أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th October,2000العدد:10241الطبعةالاولـيالخميس 15 ,رجب 1421

محليــات

لما هو آتٍ
لكِ وحدكِ 41
د, خيرية إبراهيم السقاف
هذه النداءات تصلكِ,,.
وما الذي سيصلكِ بعد اليوم؟,,.
ترى,,, هل ستكونين حريصة على اللحاق بضوء الشمعة، وإيقاع النغمة، وظل الذي تركتِ من خلفكِ؟,,.
ترى,,, هل ستفرغين للتأمل في وجه الذي مضى,,, وتعبثين بأصابعكِ في مَسَامِّه كي تغوري إلى جوفه، فتلتقطي منه خبايا ما لم تكُني قد عَرَفتِ؟,,, حين كانت المنافذُ كلُّها تقودُكِ إلى التفاصيل كلِّها,,, وأنتِ لم تكُني إليها؟,,.
هذا الفضاء الواسع الرحيب في اتساعه ما يخيف، وفي مداه ما يوحش، وفي انبساطه مايحيِّر,,,، والخوف، والوحشة، والحيرة,,, ليست فقط ولادات عسيرة للفراق,,, بل هي ولادات يسيرة للقاء,,.
كانت هذه خلاصة ما كتَبتِ فوقَ خارطة قدميكِ وأنتِ تبصُمين خَتمَ الخطوةِ,,, وتقفين على مرفأ المركب، وتلوِّحين بشارة السَّفَر,,.
سافري,,, لكنَّكِ لن تغادري,,.
فسفركِ دوماً إليَّ,,, ذلك لأنّ بوصلة الاتجاه لا تكونُ إلا إليَّ,,.
وأنتِ تخرجين منِّي لتعودي إليَّ، وما غادرتُكِ لحظةً، وما فعلتِ بي مثل ذلك,,,،!!
هذا الملكوت الراحل في كُنه الوجود في وجودكِ,,, لا يرحل إلاّ كي يستقرَّ فوقَ شاطىءٍ تعمِّرُهُ أجراسُ الفرحة بوجودكِ الذي لا ينتهي,,,، لأنَّكِ مدىً يكوِّنُ المرافىءَ، والشواطىءَ، ويُشكِّلُ رَسمَ البوصلةِ فوق جبهةِ الكلامِ، وفوَّهةِ النَّدى، حين يتململُ العصفورُ الشاردُ في ملكوتهِ، كي يفردَ جناحيه، فيكونان البوصلةَ والمجدافَ,,.
رتِّلي أشعاركِ,,.
ومَوسيقى قوافيكِ,,.
وأطلقي أنغامكِ,,.
وهاتِ معكِ الإزميلَ وارسمي,,.
هذا الوقتُ لا وقتَ فيه للوقتِ,,.
وتلك اللحظةُ لم تلد أيةَ لحظةٍ,,.
والزمنُ لم يُنجب غيرَ زمنِكِ,,.
وأنتِ؟!,,.
تصكُّ أذنيكِ نداءاتي,,.
وأنتِ,,, تصلُكِ كافةُ شاراتي,,.
وأنتِ,,, ترينَ بروقَ ومضاتي,,.
وأنتِ تحتوين الكونَ الذي هو بوتقةُ النداءاتِ، والشاراتِ، والبروقِ، والومضاتِ,,,، أتدرين لماذا؟
لأنّكِ من يُنادي، ويُشيرُ، ويُومضُ,,, ويحتوي,,.
في ذلك المدى، كنتِ كالعروس الحالمة، تداعبين حبّاتِ المَسبَحةِ وهي تَقطُرُ بينَ يديكِ، بإيقاع النَّبضِ خلفَ ضلوعكِ,,,، وهي الوقتُ ذاته كانت خفقاتُ الجوفِ في كُنهِ الذي خَلفَ ضلوعي،,,, وعَبَقتِ,,,، وكُنتِ اللَّامدى، في رحلة الحنين,,,، وخوف الطرقاتِ,,.
أتدرين أنّني ما انثلتُ بكاءً إلا حين لامَسَت حباتُ المَسبَحةِ رسيسَ جَوفٍ عَمَّرتِهِ بكِ؟!,,.
ولكن كيف,,,؟!
وهو مداكِ,,, وعالمكِ,,.
وأنتِ فيه السيدةُ، الفارسةُ، الفارهة؟!
تتأملين,,.
وللشموع من وميضكِ تُرسلين,,.
وللتأمل من عمقكِ تمنحين,,.
وها قد استوت الرواية على مقدَّمةِ المركبِ، قصة المدى الغارقِ في بحر المُضيِّ، نحو رحلةٍ لا نهايةَ لها، إلاَّ عندَ إبهامِ قدمَيكِ,,.
وذلك الصدى يَعتلي هامتي,,.
وشجرةُ السنديان لما تَزَل تُرسلُ إلينا بفوحِ خضارها,,,، وثراءِ رُوائها,,.
وتمد إلينا بظلٍ يتسع لكلِّ البقاعِ تحت أقدامنا، وعلى امتداد هامات أصابعنا,,,، وعند مرامي لَمحاتِنا، وطرفاتنا,,.
وشجرة السنديان تحمل فوقَ كلِّ جزءٍ منها، بما هو منكِ كي يستوي الطريق بكِ كوناً لا نهاية له,,,، ولا بداية وحين تكون البداية فتنطلق عنكِ,,.
ولا يصل الطريقُ إلى ما لا نهايتكِ,,.
أطللتِ إليَّ التو,,.
وأرسلتِ إليَّ بَصمتَكِ,,, كي أصمتَ,,,، ولكي نتأمل معاً,,.
وحدة الدرب الذي امتد,,.
دون أن يعلن عن أبعاده,,, أو يبوحَ بمداه,,.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved