أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th October,2000العدد:10240الطبعةالاولـيالاربعاء 14 ,رجب 1421

مقـالات

الله أكبر يا إسرائيل,, مجدل شمس تغازل العرب بعيون جميلة
فهد العتيق
* هل تظن اسرائيل انها القت القبض على كامل الشعب الفلسطيني بعد ان ارغمت الدول الاستعمارية العرب، على الجلوس مع اسرائيل، على طاولة واحدة في مدريد، قبل نحو عشر سنوات ومن اجل سلام غير حقيقي؟!
وهل تظن اسرائيل انها اصبحت شرطي المنطقة الذي ينهي ويأمر بعد ان امتلكت القنابل النووية؟ ألم تسمع عن الاسلحة المقاربة لها في باكستان وايران والعراق مثلا ؟
وخلفها ارادة اكثر من مئتي مليون عربي وليس فقط ثلاثة ملايين صهيوني؟
كل المؤشرات منذ مدريد وحتى الآن تؤكد ان جنرالات اسرائيل يخامرهم الشعور الآن انهم المسؤولون عن كامل منطقة الشرق الاوسط، بدءاً من الاراضي الفلسطينية المحتلة ومروراً بالدول العربية المحيطة التي تراقب اسرائيل كل التحركات داخلها ثانية بثانية.
لكن ربما لايعرف جنرالات اسرائيل ومن خلفهم والدتهم أمريكا، ان ماقدمه الشعب الفلسطيني في الايام القلائل الماضية ليس سوى قطرة صغيرة مما يريد الشعب العربي الكبير ان يقدمه، في سبيل ان يحول ورق الاستسلام الى مجرد ذكرى عابرة، فحين اطلق جنود الاحتلال الصهيوني النار فتح شباب فلسطين الاعزل من السلاح صدورهم مرحبين بالموت ليس في سبيل المسجد الاقصى فقط وهو جوهر القضية ولكن ايضاً في سبيل كرامتم وفي سبيل تاريخهم النضالي الطويل وفي سبيل حقوقهم المهدرة.
وإذا كان بعض القادة العرب قد هادنوا اسرائيل بسبب وقوف القوى الاستعمارية الكبرى معها، وخضعوا لعمليات السلاح غير المتكافئة فإن الشعوب العربية لا تعرف المهادنة ولا تعرف الخضوع، فها هي الشوارع العربية والجامعات العربية والاسلامية ايضاً ترد صدى النضال وتطالب باستمرار الانتفاضة من اجل بطولة الموقف ومن اجل كرامة الامة, ليس هناك مواطن عربي يقبل بصورة جنود صهاينة يطلقون النار على شباب فلسطين سلاحهم الحجارة فقط وكل ساعة يسقط قتيل او جريح، وكأنهم يقنصون ارانب تائهة في غابة!! فهل هذه نتيجة السلاح الذي دشنوه قبل عشر سنوات، ورفضناه في ذلك الوقت لأنه سلاح غير متكافئ وغير حقيقي، ورضي به عرب آخرون لانهم يفتقدون للرؤية المستقبلية، هل هذه نتيجة السلام بعد عشر سنوات، ام ان اللعبة بدأت تفضح نفسها امام الملأ, وامام بالذات بعض الدول الغربية مثل فنزويلا التي وقفت لدقائق حداداً على شهداء فلسطين فيما لا يزال العرب يشجبون فقط وكأن مهمتهم السياسية في هذه الحياة هي الشجب دون محاولة التساؤل عن كيفية اخرى للمواجهة مع هذه العصابة التي تعرف اهمية وتاريخية هذه المنطقة وتعرف ان جوهر هذه المنطقة هو القدس الشريف، وهو بأي حال جوهر الحرب والسلام في هذه المنطقة، لهذا يحاول اليهود الآن عن طريق عملية السلام اقتسام الاشراف على القدس الشريف بين العرب واليهود وهي طبقاً تعتبر خطوة بالنسبة لهم لامتلاك القدس الشريف مستقبلاً، مثلما قضموا الاراضي العربية قطعة قطعة على مدى 50 عاماً.
ولا اظن ان هناك مجالاً للإفاضة في هذا الموضوع الذي يدرك تفاصيله المواطن العربي الواعي ويرفض هذه التفاصيل المواطن العربي النبيل الذي يعرف ان الاستسلام خيانة وليس حلاً لقضية كل أبعادها التاريخية تقول انها جريمة منظمة وشواهدها كثيرة منذ اكثر من نصف قرن بل ابعد من ذلك عندما غزا المغول بغداد واحرقوها، ثم بعد ذلك 9 حروب بين المسلمين والروم على المسجد الاقصى، ثم 5 حروب اخرى في العصر الحديث وكلها جوهرها المسجد الاقصى وثروة هذه المنطقة الاستراتيجية.
بقي القول ان العنوان الله اكبر يا اسرائيل هذه لسيدة فلسطينية دخلت الكاميرا بيتها لتعزيها في ابنها الشهيد فلم تجد عبارة اعمق من هذه العبارة، قالت وهي تنظر الى السماء بعيون ابنها الشهيد الله اكبر يا اسرائيل وهذا ما استطاعت قوله في ظل غياب كل العرب عن هذه المهزلة الفاضحة والجارحة لقلوبنا الى يوم الدين.
من جهة اخرى غازلت مجدل شمس كل العرب بعيون جميلة، عندما خرجت هذه القرية الرابضة في احضان اليهود بالجولان الى الشوارع تحمل لافتات: أين حقوق الانسان يا امريكا ثم احرقت العلمين الامريكي والاسرائيلي ورفعت شعارات مطالبة بالجهاد وطالبت باستمرار الانتفاضة حتى ينقشع هذا الليل الطويل، ومع مجدل شمس خرجت الكثير من الجامعات العربية وكثير من شوارع المدن العربية في تظاهرات تطرح أسئلة جوهرية عن عملية السلام وعن حقوق الانسان وعن,,.
نأمل استمرار انتفاضة العز والكرامة,, وقديماً قيل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة أليس كذلك؟!!
ونظل نكرر مع أم الشهيد: الله أكبر يا اسرائيل حتى ينقشع ليل العرب ويعود الحق إلى نصابه.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved