أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالجمعة 2 ,رجب 1421

شرفات

العلماء يحاولون تأخير عملية الهرم في حيوانات المختبرات
خداع الموت
يقول العلماء انهم سيحاولون خداع الموت في القرن الحادي والعشرين معتمدين في ذلك على فهمهم للآليات البيولوجية التي تعمل على الهرم وتساعد على الموت.
وقبل عدة عقود لم يكن احد يفكر في اننا نستطيع زيادة سنوات العمر وكان الاعتقاد السائد سابقا ان الحياة القصوى لبني البشر تبلغ نحو مائة عام ويرجع ذلك الى ما يعرف بالساعة الجينية التي لا تقبل التغيير، ولكن بعض الاكتشافات الحديثة اجبرت العلماء على اعادة النظر في نظرياتهم الخاصة بتقدم السن، فقد عثر العلماء بالفعل على بعض الجينات التي لها دور في تأخير عملية الهرم في حيوانات المختبرات وبعد عدد من التجارب على هذه الحيوانات تمكن العلماء من ايجاد سلالات فائقة من الناحية العضوية منها ذبابات الفواكه التي يمكن ان تعمر ضعف حياتها الطبيعية وتموت وهي في كامل صحتها وفي مختبر آخر اكتشف العلماء فئرانا يمكن إعادة توليد اجزاء من اجسامها وتصلح باضطراد الاضرار التي افسدها العمر خلال عملية الهرم وعلى الرغم من الجدل الذي تثيره هذه الاكتشافات فإن بعض العلماء واثقون من نتائج بحوثهم حيث يمكنهم توسيع نطاقها لتشمل اجيال المستقبل من بني الإنسان.
وخلال دراسة العلماء لحالات الهرم المبكر التي تسرّع بطريقة مذهلة عملية الهرم في الاطفال وتؤدي الى ظهور اعراض الهرم عليهم وموتهم في سن صغيرة تمكن العلماء من التعرف اكثر على الاسباب التي تجعل خلايانا تتوقف عن الانقسام وتبدأ في الموت.
واكتشف العلماء ان عملية الهرم يتحكم فيها جزء من الحامض النووي يدعى التيليمر وهو يوقف الحامض النووي من التهرئة في كل مرة ينقسم فيها وبعد كل انقسام للخلية يصبح التيليمر اقصر من ذي قبل وفي النهاية يقصر الى درجة حرجة ولا يستطيع حماية الحامض النووي من التهريء وعند هذه النقطة تموت الخلية وفي حالات الاطفال المصابين بالهرم المبكر تكون التيلميرات لديهم شديدة القصر بطريقة غير طبيعية ولذلك يتسارع موت الخلايا مما يؤدي الى زيادة عملية الهرم.
وقد تمكن بعض العلماء من عكس مسار هذه العملية لبعض الوقت في بعض الخلايا في المختبر وقد تمكنوا من ذلك عن طريق استخدام الهندسة الوراثية في تعديل انزيم يدعى تليميريس يستطيع اعادة بناء التيلميرات لكن هذا الانزيم لا يوجد بصفة طبيعية في خلايا الكبار وانما يوجد في خلايا الحيوانات المنوية والبويضات والاجنة النامية.
ويقول العالم البيولوجي د, جيري شاي من جامعة تكساس وأحد المشاركين في الدراسة اننا ادركنا لأول مرة ان بإمكاننا التحكم في هرم الخلايا فلو وضعنا التيلميرس في الخلايا الطبيعية لاستطاعت هذه الخلايا الاستمرار والبقاء .
ولكن هل يصبح هذا علاجا قابلا للتحقق في المستقبل؟
لا أحد يعلم كيف يمكن وضع الجينات داخل كل خلية في الإنسان الحي وإذا استطاع العلماء ذلك فسيكون هناك مخاطر الاصابة بالسرطان التي تسببها الخلايا التي لا تموت وتستمر في الانقسام بطريقة غير محكومة.
ان اكثر الانجازات الواعدة الآن تأتي من قِبل الباحثين الذين اكتشفوا طريقة حقن خلايا الإنسان الأولية خلايا الأجنة التي لها القدرة على اصلاح واستبدال اي نسيج في جسم الإنسان في مخ المصابين بالسكتة الدماغية مما يؤدي الى علاج الاضرار التي اصابت المخ.
هذه العملية قد تقلب جوانب كثيرة من عملية الهرم في المستقبل وهناك بالفعل عدد من الهرمونات والحمية الغذائية والعلاجات مطروحة في الأسواق وجميعها تدّعي اطالة العمر.
بعض هذه الأشياء قد يساعد لكن معظمها ليس معقولاً، لكننا استطعنا عن طريق الرعاية الصحية والطب الحديث ان نعيش أكثر غير ان السؤال المطروح هل يمكن للباحثين اي منهم ان يمنحونا الخلود في القرن الحادي والعشرين؟
يقول البروفيسور لي سيلفر من جامعة برينستون الامريكية ان اي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة.
فالموت حسب رأيه ينسجم تماما مع التطور اذ اننا نورث جيناتنا للأجيال القادمة وان لم نمت فسنبقى موجودين نصارع اطفالنا على الحياة وهذا لا يتفق مع عملية التطور.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved