أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd October,2000العدد:10231الطبعةالاولـيالأثنين 5 ,رجب 1421

مقـالات

الخط الساخن
يا منظمة العفن,.
صالح بن سليمان الحناكي
أثناء توجهي صباح الأربعاء الماضي لمقر عملي,, كنت أتابع كالمعتاد نشرة الأخبار من إذاعة ال (BBC) فبثت خبرا عن أن منظمة العفو الدولية توجه انتقادات حادة للمملكة العربية السعودية بسبب سجلها في مجال حقوق المرأة وان هناك تمييزا ضد المرأة في حقوق العمل والتعليم وتولي القضاء ,, الخ)!,.
فقلت في نفسي (حق) لكم أن تواصلوا أراجيفكم,, وحق لي أن أجعل موضوع مقالي (القادم) للحديث عن تلك الأراجيف,.
ويحق لنا أن نهنئ هذه المنظمة على ثباتها و(حسن) توقيتها على اختيار الوقت المناسب لمواصلة حملاتها,.
فهي كعادتها تأتي في الوقت (المناسب),.
فإذا سمعتم ارجاف هذه المنظمة (الإنسانية) والهيئات المماثلة لها,, فاقرأوا الأحداث السياسية الراهنة.
وهل هناك أسخن من الأحداث الجارية,.
ضغوط غربية سياسية وإعلامية كبيرة على منظمة الأوبك واتهامها زورا وبهتانا بأنها سبب تصاعد الأسعار.
وبالطبع فإن معظم الضغوط مسلطة على المملكة بصفتها رأس المنظمة ورمانة الميزان فيها,.
رغم أن المنظمة والمملكة تبذلان مساعي حثيثة للوصول إلى سعر متوازن يحقق مصلحة المنتجين والمستهلكين بآن واحد,.
مع ان (عوامل السوق) هي التي صعدت أو بالأحرى (تعيد) لبرميل النفط القليل القليل من (حقوقه السعرية) المهضومة,.
فرغم تضخم الأسعار,, وضعف القوة الشرائية للعملة,.
فأسعار النفط (المضطهد) لا تزال تراوح مكانها منذ ما يزيد عن ربع قرن,.
في حين ان السلع الأخرى التي ينتجها الغرب تضاعفت أسعارها بما لا يقل عن ست مرات منذ ذلك التاريخ,.
وبرميل النفط لو ترك لعوامل السوق تحديد أسعاره بدون تدخلات وضغوط لوصل سعره إلى ما يقارب ال (200) دولار,.
لكن غدا الآن سعر (النعال) القبرصي أعزكم الله أغلى من برميل النفط,,!
وهذا هو الغرب,, يتشدق بحرية التجارة والاقتصاد الحر والسوق الحرة الذي تتحكم به عوامل العرض والطلب,.
ولكن في حالة النفط المضطهد تسقط هذه المبادئ والشعارات,, لأن النفط هو ثروة العالم الثالث,.
لتصبح المعادلة مقلوبة وظالمة,, فتضخ الدول العربية المستهلكة في خزائنها من عائدات برميل النفط المستورد خمسة أضعاف العائد على الدول المنتجة,, جراء الضرائب الباهظة المفروضة على النفط,.
يبدو أني شطحت عن موضوعنا الأصلي,.
فهذه المنظمة وأمثالها من المنظمات المشبوهة (أرادت أم لم ترد) تعتبر رأس حربة للغرب للتدخل في شؤون الدول الإسلامية ودول العالم الثالث وتحقيق مصالحها ووسيلة للضغط عليها,.
فإذا أرادوا ممارسة ضغوط وإملاء سياسات معينة على دولة ما,, أوعزوا لهذه المنظمات المسيسة والإعلام الغربي ل (دس أنوفهم) في شؤون تلك الدول والعزف على وتر حقوق الإنسان المسكين المضطهد في تلك الدولة!,.
والحملة الجديدة لمنظمة (العفن) هذه رغم ان ظاهرها هو الهجوم على المملكة ككيان ودولة,, فإن الحقيقة ان الهدف أبعد وأكبر وهو الهجوم على الإسلام ذاته,, فهم يعلمون ان قوة هذه الدولة من قوة الإسلام فكلما تمسكت به كانت أقوى وأمنع,, لهذا يحاولون عابثين خلخلة هذه العلاقة وتفكيكها,.
فإدعاء هضم حقوق المرأة والتي يطنبون ويكثرون في الحديث عنها,, هي في صلب الأحكام الشرعية والفروض التي اقرها الإسلام وأمر بالتمسك بها ولا دخل لسياسات الدولة بها,.
لا شك في وجود سلبيات حول أوضاع المرأة ولكن هذا نتاج (عادات وتقاليد وأعراف) بائدة لا شأن للدين بها,, ويجري معالجتها وإزالتها برفع الوعي والإدراك والتعليم,, من خلال جهود العلماء والبرامج التعليمية والإعلامية والإرشادية,.
ولكن ما يعترضون عليه هو ,, لماذا المرأة ترتدي الحجاب؟ ,, لماذا يمنع الاختلاط؟ ,, لماذا لا تسافر المرأة بدون اذن زوجها؟,, لماذا لا تعمل المرأة نادلة في مطعم أو عاملة في فندق ,, إلخ.
إذن هم يعترضون على ثوابت لا خيار لنا أمامها غير أن نقول (سمعا وطاعة),, لأنها شرع إلهي ,, ونتعبد الله في التمسك به,, والإسلام لا يشرع إلا ما فيه صلاح الناس والمجتمعات.
ولكن هذا لا تستوعبه عقولهم القاصرة وفطرهم المنتكسه,.
فهم يريدون إخراج المرأة المسلمة لتصبح كسقط المتاع,, والحمى المستباح مثل المرأة الغربية,.
وهذه المنظمة التي تذرف دموع التماسيح على حقوق المرأة السعودية,.
أينها مما فعله الصرب في البوسنة من اغتصاب وقتل للنساء واستئصال لأثدائهن وبقر لبطون الحوامل وقتل اجنتهن؟؟
أينها مما يفعله عباد البقر في كشمير منذ خمسين عاما,, من اضطهاد ومجازر للكشميريين رجال ونساء وأطفال؟؟
أينها مما يحدث في الهند من حرق لعشرات الآلاف من النساء اللاتي يموت أزواجهن حسب الطقوس الهندوسية؟؟
أينها مما يحدث (الآن) من تشريد وتهجير وفظائع في الشيشان وفي جنوب الفلبين واندونيسيا وفي الكثير من البلدان؟؟
أينها من تجارة الرقيق الأبيض في أوروبا حيث تستقدم النساء من بعض دول أوروبا الشرقية والآسيوية بحجة العمل ثم يجبرن على ممارسة الدعارة بالمواخير ودور البغاء؟؟
وأينها مما يحدث في دولة العصابات (إسرائيل) من استعباد للنساء من دول أخرى واجبارهن على ممارسة الرذيلة؟؟
هذه نماذج فقط لهذه الممارسات غير الإنسانية,,فأين هذه المنظمة المشبوهة واضرابها عنها,.
هذه المنظمات التي تعلن حالة الاستنفار إذا صودر كتاب ينال من الإسلام أو يتطاول على الذات الإلهية,, فيهبون هبة رجل واحد بحجة ان المصادرة ضد حرية التعبير ومصادرة للآراء وقتل للإبداع!,, ويتولون حماية مؤلف واحتضانه,, مثلما يهبون لحماية المجرمين ومهربي المخدرات وقطاع الطرق,, بحجة ان معاقبتهم وحشية ومعاملة غير إنسانية!,, والدول الغربية وهذه المنظمات المشبوهة,, لو قدم لهم التنازل تلو التنازل ,, فلن يرضوا وسيطلبون المزيد والمزيد,, قال تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .
alhcnaky @ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved