أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th October,2000العدد:10240الطبعةالاولـيالاربعاء 14 ,رجب 1421

محليــات

مستعجل
الوكالات الإعلامية,,!
عبدالرحمن بن سعد السماري
استكمالاً لموضوعنا السابق المتعلق بالدوائر الحكومية وشراهة الاصدارات والتسابق المحموم حول هذه الاصدارات,, وذلك الكم الهائل من المطبوعات التي تُجمع في النهاية بالشِّيول يحسن هنا,, أن نتحدث عن جزئية مهمة,, بل هي رئيسية في الموضوع وهي المتعلقة بالوكالات الاعلامية المصدرة لهذا النوع من الاصدارات.
فالملاحظ خلال ثلاث السنوات الماضية,, ان كل اثنين من الصحفيين وضعوا لهم وكالة إعلامية ,, وهذا يذكرنا بما عملوه خلال السنوات الماضية قبل عشر سنوات أو أكثر قليلاً ,, عندما قام كل صحفي بإنشاء وكالة إعلان وظن أن وكالته تلك,, سيلمع نجمها,, وستستحوذ على السوق الاعلاني,, ليس المحلي ولا الخليجي ولا العربي ولا الشرق أوسطي,, بل كان يطمح للسوق العالمي كله,, وبعد بضعة أشهر من افتتاح هذه الوكالة,, ماتت في مهدها وتبخر الحلم وأغلقت عشرات الوكالات الاعلانية,, وكأن شيئاً لم يكن,, بل ان بعضهم تعرض لإفلاسات وخسائر تأسيس,,وجلس عدة أشهر يسدد ديونه,, وبعضهم هرب بديونه,, بل ان بعضهم مع الاسف دخل السجن بسبب الديون والدَّيَّانة ومطارداتهم.
اليوم,, عادت هذه الوكالات مرة أخرى,, لكنها اليوم,, وكالات إعلامية في الاعلام المتخصص .
وأصبح كل صحفي أو كل اثنين او ثلاثة,, أو على طريقة القَطَّه اصبح لديهم وكالة إعلامية,, وكل أكاديمي في الإعلام أو كل اثنين على الأقل,, لديهم وكالة اعلامية,, وانتشر هؤلاء في الدوائر والمؤسسات والشركات,, يشجعون على التوجه للصناعة الاعلامية واصدار النشرات والكتب والكتيبات وسائر أصناف الاصدارات,, وصاروا يقدمون أفكاراً من أجل دعاية إعلامية أشمل وأوسع لهذه الدائرة أو تلك,, كما يقدمون طروحات وعروضاً مغرية تجعل بعض الجوعى للإعلام يوافق بدون تردد,, ويقبل بكل عرض وبكل طرح,, ويسرف في الصرف على الناحية الاعلامية,, وكأن العمل والإنتاج والانجاز بضاعة تحتاج الى إعلان,, وهنا,, لا أقلل من قيمة الإعلام وأهميته ولكن ليس بهذا الشكل التجاري البحت .
وبالفعل,, حصل هؤلاء على مرادهم,, ودخلوا في تجارة إعلامية,, بل ان بعض الجهات ودور النشر السابقة,, تحولت الى وكالات اعلامية,, ودخلت في اللعبة وعلى طريقة مع الخيل ياشقرا مع انه لا علاقة لها بالشغلة نهائياً وليست لا في العير ولا في النفير لكنها حصلت على الكعكة,, ودخلت في مزادات الاعلام والاصدارات الدوائرية .
ومشكلة بعض الجهات,, أنها تورطت بهذه الاصدارات,, كيف توزع,, وكيف تباع,, وفعلاً,, طرحت للبيع,, ولكن اين المشتري,, أين من سيشتري كل يوم مائة مطبوعة من جريدة ومجلة ونشرة واصدار؟!,, فصار الرجيع بالكوم، والأكداس,, وصار التعامل معه بالشِّيوَل والجرافات,, وطار سعر الورق اللميع الكوشيه واصبح الطن بستة آلاف بدل الألف,, واسترزق الاجانب الذين قالوا انهم فنيو مونتاج واخراج وفرز الوان وكمبيوتر وتصميم مع ان اكثرهم لايعرف أي شيء عن ذلك,, والقلة القليلة الذين يجيدون الصنعة,, تعلموا هنا,, وليت ابناءنا هم الذين استفادوا من هذه الأموال المهدرة في هذه الاصدارات التي لا لزوم لأكثرها.
والمشكلة الاخرى,, ان هذه الوكالات الاعلامية,, جميع العاملين فيها,, من فنيين ومحررين وعمال وموظفين كلهم اجانب ايضاً,, وليس هناك سعودي واحد سوى اصحاب السعادة المالكين,, الذين يكتفون بمجرد الحضور مرة في الاسبوع او في الشهر,, وبمجرد التنظير والتسويق هنا وهناك.
هناك اشياء اخرى حول هذه الوكالات لعلنا نذكرها في حلقة او حلقات أخرى,, ولكن في الجملة,, هي ظاهرة حضارية ولكن,, يجب ان ترشد,, وان تعمل في المسار الصحيح.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved