجال الرجل له دوره في الكدح في التعب في العمل في الانفاق وهذا من تكريم الإسلام للمرأة انه جعل الرجل قيماً عليها بمعنى انه يهتم بشؤونها ويرعى النفقة عليها ويرعى قيامه بحقها في سكناها وفي النفقة عليها فيما تحتاجه وامثاله الحاصل انني من هذا المنبر الإعلامي المهم أطالب بتفهم قضية المرأة تفهماً صحيحاً,اطالب اخواتي المسلمات ان لايخدعن بالدعاوى التي تثار بين الفينة والأخرى مع شديد الأسف وتنمق بموضوعات ومصطلحات خداعة بدعوى الحرية المألوفة والمدنية الزائفة وقديما قال:


مدنية لكنها جوفاء
وحضارة لكنها افياء
تدعو التهتك والسفور فضيلة
ونتاج ذلك الشر والفحشاء
لا وازع يزع الفتاة
كمثل ماتزع الفتاة صيانة وحياء
وإذا الحياء تهتكت أستاره
فعلى الحياء من الحياة عفاء

أشيد في الحقيقة بدور المرأة في بلادنا بلاد الحرمين الشريفين ولله الحمد والمنه وفي وضع تحسد عليه الآن فلاتزال المرأة عندنا ولله الحمد والمنه تتمتع بحقوقها بواجباتها بقيامها بعملها ونحن نفاخر بهذا ونتحدى كل من يرى ان المرأة مظلومة في الإسلام نقول انظر الى المرأة السعودية في بلاد الحرمين تتمتع بحجابها بعفافها وبحشمتها وتعمل ولله الحمد وتؤدي عملها والمرأة عندنا انموذج ينبغي ان يقتدى ويحتذى.
ونحن نقول للعالم إذا اردتم سعادة المرأة وانصاف المرأة في الوقت الذي انطلقت فيه الصيحات من النساء الغربيات انفسهن ولو كان المجال يسمح لقرأنا كثيرا من انصافهن ومطالبتهن ان يعدن الى بيوتهن وان يعدن الى محيطهن حتى تؤدي المرأة رسالتها على الوجه الصحيح الذي يتلاءم مع فطرتها ومع خصائصها وانوثتها وايضا يؤدي حق المجتمع, المرأة الآن في الغرب مسكينة وفي وضع مأساوي تضيع عمرها كله آلة لا زوجة، لا أولاد لأن الوضع الأسري عندهم متحطم، الوضع الاجتماعي عندهم متحطم وهذا ولله الحمد والمنه يزيد المسلم قناعة بهذا الدين لان الدين شرع رب العالمين ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .
الذين يعتدون على المرأة يعتدون على حكمة الحكيم الخبير الذي حكم وهو أحكم الحاكمين وشرع فأتقن ماشرع ووضع للمرأة مجالاتها ووضع للرجال مجالاتهم المهم أنني اؤكد على قضية خطورة هذا الأمر وأطالب المعنيين بهذا المجال لاسيما اخواتنا المسلمات ان يعتنين بدور المرأة وابرازه وان لا تنطلق تلك الصيحات وتلك الموضات التي نسمعها بين الفينة والأخرى بل هي حقيقة تقليعات ساذجة وسامجة ينبغي أن لا تؤثر على وضع المرأة الذي يكفل لها التكريم والتبجيل في ظل الإسلام والمحيط الإسلامي المصون بحمد الله ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد وشكراً لكم يا اخ سلمان وشكرا للقائمين على مثل هذه المنابر الإعلامية المهمة ونطالبهم بقتوى الله عز وجل في امانة الكلمة ومصداقية الحرف وتسخير هذه الوسائل في خدمة هذا الدين والانتصار له والدعوة الى الله تبارك وتعالى.
نسأل الله للجميع التوفيق والسداد وشكراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved