أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th October,2000العدد:10241الطبعةالاولـيالخميس 15 ,رجب 1421

الثقافية

الخطايا,, أسئلة!
محمد القشعمي
تسلمت شاكراً نسخة من ديوان الصديق/ احمد عبدالرحمن العرفج الكاتب والشاعر الذي وسمه ب الخطايا,, اسئلة! والصادر عن نادي المدينة المنورة الثقافي، وتم هذا بمناسبة لقائنا بجدة اثناء اقامة معرض الكتاب الدولي الاول الذي نظمته الغرفة التجارية بجدة في الفترة من 17/1 الى 1/2/1421ه, وقد سعدت برفقة الاستاذ احمد العرفج طوال مدة بقاء استاذنا الكبير/ عبدالكريم الجهيمان واقامة حفلات التكريم له، وكنا مجموعة من الاصدقاء ندور في فلكه ونتبعه كظله في المعرض وغيره من الحفلات المسائية بدءاً من احتفاء الاساتذة/ محمد سعيد طيب فالاستاذ عابد خزندار فمعالي محمد عبده يماني فعبد المقصود خوجه فعبدالله عبدالجبار,, الخ.
كان الاخ احمد العرفج رفيقاً دليلاً قائداً الى جانب الاستاذ عبدالرحمن المعمر صاحب دار ثقيف للنشر والتأليف وناشر مجلة عالم الكتب.
لقد سعدت بهدية الاخ احمد وهي باكورة نتاجه او على الاصح ابداعه الشعري وابحرت مع الشاعر العرفج في ديوانه الجميل الخطايا,, اسئلة واهم ما استوقفني في هذا العمل المتميز هو هاجس الكتابة الذي يستولي على الاخ احمد لكونه شاعراً وكاتباً، تبقى الكتابة هاجسه الاول، فلا تخلو قصيدة من قصائد الديوان البالغة اثنتين وعشرين قصيدة من اشارة الى فعل الكتابة او ذكر شؤونها او اجزائها: حرف,, كلمة,, عبارة, ففي قصيدة مرور على شجرة الصمت يقول:هنا حرف,, فلا تهربوا وفي بعض التفاصيل: الله اكبر حتى الحرف فوق يدي وفي دروب الى مطلع الفجر : واذا الحرف المسمى قام في الليل يغني وفي الممرات المنسية: وتوضأت بالصمت احرفك وفي انفاس الثواني الاخيرة: فهذا الحرف تتبعه الزوايا وقصيدة الحروف القصيرة: وصمت الحروف وفي تفاحة الرمل: من صهيل الركض اوراقاً حروفاً وفي مفردات: والحرف باذخ وفي الخطايا اسئلة: من دفتر النسيان,, انبش احرفاً وفي السؤال: مدن على حرف بل فجر تنام وفي انطفاء عريض: واذا اختفت سحبت الحروف وكذلك قصيدة الامارة بالحيرة: فاستنكف الحرف من اشعاري رجلاً وهذه الملاحظة العابرة التي تغري المهتمين بقراءة الشعر ونقده بالتوقف امام ظاهرة الشاعر المسكون بهم الكتابة وايمانه برسالة الكلمة قصيدة,, اغنية تتراقص على الافواه وتمد النفوس بالقوة لتلك الاغنية التي انقذت ناظم حكمت من الموت هذا ما تذكرته اثناء قراءتي لما كتبه كامل صالح في عكاظ عدد يوم الاربعاء 20/12/1421ه بالصفحة الثقافية وفي استعراضه للديوان ,, واذا كان الشعر مفتاح الاشياء لتقديم صور مختلفة عن الحياة، فان العرفج يقلب الحكاية لتتحول الحياة الى مفتاح للشعر وللاشياء معاً,, دون ادنى حد من الوضوح، فتشعر انك تغرق معه في بحر كلماته فيتعبك دون ان يتعب هو وعندما يتأكد من الغرق,, يغني قليلاً عبر الفاظه لترتاح,, .
وهذا التعليق الجميل او التقريض للديوان يذكرني بما سبق وقرأته في سيرة بابلو نيرودا اشهد انني قد عشت فيقول: انني اسمع بالشاعر التركي الكبير ناظم حكمت واقرأ له باعجاب، والتقيت به مؤخراً فجلست استمع اليه وهو يتحدث وانا استزيده، يقول انهم قبضوا علي ولم يجدوا مكاناً يحتجزونني فيه سوى بارجة بالبحر، فتركوني اصعد السلم الطويل وهو عبارة عن حبال مدلاة من اعلى البارجة الى اسفلها تلعب به الرياح وانا اصعد بصعوبة، واخيراً وصلت الى الاعلى وانا الهث ففرحوا، قالوا انه سيعترف,, وعندما اكتشفوا صعوبة ذلك حشروني في مرحاض ضيق وسدوا مجراه وبدأت القاذورات تعلو وترتفع حتى وصلت الى منتصف جسمي,, فبدأت اتذكر الاغاني ثم بدأت اغني,, وكلما ارتفعت القاذورات ارتفع صوتي حتى وصلت الى عنقي,, واخيراً افرجوا عني بقولهم ما فيه فائدة,, فرد عليه نيرودا,, الان تعلمنا متى نغني!!,, .
وهكذا امضيت وقتاً جميلاً وانا اقرأ بعض المقطوعات ويسمعها الاستاذ ابو سهيل ويطرب لها, ويقول لماذا عندما اقرؤها لا احس بالجرس الشعري كما تقرؤها انت؟ أليس هذا هو المسمى الشعر الحر,.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved