أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 5th October,2000العدد:10234الطبعةالاولـيالخميس 8 ,رجب 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
توقفوا عن عرض خدماتكم !!
نجلاء أحمد السويل
من الصعب جداً ان تلقن فرداً ما كيف يحتفظ بحدوده وحواجزه وألا يتجاوزها والأصعب عندما تتعرض إلى موقف معين وتحتاج ان توضح لذلك الفرد بأنك تتضايق من تعديه واجتيازه لحدوده غازياً إلى عالمك الذي تريد وحدك أن تحتفظ بكينونته وزواياه خاصة تلك الزوايا التي لا يحق لمن حولك اجتياحها,, ولكن ترى ما هي طبيعة شخصية هؤلاء الأفراد بل ما هو هدفهم من البحث خلفك والتقصي في ميدان حياتك,, وقد لا يكون مثل هذا السلوك نادراً أو قليلاً في مجتمعنا بل هو من الظواهر الاجتماعية التي تبلورت وتكتلت وأعدت الآن لتكون بصمة لمجموعات من الناس يعيشون بيننا وفي داخل محيطنا لدرجة ان هؤلاء أصبحوا يشكلون في احيان كثيرة حالات من الضغط النفسي على من يتدخلون في شؤونهم وحياتهم لأنهم في الحقيقة يشعرونهم بأنهم مراقبون في أمور لا يتوجب وليس من حقهم مراقبتهم فيها!!
ولو وجهنا الاهتمام قليلاً إلى هذا المجال فإننا سنجد بأن الأسرة هي النواة التي تتوجه عليها الأنظار من كل جانب وتلقى الضغط من كل جهة خاصة إذا كان افراد هذه الاسرة لطيفين لبقين لا يحاولون تجريح من يحشر ذاته في خصوصياتهم الداخلية.
فمثلاً يأتي المتطفلون من الخارج ليضغطوا على المرأة بالانجاب مثلا وهي حاليا لديها ظروف معينة خاصة بها تمسها أو أن يضغطوا عليها بتغيير منزلها لأنه لا يتسع لها وأطفالها أو أن يقنعوها باكمال دراستها أو نقل أبنائها من المدرسة (؟) إلى المدرسة(؟) أو تحويل بناتها من الجامعة(؟) إلى(؟) أو تزويجهن مثلا وغير ذلك من الكثير من الأحدث والمواقف التي أحياناً قد لا ترضي أفراد الاسرة نفسها ولكنهم في النهاية يصمتون ويسكتون ويخضعون كنوع من المحاولة ولكن في المقابل فإن من أمامهم لا يدرك معنى هذه المحاولة لأنه يحتاج إلى جرس رنان يجعله يتنبه بأن ما يفعل خطأ وأن هذا الضغط النفسي إنما يدمر ولا يساعد أفراد هذه الأسرة لهذا فإن عملية عرض الخدمات والاقتراحات الفضولية في مجتمعنا تظل أمراً منتشراً وهو ليس من باب فعل الخير كما يظن البعض بل هو من باب هدم النفسيات وتركيب الاحباط للأفراد لأن هؤلاء الأفراد كما ذكرت إنما يستمعون لهم فقط ولكن دون أن يكونوا راضين عن تلك الاقتراحات (الخيرة).
إذاً ما هي نوعيات تلك الشخصيات الفضولية؟!
هل هي متبلدة!! أم هل وعيها أصلاً قاصر؟!
أم هل هي تحقق ذاتها عن طريق فرض سلطتها وسيطرتها على غيرها!!
كثير من الأفراد يرجعون هذا السلوك السلبي للفراغ ولكن في الحقيقة الفراغ ليس إلا حجة ولكن يظل الأساس هو تمركز الدافع الفضولي بدليل ان من هؤلاء من هو في قمة الانشغال ويزيد انشغاله هذا بانشغاله أيضاً في حياة الناس وخصوصياتهم,,, فهل يستيقظ هؤلاء؟!
والله ولي التوفيق

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved