أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th October,2000العدد:10237الطبعةالاولـيالأحد 11 ,رجب 1421

الاقتصادية

إنسان وقانون
محمد الدويش
دكتور ولكنه عامل
حين تطلق كلمة (عامل) يتبادر إلى الذهن في المفهوم الشعبي العامل البسيط الذي يمتهن عملا ينظر إليه اجتماعيا بدونية كالحرف والمهن العادية, ولم يكن هذا هو المفهوم السائد في المجتمع العربي فالعامل من العمل على وزن فاعل أي كل من يقوم بالعمل أيا كان نوعه, وكانت هذه الكلمة تطلق على الوالي الذي يعينه امير المؤمنين أو خليفة المسلمين لتولي أمر أقليم أو ناحية فكان يقال: عامله على البصرة وعامله على الكوفة.
ولا زال هذا الاستخدام قائما في المغرب العربي.
أما المفهوم القانوني لكلمة عامل فهو من ينطبق عليه قانون العمل وذلك حين تكون العلاقة التي تربطه بالعمل علاقة تعاقدية عمالية والعلاقة العمالية هي التي تربط بين عامل وصاحب عمل وتقوم على التبعية الإدارية والإشرافية.
وصاحب العمل قد يكون فردا أو مؤسسة أو شركة أو حكومة.
إذاً فإن ما هو شائع بين العامة من أن العامل هو صاحب المهنة البسيطة غير صحيح فالطبيب في مستشفى خاص هو عامل وكذلك المهندس والمحامي بل إن الصحفي المتفرغ في المؤسسات الصحفية هو عامل أيضا.
وإذا كان الاستعمال الشائع الخاطئ لمفهوم الكلمة في وقت غابر مضى يوم كان مدرج كرة يهتف ضد أحد اللاعبين : ولد الخياطة (,,,) حيث يعيرونه بمهنة أمه ويعيبون عليها أن تعمل خياطة أقول: إذا كان هذا مبررا بالجهل وقلة الوعي فكيف نبرر اليوم ونحن نحفز شبابنا على العمل في سائر الأعمال الشريفة مهما كانت بسيطة أن يقلل صحفي أو مثقف من شأن مهنة كالحلاقة مثلا؟
إن الأعمال البسيطة ذات أهمية كبيرة في حياتنا اليومية لا يدركها إلا من احتاج إليها وعانى من فقدها ولك أن تتخيل أكداس الزبالة امام منزلك لأن من يقوم بنقلها توقف عن العمل ولماذا أدعوك للتخيل وقد عاش أهالي الرياض التجربة في العام الماضي حين توقف نقل الزبالة أياما معدودة فقد اضطر صاحب كل منزل إلى نقل زبالة منزله في سيارته لوضعها في الحاويات الكبيرة ولم يتنفس الناس الصعداء إلا بعد أن استأنف العمال العمل.
أما الحلاق الذي يسخر منه البعض فإن الجميع يحتاجون إليه ويسلمون هاماتهم له, وهكذا فإننا لا نستطيع أن نحتقر أي مهنة فإن لكل منها لو فكرنا قليلا أهميتها الحياتية والاجتماعية والأمر ليس كذلك وحسب ولكنه يمثل استهتارا بالعمل الشريف الذي أباحه الله سبحانه وتعالى لعباده فكيف نحرم على الناس ما أباحه لهم ربهم، وكيف نعيب عليهم ما يسرهم الله له ويسره لهم وكل ميسر لما خلق له فيه رزقه ورزق أولاده؟
لقد ولت الجهالة والبداوة إلى غير رجعة ولم يعد هناك عمل شريف وآخر وضيع وإنما هناك عمل جائز وآخر محرم فاتقوا الله يامن تجلدون عباده بالعيب القبلي والأسري فإن وطننا بحاجة إلى كل شريف يمارس عملا شريفا سواء كان خياطا أو حلاقا او جزارا او غيرها من الأعمال وان العيب كل العيب في التسول وسكب ماء الوجه وليس في العمل المباح.
** مظاهرة طلابية قامت في إحدى الجامعات الخليجية تضامنا مع شهداء انتفاضة الأقصى تنافست فيها الطالبات على البنطلون الضيق والصدر المفتوح والشعر المنثور وكأنهن في حفلة أزياء فلا حول ولا قوة إلا بالله.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved