أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th October,2000العدد:10241الطبعةالاولـيالخميس 15 ,رجب 1421

فنون تشكيلية

تلميحة
رسمها الصهاينة برصاصهم الغادر
مقتل رامي لوحة تشكيلية بلون الدم الفلسطيني توثق الحق السليب
محمد المنيف
في كل نشرة اخبارية يسبقها شارة تعرض لحظة مقتل الطفل الفلسطيني رامي الدرة أتذكر فيها دور المشهد البصري بكل وسائله ومبدعيه, الفنان التشكيلي، ورسام الكريكاتير، والمصور الفوتوغرافي، وتبرز أمامي كل إبداعات الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي الذي أحال ريشته إلى بندقية تجاه العدو الصهيوني فقتلوه وقتلوا معه حنظلة الشاهد الذي يدير لهم ظهره غير مبال بما سيصيبه من تهديد اوغدر كما يقتلون كل مجاهد من أجل القدس وأجل فلسطين الجريحة.
مشهد مقتل رامي الدرة لم يصوره الفنان المبدع بقدر ما سجله عبر عدسته كشاهد لا يمكن تكذيبه إذ ان من صوره وجسده على الواقع هي أيدي الجنود اليهود برصاصهم ولونوها بدماء طاهرة مجاهدة دون علم ان تلك الرصاصة بمثابة عود الثقاب الذي أشعل البارود العربي في كل بيت ومدينة، اليوم ككل يوم يقتلون رامي وقبله ألف رامي وجها لوجه لأنه أعزل دون علم ان مقتله صوت مدوٍ في ضمير الأمة وبصمة سوداء في صفحات تاريخ الكيان الصهيوني الملطخ بالدماء البريئة من شعب الأرض المحتلة.
قال لي صديق أبكاه المشهد أين الفن التشكيلي من هذا الحدث, تذكرت لحظتها لوحة للفنان بيكاسو تصور آثار الدماء نتيجة القصف الألماني على قرية الجرنيكا الاسبانية وإجابته على سؤال لأحد القادة الألمان عندما سئل من فعل هذه اللوحة قال أنتم، وتذكرت كيف منعت لوحات في معرض عالمي لفنانين من سراييفو كشفوا من خلالها ما لم تكشفه كاميرات المصورين أو أقلام الصحفيين تمثل الاعتداءات البشعة من الصرب على الفتيات البوسنيات كانت بمثابة الرصاصة القاتلة للرأي العام العالمي لو تم عرضها، وتذكرت ما مر بنا في تاريخ الفن من أعمال الفنانين أمثال جويا والفنان بوسين والفنان ديلا كروا والفنان روبتر وإنتاجهم لأعمال تاريخية تكشف مآسي الحروب الأهلية وغيرها تجاه الإنسان ولن ننسى ما أبدعه الفنانون الفلسطينيون خاصة والفنانون العرب عن القضية ونشر إبداعهم عبر العالم ولم ننس ما أبدعه الفنانون السعوديون من طلبة معهد التربية الفنية عام 1408ه من أعمال عن القضية لحظة قيام ثورة الحجارة وجعل ريع المعرض لدعم الانتفاضة.
نعم فالفرشاة والألوان والرسم الكاريكاتوري والصورة الفوتوغرافية وسائل جهاد في عصر أصبح فيه الإبداع البصري سلاحاً فتاكاً وشاهداً لا يمكن تكذيبه ومن هنا أجد أن الوقت مناسب لمساهمة الفنانين التشكيليين بالتعبير عن موقفهم عربيا في معرض تتبناه جامعة الدول العربية لعله يعيد نشاط اتحاد الفنانين التشكيليين العرب وان لم تتحقق هذه الرغبة الشاملة فليكن للفن الخليجي دور فاعل ومعبر عن مشاعر تتأجج في النفوس وأصبح للمبدعين واجب وطني ينتظر تحركهم وحضورهم بجانب القصيدة والمقالة.
لماذا لا تكون الدعوة سعودية التفاعل كما هو واقع الوطن قيادة وشعباً قلبا وقالبا مع أبطال الانتفاضة ويقام معرض عن الحدث وعن البطولة.
هل نسمع الدعوة والتفعيل قريبا من الشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب كما هي عادتها في مثل هذه المواقف ودعمها جازما ان كل فنان تشكيلي سعودي يحمل في وجدانه فكرة لوحة تعبر عن الحدث لتقديمه للتاريخ.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved