أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالجمعة 2 ,رجب 1421

تراث الجزيرة

في أمسية ثقافية شعرية فتحت باب الحوار والمداخلة تحت عنوان كتاب ومؤلف
خالد الفيصل يطالب الشعر الفصيح بالعودة إلى جذوره,, والشعبي بالارتقاء بمفرداته
تسمية الشعر الشعبي بالنبطي باطلة وهو يعيش الآن عصره الذهبي
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة العليا لبرامج الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م أحيا صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل أمسية ثقافية شعرية حوارية تحت عنوان كتاب ومؤلف عن ديوان الأخير أشعار خالد الفيصل ضمن الأمسيات الشعرية في برامج الرياض عاصمة للثقافة العربية بالتعاون مع مكتبة العبيكان.
وبدأت الأمسية بكلمة مقدم الحفل الاعلامي محمد خيري ثم تلاها آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى بعدها الأمير سلطان بن فهد كلمة بهذه المناسبة أوضح فيها ان هذه الأمسية تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات تنطلق هذا المساء بفارس من فرسان الثقافة العربية وهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ثم تتوالى الأمسيات ان شاء الله.
وأضاف انه سيشارك فيها أيضا مؤلفون ومفكرون من أبناء المملكة ومن الأصدقاء لكي يتحدثوا عن مؤلفاتهم التي تتطرق الى قضايا متعددة.
وأشار بالفضل والعرفان لصاحب السموالملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لما يوليه سموه من دعم وتوجيه ورعاية للأنشطة الثقافية المصاحبة لاختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية.
وفي الختام شكر الأمير الشاعر خالد الفيصل على استجابته ومشاركته, ثم انتقل الميكرفون الى مدير الأمسية الدكتور عبدالله المعطاني بدأ بكلمة يقول فيها: أشكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على ان شرفني في ادارة حوار هذه الأمسية التي تأتي في سياق حدث ثقافي كبير وهو الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م,
وأضاف بكلمة عن فارس الأمسية وصائغ الكلمة الأمير الشاعر خالد الفيصل الذي بدأ الأمسية بشكره الى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة العليا لبرامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م على دعوته لتنظيم هذا اللقاء حول ديواني الأول، وعبر عن سعادته البالغة بلقائه بالجمهور في واحدة من أماسي الرياض الثقافية الجميلة.
وأوضح ان اختيار هذا الكتاب أشعار خالد الفيصل من واقع أرقام التوزيع من المجموعة الحائزة على رضاء القراء هو تكريم يتعدى حدود الأشخاص ويفرض للشعر الشعبي موقعه بين حدود الفكر والتعبير ويدفع عنه الهجوم الظالم الذي يتعرض له هذه الأيام.
وأضاف ان هذا الشعر يعيش الآن عصره الذهبي بفضل حركة التجديد الذي حمل لواءها سيدي صاحب السموالملكي الأمير عبدالله الفيصل وصاحب السمو الأمير سعود بن محمد آل سعود ومعالي الأمير محمد السديري والشاعر الراحل عبدالله لويحان والشاعر الكبير أحمد الناصر ثم لم يلبث ان لحق بهم صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن.
وأضاف من الحق ان نسجل لهم بكل التقدير دورهم الكبير في ترقية هذا الفن الجميل المعبر عن وجدان هذه الأمة,, واثر مدرستهم في تنشئة جيل من الشعراء يقتفى اثرهم في التجديد والافتخار بالتعبير, وقال ان تسمية الشعر الشعبي النبطي باطلة وعن الحقيقة عارية فلا هو مستنبط ولا هو بلغة الانباط ولا هو بلسان المستعربين ولا ينطبق عليه شيء مما قالت به دعوى التسمية الجائرة,, بل هو شعر بسيط الا من تحرره من قواعد النحو.
وقد شهد مشاهير الباحثين من خارج البلاد بأن الشعر الشعبي في الجزيرة العربية قد أعانهم كثيرا في فهم الشعر الجاهلي، قال بهذا الدكتور طه حسين قبل عقود من الزمان وكرر المقولة مؤخرا أكثر من باحث فصيح باللغة والتراث.
ويضيف قائلا: ان من الطريف في هذا السياق ان الدكتور حسين نصار صاحب المعجم العربي والعميد السابق بكلية الآداب جامعة القاهرة بعد أن حضر أمسية مهرجان الجنادرية لهذا العام صرح بأنه فهم القصائد كلها رغم مفرداتها المحلية,, معللا ذلك بأن شاعر الأمسية ربما اختار ما يسهل فهمه على غير أهل البلاد من الحضور الأمر الذي لم يرد في حساباتي عند الاعداد للأمسية,, والذي كان ضابطها الوحيد هو الوطن دون النظر الى عامل المفردة من حيث الوضوح والابهام، ولعل الدكتور نصار وهو من كبار المشتغلين بالفصحى يؤكد بشهادته هذه العلاقة القوية بين الشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي السعودي واذا كان الشعر هذا يرتدي برداء المحلية والشعبية فصحيح ان ينسب بأي من الصفتين فيقال عنه الشعر المحلي أو الشعبي كما يطلق على نظيره في كل الأمم,, ويغيب الى الأبد التساؤل هذا لماذا فقط في السعودية والخليج دون سواها من العرب يسمى هذا الشعر بالنبطي.
وعن السبب في احتفاء الساحة بالشعر الشعبي أكثر احتفائها بالشعر الفصيح فيقول: ان أهم أسبابها هو ابتعاد الفصيح عن القاعدة الشعبية بمغلاته في اتباع المذاهب الفنية المستوردة والجري وراء صفحات الحداثة بغض النظر عن مدى مطابقتها لهوية الأمة وهوايتها وبذلك يبتعد الشعر الفصيح عن قواعده الشعبية.
وفضّا للنزاع فانني ادعو الشعر الفصيح كي يعود الى قواعده ليصبح شعبيا كما انني ادعو الشعر الشعبي أن يرتقي بمفرداته ليصبح شعبيا.
وقبل فتح الباب للاسئلة والحوار والمداخلات قال سموه: اسمحوا لي أن أجيب عن اسئلة عارضة تدور في الأذهان.
* بداية علاقتي بالشعر في مرحلة الدراسة الثانوية بالطائف وما زال هذا الكائن المغترب المتمرد داخل جلدي يفرض ارادته علي ويملي عبارته على قرطاسي ثم لا يلبث ان يهدأ حتىاشعار آخر.
* دايم السيف، دايم مرادف لخالد والسيف من اسمائه الفيصل,, وهو رمز تخفيت وراءه طويلا لأني خشيت أن لا يلقى شعري قبولا لدى الناس.
* كان لابد أن أضع لنفسي في الشعر منهجا متسابقا مع ايقاعات حركة التجديد,, وقال انه لا طائل وراء قول مكرور معاد أو لفظ دارج مستهلك كما انه لا حاجة للناس ان يصرفوا انتباههم الى مشاعر فردية وتجربة محدودة لا ترقى الى مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم,
ثم ألقى قصيدته التالية:


اغير الطاروق والقاف وابدع
وأولع قلوب تحس بولعنا
واسير في بستان الأشعار واقطع
وردة قصيد مثلها ما زرعنا
واحاكي الوجدان والقلب وانزع
من كل قلب ونّه من وجعنا
واجاذب القرنات في كل مطلع
لاهل الغرام اللي يونون معنا
والاعب النغمات مع كل مقطع
يطرب لها لبيب قلب سمعنا
واغازل عيون بالأشواق تدمع
وابكي قلوب تجزع جزعنا
واشاهد عيون المحبين واجمع
من كل عين دمعة والف معنى
واحبها في بيت الأشعار واسمع
صرخة فؤاد قال معك اندفعنا

وأضاف ان من سمات الحركة الشعرية الجديدة: انتقاء المفردات الحديثة وادخالها في القالب الشعري ليس لفت الشباب الى هذا الشعر وتوظيفه لمد جسور التواصل بين الأجيال واسقاط الحدود الزمنية والمكانية والاجتماعية.
ولقد ساعد هذا على كسب الجيل الجديد من الشباب ليدخلوا الشعر الشعبي الى كل أفراد البيت ويذيع صيته وينتشر، ومن أمثلة المفردة التي دخلت في قصائدي جديدة على الشعر الشعبي وهي في الوقت ذاته فصيحة كلمات مثل الوجدان وكلمة تجنح .


حتى وليفك ولو هيمك هيام
صور الأيام تجنح به عواديها

وكلمة مثل تشبثت وكلمة استعانة/ يغشى


حلو العيون استعانت دمعها الحادر
كف العباير حزين الدمع ما اطيقه
حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر
والورد في وجنتك حرام تغريقه

وهذه أمواج التجديد تتسنم بحر القصيدة وتبدو ظاهرة من الشاطىء وعلى مرأى البصر قصيدة في حداثه:


يغار سمعي وبشره كل وجداني
لي غاب صوتك نهار ما بلغ سمعي
ياللي لقيت بنواعس عينوا وطاني
هي ديرتي هي ملاذ القلب هي ربعي
املي النظر من جمالك يوم تلقاني
واحبس خيالك بعيني حبسي لدمعي
لي شفتك اعيش في عيونك ازماني
واخذ من نجومها واشعل بها شمعي

الى ان قال:


غريب الأطوار والغربات هيداني
في غربة العمر وافق طبعكم طبعي
اصبحت تغريني واصبحت عنواني
يا واحدي بالهوى يا ثنيني وجمعي

وقال ان هناك مفردات في شعري تلقاها الناس على انها من قاموس العامية وحتى شاعركم ظل على الاعتقاد ذاته الى ان ينبهني البعض الى فصاحتها وبالرجوع الى المعجم تأكد لي ذلك.


اللي لها مبسم عذبي
رعبوب وعيونه أوساعي

والرعبوب: هي البيضاء الحسنة وقيل الربط الحلوة وقيل هي البيضاء فقط وقال اللحياني هي البيضاء الناعمة.
وأضاف بأن الديوان هذا شأن غيره من نتاج حركة التجديد يرد الادعاء الذي يقول إنه هش بسيط الى حد السذاجة يتعامل مع الصبح دون سبر الأغوار لأنه لا يملك آلية الغوص في الأعماق.


من بادي الوقت وهذا طبع الايامي
عذبات الايام ما تمدي لياليها
حلو الليالي توارى مثل الاحلامي
مخطور عيني عجاج الوقت يخفيها
اسري مع الهاجس اللي ما بعد نامي
واصور الماضي لنفسي واسليها
اخالف العمر اراجع سالف اعوامي
وانوخ ركاب فكري عند داعيها
تدفا على جال ضوه بارد عظامي
والماء يسوق بمعاليقي ويرويها
الي صفالك زمانك على يا ظامي
اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها
الوقت لو زان لك يا صاح ما دامي
يا سرع ما تعترض دربك بلاويها
حتى وليفك ولو هيم بك هيامي
صبور الايام تجنح به عواديها

وفي الختام دعا الحضور الى فتح باب الحوار مرحبا باسئلتهم ومداخلاتهم وكرر شكره قائلا:


الي من خص ديواني بنظره
حتى ولو ما جاز له ديواني
يكفي قصيدي نظرة لو مرة
وشلون لو عاود النظرة ثاني

ثم بدأ مدير الأمسية بقراءة الاسئلة والمداخلات على فارس الأمسية,, فكان أحد اسئلته عن جلالة الملك فيصل رحمه الله وهل كان له تأثير على شخصيتكم وهل كان يقرض الشعر؟
فأجاب سموه: بأنه لا شك الملك فيصل كان له تأثير على كل الجيل الذي نشأ في وقته وبصفتي أحد أبنائه الذي عاش في كنفه كان تأثيره كبيرا عليّ، أما من ناحية الشعر فكان رحمه الله محبا للأدب والأدباء مكثرا من استخدام أبيات الشعر والأمثال القديمة خصوصا الشعر في حديثه، وقد برز ذلك جليا في خطاباته السياسية,, وكان معروفا عنه انه كان يماشي المساجلة الشعرية المعروفة هنا بالرد أو القلطة عرف عنه ذلك في أمسيات عديدة في الطائف ومكة أثناء ما كان نائبا للملك في الحجاز.
وهل كانت هناك تجربة في الشعر الفصيح.
أجاب: انه في بداياته كانت في الشعر الفصحى,, ولكن لم استمر في ذلك لأن الشعر السائد في ذلك الوقت كان الشعر الشعبي.
وقال: ان ذكر أغلى قصيدة عنده أمر صعب,, ولكن أجمل قصيدة وما زال اكتبها وهي بعنوان عسير .
وعن الموقف الذي لم يستطيع كتابة قصيدة به قال: انه كثيرة وقال: انه في كثير من الأحيان لاتجد القصيدة عندما تريدها ولكنها في كل الأحوال تجدك عندما تريدك.
وعن علاقة الأغنية بالقصيدة قال: ان الأغنية تساعد القصيدة على الانتشار ولكنها لا تصنع القصيدة الجيدة.
وحول سؤال عن تفكيره في كتابة مذكرات لمسيرته الشعرية وعن رأيه في كثير من المطبوعات الشعبية قال: ان المذكرات قد كتبتها في دواويني وكل مذكرات شعرية,, وعن المطبوعات والمجلات قال: ان كمها كبير وتملأ صفحاتها بكثير من الغث ويا حبذا تقتصر على الجيد من الشعر.
وبعد ان ألقى العديد من القصائد التي طلبها الحضور وبعد أن فرغ سموه من الاجابة على الاسئلة الحوارية أعلن عريف الأمسية نهايتها ثم قام سموه بالتوقيع على الديوان الذي اقتناه الجمهور لتنتهي الأمسية الشعرية الثقافية والحوارية مع قراء شعره ومتذوقي ابداعه في حوار مباشر ونقاش هادف تعطره البهجة، وتسوده المتعة.
لقطات
* حضور كثيف توافد على القاعة منذ وقت مبكر.
* يعتبر ديوان أشعار خالد الفيصل هو الإصدار الرابع ضمن سلسلة الدواوين الشعرية.
* يعتبر هذا الإصدار من الكتب الأكثر مبيعا وانتشارا من بين الكتب.
* تنظيم رائع من الجهة المنظمة مكتب العبيكان .
* أدار الأمسية الدكتور عبدالله المعطاني وأدار دفة الحوار بشكل جميل.
* الجهة المنظمة قامت بتوزيع نسخ من الديوان على الحضور.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved