أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th October,2000العدد:10240الطبعةالاولـيالاربعاء 14 ,رجب 1421

محليــات

لما هو آتٍ
في حضرة الذات
د, خيرية إبراهيم السقاف
تلك الجمجمة تتفتت,,.
فهل تفتتت معها الذات؟!
وذلك الصدر يتمزق,,.
فهل معه تمزقت الذات؟!
تلك الدماء تقطر,,, تقطر,,, تنتهي,,, تجف العروق والشرايين,,.
تتجمد الدماء طبقة لزجة لامعة فوق سطح الأرض,,, ما تلبث أن تدكن وتنتن,,.
سر الحياة في العروق,,, تصعد عنها روائح لا تحتملها الأنوف,,,، في شكل لا يسر العيون,,.
فهل تتجمد الذات؟! وهل تجف الذات؟! وهل تنتن الذات؟! وهل تُرسِلُ روائح لا تسر الذاتُ؟!,,.
ذلك الحد بين ماهية ملموسة تتحرك فوق الأرض,,, تُمثِّل رمز الحركة فيها الإنسان وبين ماهية غير ملموسة تتحرك في فضاء غير مرئي، ولا يخضع لأي مجهر راصد، تُمثِّل الفعل الحقيقي لوجود الإنسان,,.
فالإنسان يتوارى خلف هذه الماهية الملموسة الحركية التي تتفتت، وتتمزق، وتنبجس عروقها وشرايينها وأوردتها بالدماء، وتسيل دماؤها وما تلبث أن تجف,,, وتصرخ!!
أما الإنسان الذات فهو لا يموت، لا يجف، لا ينتن، لا يصرخ رائحة نفاذة، ولا صوتاً خارقاً,,,، ولا حركةً مَرِحَةً، ولا يقطر,,, فينتهي,,.
في حضرة الذات,,.
تكون مهابة الوجود,,.
وفي حضرة الذات,,.
يكون جلال الإحساس بسطوة الحقيقة،,,.
وفي حضرة الذات,,.
تتصاغر الذات,,, ولكن أي ذات؟!
الذات يقظةٌ، أو نائمةٌ,,, أو بين اليقظة والنوم,,.
والذات اليقظة تعي، والنائمة لا تعي، وما بينهما تيه في مدى يتجاذبه الطرفان، وللوعي بواعثه,,,، وحوافزه، بل دعائمه وأبنيته,,.
والذات الواعية مطهَّرة،,,.
فإن فُقدت البواعث، وقلَّت الحوافز، هوى بناؤها، وقصُرت دعائمه,,.
ولا تطهر ذاتٌ في حضور الغياب للباعث والحافز،
ولا تنجو من عدم التطهر ذاتٌ يتجاذبها طرفا الوعي وعدمه!!
والأمثلة حاضرة على كفوف الزمن الناهض بين أيدينا,,.
فالأجساد التي تسقط بالرصاص,,.
والجماجم التي تُفتت بالحجارة,,, وكعوب البنادق,,, وترسانات الجدران,,.
والصدور التي تُمزق بالسلاح,,.
والبطون التي تُبقر بأطراف المديَّات,,.
هي ماهية الذوات الملموسة التي تفعل فيها الماديات الهتك، والتمزيق، والتفتيت وهدر الدماء وتجفيف العروق، وفقد الأسماع والأبصار، وإلجام الأفواه,,, وكتم الأصوات,,, لكن,,,؟!
كيف وليس وأين هي الذوات التي لا ماهية لها,,, تلك الطاهرة التي تنبثق عن يقظة، تكون في وعي، لا تنام، حوافزها حاضرةٌ، ودعائمها قائمةٌ؟!
تلك هي معضلة الفقد الأكبر,,.
في الزمن الأصغر,,.
في الدرب الأقصر,,.
وغداً,,.
كيف هي مواجهة الذوات في ملكوت الطُّهر؟,,, حين تواجه الذوات بعضها,,.
وتسفر الأوجه الملموسة لها؟!,,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved