أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th October,2000العدد:10241الطبعةالاولـيالخميس 15 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

قتلوك أيها الطفل الشهيد
محمد ايها الطفل الشهيد,, هل تستطيع المشاعر ان ترسم مأساتك وهل تتسع الكلمات والعبارات للتعبير عن هذا المشهد المفزع,, لا أخفيك أيها الحبيب أن أناملي ترتعش وقلمي يهتز وخطوط الحبر على أوراقي متعرجة,, كلماتي متكسِّرة غير واضحة,, وكيف تستقيم العبارات والجُمل وأنا أشاهد الجنود الصهاينة يمطرونك وابيك بسيل من الرصاص,, كيف يهدأ قلمي وتتزن حروفي وكلماتي وأنا ارقب الجوقة الصهيونية تعزف على رأسك وجسمك ابشع مظلمة عرفها التاريخ,, طفل بريء يصيح ويصرخ وينادي,, عيناه تسبحان بالدمع اختفت معالم وجهه وتغيّرت خريطته من الخوف والفزع فلايسمع صراخه احد ولايجيبه احد,, لا هيئة الامم ولامنظمة حقوق الانسان,, ولاحلف الناتو,,, الكل صامتون ولايرى هذا الطفل المسكين إلا الجنود الصهاينة وهم يحملون بنادقهم ورشاشاتهم مشرعةً امامه وموجهة نحوه,, محمد تلك الوردة الزاهية النضرة,, تلك الزهرة العطرة التي طالما فاحت وعطرت أجواء الارض المحتلة,, طالما داعبها النسيم فتناغمت معه مهتزة طربة توزع روائحها وشذاها الطيب الجميل في كل انحاء الوطن,, محمد ذلك الطفل الشهيد الذي فقدته الارض وحزن له الحجر فهو طالما رسم خطوطاً وحفر طريقاً بمظاهراته وراياته ومشاجراته ومشاكساته التي ترفض العدو وترفض الخضوع والخنوع والاستسلام,, والأحجار كانت لاتستقر في مكانها فطالما ترجرجت بين يديه ليقذف بها العدو وهي رسالة محمد وآلته الضعيفة البسيطة الى العدو التي يثبت من خلالها رفضه وعدم تخاذله واستسلامه,, قتلوك يامحمد ولاذنب جنيته ولاجرم ارتكبته سوى انك ترفضهم ولاتريدهم لانهم اغتصبوا الارض ودنسوا المقدسات وسلبوا ونهبوا وارتكبوا المجازر الجماعية للقرى والمناطق الفلسطينية قتلوا الأطفال وسلبوا الرجال وعبثوا بالنساء,.
قتلوك ايها الطفل البريء لانك بعقيدتك الاسلامية الصافية وبإيمكانك القوي تقف امامهم ولاتهابهم,, لم تخفك مدافعهم ولارشاشاتهم ولاصواريخهم ولاقنابلهم المطوّرة المنوّعة,, لم تهتم بترسانتهم العسكرية المطورة والمجهزة بأحدث الصناعات والتقنيات,, قتلوك ايها الشهيد لانهم لم يستطيعوا محوك,, وطمسك,, وغسل فكرك وعقلك لم يستطيعوا تغييب عقيدتك وطمس هويتك فالايمان يملأ جوانحك ويشع وينطلق من اسارير وجهك فتتحطم عليه كل مخططاتهم وتعود وتسقط امامه كل مؤامراتهم قتلوك وهم يحسبون انهم قضوا عليك وأبادوك,, ولكن هيهات,, هيهات فأنت لم تمت بل حي ترزق ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون, فرحين بما آتاهم الله,,
قم يامحمد وقل لهم انك لم تقتل,,, قم يامحمد وقل للذين سيطر عليهم الخوف والوهم انك لم تقتل ولكنّا لقينا الموت أعلى همّة منكم وأمجد,,


نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا,.
فافرحوا أنا غسلنا عنكم الوهم المبلّد
طلِّقوا أوهامكم
إنا نرى الغاية أبعد (1)

خالد عبدالعزيز الحمادا
بريدة
(1)قصيدة رامي أو محمد لعبدالرحمن العشماوي جريدة الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved