أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th October,2000العدد:10241الطبعةالاولـيالخميس 15 ,رجب 1421

مقـالات

ضحى الغد
السلام وهمٌ الانتفاضة واقع!
عبدالكريم بن صالح الطويان
* اختفت من الشاشة وجوه المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين، واختفت ابتساماتهم وحقائبهم وتصريحاتهم، وظهرت على الساحة صور الشبان الذين يقذفون الحجارة، عودة الى السلاح الوحيد الذي تملكه الانتفاضة ورجماً لأطول وأملِّ مفاوضات في التاريخ تنظم لعقد مشروع سلام بين طرفين متحاربين، لقد استغرقت عشر سنوات في علنيتها, اما في مرحلتها السرية فلا نعرف تحديداً، وخلال علنيتها كان العالم يتابع اخبارها يومياً، حيث قسمت الارض بنسبة مئوية، واصبح التفاوض على ثلاثة بالمئة، وواحد ونصف بالمئة، مما يعني أننا بحاجة الى الاستفادة من خبرات مفاوضين هنود تعلموا كيف يدفنون اجسامهم ولايخرجون رؤوسهم لأيام ويسجنون انفسهم مع الثعابين لأيام ويمشون على الجمر ويمارسون الصبر مع اليوغا ولم نملك امكانيات هندية كهذه، وفي النهاية التفّت شروط السلام الاسرائيلية على حريات الفلسطينيين حتى لم تستبقِ لهم شيئاً كما التفّت المستوطنات على القدس الشريف فلم تترك سوى باحة الاقصى وقبته!
وفي خاتمة هذه المفاوضات السرمدية اقتحم شارون بجنوده الحرم القدسي الشريف فحطم الحل السياسي برّمته وقلب طاولة المفاوضات! فانتفض الفلسطيني العربي المسلم الأبي الذي لايقبل الإهانة والصَغار، وعاد الى الحجر يستنطقه احتجاجاً على هذه المماطلة والتسويف فلم يعد لديه شيء يعطيه للسلام، حتى ميثاق منظمة التحرير، غير بنوده لصالح السلام ولكن اسرائيل تريد ان تفاوضه على شروط تحكم قيامه ونومه وخروجه من بيته، وتفتيش حقائبه، ومراقبة هاتفه، ومعرفة ما يجري له داخل غرفة نومه حتى تضمن أمنها وتطمئن على سلامة وجودها من هذا الجار الفلسطيني الذي يوشك ان ينقضّ عليها فيدمرها!
شارون الذي يسعى لامتلاك زمام سلطة اسرائيل، أراد أن يرفع أسهمه لدى الناخب المتدين اليهودي المتعصب الذي يصرُّ على سيادة اسرائيل على القدس، فاقتحم الأقصى ولكن المقدسيين المؤمنين بوعدالله لهم كانوا له بالمرصاد، فرجموه بالحجارة وسالت دماؤهم على بلاط القدس وانسحب الدب الاسرائيلي من المواجهة!
لا يتوقع أحد أن يتنازل باراك عن القدس لصالح العرب، فهو يحكم حكومة منتخبة في نسيجها عصب يهودي توراتي لايقبل التنازل عن القدس.
ولو أبدى باراك مرونة في بند القدس لسقطت حكومته في الحال، هو لا يملك هذه الصلاحية مطلقاً، والعرب المسلمون لا يقبلون سلاماً بدون القدس، وياسر عرفات لا يملك توقيع صلح لا تبسط فيه دولة فلسطين حكمها على القدس! ولو فعل لسقطت حكومته في الحال!
اليهود لن يتركوا القدس بإسلوب المفاوضات أبداً، إذن السلام شبه مستحيل، والذين يحلمون به إنما يحلمون بالعنقاء والخل الوفي!
الانتفاضة على قيود اسرائيل وسلطتها وجبروتها وطغيانها هو الحل الوحيد للتحرر من قبضة العسكر اليهود, الشبان الفلسطينيون الراغبون في الله وبما عند الله، يريدون الشهادة في سبيل الله، يريدون العزة والكرامة في الدنيا والآخرة، هم أبرع السياسيين وهم أصدق المفاوضين، وهم اصحاب الحق والارض والتاريخ والحاضر والمستقبل، دعوهم يتحررون من وهم السلام، وآمال المعبر الآمن ومطار غزة، والدول المانحة، والمنطقة الصناعية، كلها أكاذيب وقمار ودجل تسوقه اسرائيل منذ عشر سنوات وثبت أنها ساحرة تسحر العيون وتقهر الألباب, تعطينا الوعد وتأخذ منا العمر والزمن والقدس وتجرّدنا من كل شيء!
الشبان الفلسطينيون، الذين ينادون: (الله أكبر) هم الساسة الصادقون الذين يدركون بحسهم الفطري ماذا يجب أن يفعلوا، دعوهم يرجموهم بحجارتهم، هؤلاء الذين افسدوا عليهم دنياهم، دعوهم يستعينوا بالله ويصبروا ويواصلوا الكفاح، فالله وعد الصابرين المرابطين المجاهدين بالنصر مهما طال عصر الكفاح والنزال، والمثل من جنوب لبنان، أحدث مثل وهو عبرة للمعتبر: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved