أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 9th October,2000العدد:10238الطبعةالاولـيالأثنين 12 ,رجب 1421

محليــات

مستعجل
إصدارات الجهات الحكومية والهيئات,,!!
عبد الرحمن سعد السماري
** اتجاه أكثر,, بل جميع الدوائر والهيئات والمؤسسات الى الجانب الاعلامي ورصد ميزانيات ضخمة له,, هل هو أمر ايجابي؟ ولماذا كل هذه الالتفاتة وفي هذا الوقت بالذات للإصدارات والحديث عن النفس؟
** هل كان ذلك الاتجاه الاعلامي (الشره) ناتج عن دراسات وتخطيط وصل الى مسلمة تقول: ضرورة اصدار مطبوعة أو مطبوعات؟
** أم أن المسألة مسألة (مغَاير) بين هذه وتلك,, وهؤلاء أصدروا ونحن سنصدر وهكذا؟
** أم ان المسألة ,, مسألة (عملنا وقلنا وسوِّينا وحطينا وشلنا) وتضخيم للذات بشكل ممجوج؟
** أم أن المسألة أيضاً,, مسألة مصلحة ومصالح ومفيد ومستفيد,, وأناس صوروا هذه الضرورة وطالبوا بضرورة الاسراع بهذا الاصدار من أجل (الكعكة)؟
** يبدو لي ,, أن كل ذلك مجتمعاً,, مضافة إليه أمور أخرى لن نذكرها الآن ولكن,, ألا تلاحظون تعاظم هذا الاتجاه وتزايده,, حتى غصت الاسواق وعجزت المطابع وامتلأت البيوت والمحلات و(الزبائل) بأطنان الأوراق؟
** وليتهم يكتفون بأي نوع من الورق,, وبأي صنف طباعي,, وبأي حضور إعلامي,, بل لابد أن يكون الورق كوشيه لامع (250ملم) وفوق أنه لامع شديد اللمعان,, فهم يطلبون فوق ذلك (سلفنته) وليتهم يسلفنون الأغلفة فقط,, بل يسلفنون حتى الورق الداخلي,, وهكذا من الشراهة في الانفاق وهدر المال,, ولو سألت احدى الجهات أو احدى الدوائر عن السيولة لديهم لكشَّر ووضع ظفره على ضرسه وقال: (ولا هللة في الصندوق) أما الهدر على (الكلام والخرط الفاضي) فالصندوق قادر على البذل بشراهة وسخاء,, يعني (مثل اللي انتم خابرين),, المسألة كلها (خرَق).
** فهم يغدقون على أسرة التحرير,, ويغدقون على القسم الفني,, ويغدقون على الطباعة,, ويوظفون مجموعة التحرير,, والمضحك,, فوق ذلك,, ان المهمة تسند إلى دار (متخصصة) في المجال الاعلامي (كمبليت على المفتاح) بمعنى,, ان هذه الدار,, تسلم لهم المجلة كاملة,, إعداداً ,, وإخراجاً,, وطباعة,, وتوزيعاً,, وهم يتعاملون معها كقراء,, ومع ذلك فللمطبوعة رئيس تحرير (كفو!!) ومدير تحرير (ونعم!!),, وكادر تحرير (عاشَوا) لهم رواتب باهظة,, ولا أدري ما هي مهمتهم ,, ولا ماذا يعملون,, ولا لماذا يكافأون,, ما دام الأمر كله مسند لدار أخرى والعمل (تسليم مفتاح؟!!)
** ثم,, ما الفائدة من هذا العمل,, وما جدواه اذا لم يكن ناطقا باسم الجهة نفسها ويعكس نبضها وما يدور في داخلها سلبا أو ايجابا؟!
** ما الفائدة من هذا الهدر و(الهذر) اذا لم يكن مصنوعا ومطبوخا داخل الجهة نفسها,, ونابضا بحركتها؟
** لقد (طارت) أسعار الورق بشكل مخيف,, وليت المطابع عندما استفادت,, استفاد شبابنا,, بل ان جميع العاملين في مطابعنا,, هم من الاجانب,, بل يشكل الاجانب في اكثر المطابع نسبة (100%) ان لم يكن (150%) مع ان العملية سهلة لا تتطلب عبقريات ومهارات متقدمة,, بل هي تجميع وتجليد يدوي ,, بل ان اكثر فنيي المطابع العاملين فيها الآن من الاجانب ,, جاؤوا عمالاً وسائقين وموزعين,, ومع ذلك ,, تعلموا من خلال شهر أو شهرين وصاروا فنيين مهرة وبرواتب عالية,, وشبابنا عاطل,, لأنه يبحث عن وظيفة (مدير أول) و(مدير عام) ,, ويبحث عن الجوال واللكزس و(النشا) والتشخيص والترزز,.
** أعود وأقول: ما الفائدة من هذه الاصدارات ما دام الصانع والطابخ والمعد والمنفذ ليس أنت؟!
** انه كمن يستعير شخصا يكتب له قصيدة,, بل انهم اشبه بالذين يشترون القصائد!
** إنهم أشبه بذلك الذي (يؤجر) شخصا يعد له بحثا او دراسة وهو لا يعرف عنها اي شيء سوى وضع اسمه عليها فقط بعد الطباعة,,!!
** ثم إن هذه الدور الاعلامية,, القديمة والجديدة,, التي ملأت شوارعنا (ولي معها وقفة أخرى) ,, ليست أيضا مؤهلة بكوادر ولا قادرة على خوض هذه المغامرات,, لكنها أرزاق,, وعطايا,, ومنح,, والله هو الرازق,,!!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved