أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd October,2000العدد:10231الطبعةالاولـيالأثنين 5 ,رجب 1421

مقـالات

هذه مادة وطنية وليست تجارية
الوطن,, وهذا الشيخ
د.علي بن شويل القرني
رجال الوطن,, هم عدة الوطن في الحرب والسلام,, في السراء والضراء,, في الشدة والرخاء.
رجال الوطن هم قوة نعتمد عليها بعد الله,, وهم ثروة الوطن ومصادره التي لا تغيض,, وروحه التي لا تموت,.
رجال الوطن هم الجبهة التي تقف صامدة أمام التحديات والأعاصير والعواصف,, وتقف شامخة في كل مناسبة ووقت,, وفي كل زمان وتاريخ,, وفي كل ناحية ومكان,, رجال الوطن هم من يعتز بهم الوطن ويشد على أياديهم المواطن,, ويرقص معهم الفرح العام,, وينشد لهم الموقف,, ويمشي معهم دائماً المستقبل وترافقهم القلوب التي تنبض بالحب والوفاء,.
رجال الوطن هم رجال ونساء، هم شيوخ وشباب,, هم ماض وتاريخ,, وزمن ومستقبل,, هم الناس الذين يتناثرون في كل مرفق وجهاز,, وفي كل دائرة ومجال,, وفي كل قرية ومدينة,, وفي كل ناحية ومكان,, على أرض الوطن,, وفي سمائه,, وعلى جباله وصحرائه,, وفي وديانه وبحاره,, رجال الوطن هم أصحاب القوة والنفوذ,, وذوو الرؤية والتفكير,, وأصحاب المكانة والشأن,, هم هؤلاء وهم غير هؤلاء,,هم الناس الذين يقودون البلاد وهم المواطنون الذين يعتزون بالوطن وبمن يخدم الوطن,, ويذود عن حدوده وسمائه وبحاره,, وفضائه وأرضه وهوائه,, رجال الوطن هم عز الوطن وشموخه,, هم روح الوطن وأنفاسه,, هم قلب الوطن وجوارحه.
رجال الوطن هم كثر والحمد لله,, هم في كل مستوى ومقام,, وفي كل شأن ومجال,, وعلى كل صعيد ورقعة,, هم القيادة والتاريخ,, هم في الجغرافيا والمعارف,, وفي الاقتصاد والاعلام,, وفي الرياضة والثقافة,, هم رجال سطروا لنا الخطوط ورسموا لنا الطريق,, وصنعوا لنا الأمجاد,, ورفعوا للوطن المكان والشأن,, وقلدوا البلادمساحات العز ووشائح الإمامة والسؤدد.
من يجول في هذا الوطن ويحدق في تاريخه,, ويتوقف أمام أحداثه,, ويقلب صفحاته وأوراقه ويمعن في يومه وأمسه,, وحاضره وغده,, من يفعل هذا,, يجد أن هناك رجالاً كُثر خدموا هذه البلاد,, وضحوا في سبيل الذود عنها,, وعانوا من أجلها,, وساهموا في بنائها,, ورصفوا طريق تقدمها,, ونظموا حروفها وشعرها,, وكتبوا لها تاريخ الحاضر,, ونموذج القادم.
قيادة هذه البلاد فعلت هذا ومسؤولون آخرون في الوطن أفرزوا نماذج الوطن التي نقتدي بها ورسموا لنا الطريق الذي نمر عليها,, والاتجاه الذي نختطه لنا,, والرؤية التي نتوجه بها,, قيادة البلاد من مؤسس هذا الكيان عبدالعزيز بن عبدالرحمن,, إلى فهد بن عبدالعزيز وإلى غيرهم من نماذج القيادات الحكيمة,, وهم نخبة القيادة العالمية التي تراعي الإنسان,, وتحقق خصوصيته,, وتترجم آماله وطموحاته,, هؤلاء هم رجال الرجال,, وهم وطن الوطن,, وهم قيادة القيادة.
ومن انجاز الوطن أن بنى الإنسان,, ورسم شخصيته التي نتمناها,, وأطر للنهر جدوله وحناياه وللصحراء رياحها وعطورها,, وللجبال شموخها وسحاباتها,, الوطن أفرز الوطن,, وبني فيه شخوص اعتزاز,, ورموز موقف,, وبنى الوطن قيد روح المبادرة,, ورغبة الخدمة,, وهم:
الإحساس,, الوطن جزء واحد,,وجسد واحد,, وكلمة واحدة,, وصف واحد.
الوطن ناجح اذا زرع فيه روح المواطنة,, وعمق داخلنا تجربة الإيثار,, وفي نفس الوقت همش فيه نرجسية الخاص,, وذاتية المصلحة,, وجدول داخلنا ترتيب الخاص الذي يأتي بعد العام,.
والوطن الذي يسبق الذات,, والآخر الذي يتبدى على الأنا والغير الذي يقف قبل موقع النفس,, لقد نجح الوطن,, ونجحت المواطنة,, وتقدم الناس وتراجعت المصالح,, لقد زرع الوطن أكثر من بطل,, وعاش في الوطن أكثر من نموذج,, وخاض تجربة البطولة أكثر من شخص.
من يتفحص الوطن يجد في كل يوم موقفاً نعتز به,, وفي كل زمن لحظة ننتقيها,, وفي كل مجال بطولة نتقلد بها,, ومن يتمعن في الوطن بهمومه الكثيرة,, يرى أناساً هم رجال للوطن,, وأشخاصاً هم نماذج للبطولة,, ومواقف هي حرية بالانتقاء والتبصير,, وفي هذه الأيام نلحظ موقفاً,, ونختار رجلاً,, ونعيش تجربة,, اليوم والأمس وغداً,, نعرف شيخاً فاضلاً وقف في زمن الشدة,, وتمرس في عناد الانتهازية التجارية,, وخدم وطنه وأبناء وطنه,, نعرف الشيخ عبدالرحمن فقيه الذي أبى الا أن يعيش همّ وطنه,, ويقف إلى جانب ابن وطنه,, عبدالرحمن فقيه الذي شكل أمناً غذائياً للوطن بمزارعه للدواجن التي تنتشر في كل الأنحاء والمناطق,, وعمم منافذه البيعية في كل مدينة وقرية,, هذا الرجل استحق في الماضي كل تقدير,, ويستحق اليوم كل رفعة وشأن,, لقد رفض هذا الرجل أن يكون مادة ونقوداً تتداولها الأيادي,, وآثر أن يكون موقفاً ونموذجاً,, لقد أعلن وعلى صفحات الإعلام المختلفة أن أسعاره لا تتغير,, ومبادئه لا تتحول,, فقد كان في خدمة الناس ولم يحفل بالكسب السريع الذي يعري غيره من أصحاب النفوس الضعيفة في مواقف الأزمة والشح,, وقد كان في خدمة الوطن ولا شيء غير الوطن,, نعرف هذا الشيخ الفاضل أثناء حرب الخليج في مواقف بطولية أخرى,, فقد أعلن أن أسعاره لا تتغير,, ومواقفه لا تتبدل,, ووقف مع الناس ولم يقف ضدهم,, ومع الوطن وليس مع مصالحه,, وفي ردة الفعل الجماهيري نحو اللحوم الحمراء في أزمة الوادي المتصدع,, واتجاههم إلى استهلاكات قياسية للدجاج رفض أن يكون انتهازياً للموقف,, وأسيراً للكسب السريع وضعيفاً أمام انتفاخات الخزائن والحسابات,, رفض كل هذا ورحب بحب الناس وتقدير الوطن,, ودعوة الخير وحسابات الآخرة,, هذا الشيخ انجبه الوطن ليكون عوناً للوطن,, وليكون قدوة للآخرين,, ونموذجاً للعطاء الممتد,, وهناك غير هذا الشيخ الفاضل شيوخ آخرون ينالون ميداليات الاستحقاق ويستحقون منا شهادات التقدير والاحترام,, لهم وللشيخ حبنا وتقديرنا.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved