أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th October,2000العدد:10241الطبعةالاولـيالخميس 15 ,رجب 1421

مقـالات

بوح
الاستثناء بدلاً من القاعدة
إبراهيم ناصر الحميدان
اعترف بأننا في حياتنا اليومية وعلاقاتنا الروتينية نكتشف هشاشة الكثير من القواعد التي درجنا عليها أو الأنظمة التي وضعناها وكرسنا لها خبراء ومتخصصين في القانون وربما الشريعة حتى تأتي منسجمة مع مثيلاتها محققة للأهداف الاجتماعية المتوخاة منها على اعتبار أن حكم القانون يفرض ويساوي بين الناس حتى يكون المرجع لكل خلاف وهو وضع لا غبار عليه لأنه في النهاية لا بد من ان نحتكم تحت مظلة ما اتفقنا على جعله أساسا للمساواة بين كافة الناس والطبقات وأن خانه العدل أقول نكتشف، بل نعلنها حربا على نظام لا يتوخى الحالات الاستثنائية والطارئة من خلال الاحتكاك اليومي بالتجربة المعاشة، إذ قد يكون الخطأ في صلب ذلك النظام أو فات على المشروع الانتباه إليه مع أن الانظمة في الغالب منسوخة من أنظمة أخرى سابقة أدخل عليها بعض التعديل من دولة إلى أخرى ونعترف بكل تواضع بأن معظم أنظمتنا ما عدا الشرعية هي مستوردة بالكامل ترجمها بعض الخبراء المستوردين ولهذا اضطررنا إلى إدخال التعديلات المتلاحقة عليها لتصحيحها وتفسيرها, إذن فخصوصيتنا تفرض علينا الكثير من هجر وتجاهل بعض تلك التعليمات عليها انسانيا أو لكونها تمسخ عاداتنا المتوارثة مثل توقير الكبير وتقديم الضعيف والمعاق وكرم الضيافة وعدم تعريض النساء للمهانة والإذلال والمسارعة الى مساعدة المحتاج وترسيخ القيم,, إلخ.
والحاكم يجد نفسه في الكثير من المواقف على خلاف ما اتفقوا عليه نظامياً لأن المواطن لا يحتمل حتى ما تسبب في خطئه أو تجاوزه, سألني أحد القراء مرة: هل تؤمن بالنظام وتطبيقه قلت بحذر أحاول ألا أتجاوزه وطرح علي مشكلة وهي باختصار ان دخله الشهري انهار منه أكثر من نصفه بعد تقاعده فكيف يعوّض هذا الفارق وهو لا يجيد أية مهنة محددة ولا يملك عقاراً أو دخلاً آخر وحتى الأبناء لا يستطيعون بسبب ظروفهم تعويض الكثير مما خسره؟ سؤال واقعي وأمر واجهه مئات الأشخاص فكيف نتجاوزه في حياتنا اليومية, أضاف السائل أنه اضطر إلى مضايقة الحكام والآخرين لحل مشكلته مادياً, هناك آخر اتصل بي مستفسراً لماذا تصر شركة دلة عند منح رخص السياقة أن يكون الاختبار على العربات التي تحمل محركاتها بالطريقة التقليدية القديمة بينما السوق يكاد يفتقد مثل هذه المحركات أليس ذلك مدعاة للاتجاه نحو الواسطة؟ قلت نعم,, نعم,, لا أفهم لأنني معفى من القيادة بحكم السن! هذه الأمثلة العبرة تعطينا الدليل بأن الاستثناء سوف يفرض نفسه كما أن دخول الأبناء إلى كليات يرغبون بها تقف المعدلات حاجزاً دونها (وهذه مشكلتنا هذه الأيام) إنما يتم عن طريق الاستثناء أيضا (المسمى الجميل للواسطة) فمن نحاكم يا ترى النظام أو المشرعين الذين ذهبوا في خبر كان منذ عشرات السنين؟
إنني بهذه الأمثلة إنما أتوجه الى الذين مازالوا يرددون عبارة حسب النظام أن المرونة أحب إلى الناس من هذه العبارة طالما أنها لا تنطوي على خيانة الضمير إذ إننا نحارب كل ما يفسر لمصالح شخصية ولكننا مع تسهيل أمور الناس في هذا الوقت الصعب بالذات وصدق القول والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم .
المراسلة/ ص,ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved