أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th October,2000العدد:10233الطبعةالاولـيالاربعاء 7 ,رجب 1421

محليــات

مستعجل
نهايات متوقعة للاستلاف,,!
عبد الرحمن سعد السماري
**يقولون السلف تلف ومعنى هذا,, أن أي مبلغ تقدمه لأحد كسلفة,, دخل حيز المال التالف,, الذي لاينتظر عودته إلا أن يشاء الله,.
** ويختلف المتسلفون,, فهناك شخص تسلف وهو ينوي إعادة المبلغ ويقدر على إعادته ويعيده بالفعل,.
** وشخص ينوي إعادة المبلغ بالفعل لكنه يعجز بسبب ضيق ذات اليد,, وهذا أيضاً,, معذور.
** وهناك شخص استلف وهو لاينوي إعادة المبلغ,, وهذا,, هو الأسوأ والأكثر مع الأسف,.
** وهناك شخص حياته كلها قائمة على الاستلاف,, فهو يستلف من أخيه وقريبه وابن عمه وجاره وزميله في المكتب ومطوَّع المسجد والمؤذن وفراش المسجد,, فهو مشهور بين الناس وزملائه واصدقائه بأنه أشهر متسلف,, ولذلك,, يخشى الجميع الاحتكاك به ويتهربون منه,, بل ويشتهر أحد الموظفين في مكتب أو شركة بأنه شخص صاحب أسلاف,, كما يشتهر وسط العائلة أو بين الجيران,, وهناك من يحمل لقب سلِّفني .
** وهناك أشخاص لايمكن أن يستلف حتى لومات جوعاً,, لأنه يعتقد أن ذلك تصرف معيب,, وأن شهامته تحول دون إضعاف نفسه لتلك الدرجة المخجلة.
** ولست هنا والكلام موجه لفرقة سلفني لست هنا بصدد تحريض الناس على عدم تقديم سلفة لمن يستحقها,, لأن هناك أشخاصاً أخياراً ومشهورين بالتعقل,, ومن المستحسن قضاء حاجاتهم ومساعدتهم,, وفي هذا,, أجر وتعاون وتعاضد وتكاتف,, ولكني أقول: احفظ فلوسك عن أولئك النصابين المتلاعبين المتحايلين,, الذين هاجسهم امتصاص هذا وذاك,, والأخذ من هذا وذاك,, بل إن هناك أشخاصاً يحرجون أنفسهم ويأخذون فوق حاجتهم وفوق طاقتهم,, ولايعترف بمبدأ مد رجليك قد لحافك فقد تجد وما أكثرهم ,, تجد أحدهم يشيد فيلا تكلف أكثر من مليوني ريال,, وراتبه الشهري خمسة آلاف ريال,, وكلها قائمة على الأسلاف والاستلاف والتقسيط والديون,, وبعد سنة أو سنتين من بدء مشوار البناء والاستلاف والديون,, يدخل في مرحلة حرجة جداً من المشاكل,, فيضطر وسط ضغوط هؤلاء ومطالباتهم,, إلى بيع بيته,, وقد يبيعه بنصف التكلفة,, فيرزح تحت وطأة دين قدره حوالي المليون,, ليس له أدنى مقابل على الاطلاق,.
** وعندها,, تبدأ المشاكل والخلافات والشكاوى والحقوق والمحكمة,, ويدخل في دوامة طويلة عريضة من النزاعات والضيق والكآبة,, وتدمر حياته وتفسد صفوها بسبب شراهته في الإنفاق,, وبسبب أنه مَد رجليه أكثر من لحافِه أو كما يقول العوام كبَّر اللقمه وغَص .
**انني أعرف نزاعات بين الأقرباء وسببها السلف,, وأعرف خلافات وقطاعية بين بعض الارحام وسببها السلف,.
** وأعرف مشادات حصلت بين زملاء وأصدقاء بسبب السلف أيضاً,.
**السلف,, يبدأ مودة ومحبة وابتسامة و حنِّيَّه وأخوة,, وينتهي بصك شرعي وسجن وقطاعة إلى الأبد,.
* وهناك بعض المتسلفين من اراح نفسه وقال جحِيد وأمر بعيد وجحد المبلغ,, لأن المسلِّف المسكين وثق به وأعطاه المبلغ دون أن يأخذ عليه سنداً أو شهوداً,, ودون أن يملك أي ورقة تدينه وتوقفه عند حده,, ولهذا,, لجأ إلى الاسلوب الأسهل وهو الجحود,, وما أكثر هؤلاء .
** في هذا الزمن فسَّد المسيء على المستقيم,, وشوه الشرير الخبيث أي ثقة في أي إنسان مهما كان,, وهل على الطَّيِّب وَسِم حتى يُعرف المستقيم من النَّصاب المخادع؟!
** هذه,, هي الاسلاف,, وحول الدراهم,, والحلال,, والاسلاف قال الشاعر الشعبي:
وين أنت يا لا يوم أقول إيه
أمس حلالي بيدي واليوم أتاليه

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved