أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 14th October,2000العدد:10243الطبعةالاولـيالسبت 17 ,رجب 1421

تحقيقات

الأم والأسرة الأقرب لتعليمهاوشرح تفاصيلها:
ثقافتنا الجنسية بين الرفض والتأييد المشروط
* تحقيق : محمد سمسمجدة وسهى عبدالفتاح القاهرة
قبل أن تخوض في هذا التحقيق ثقافتنا الجنسية توقفنا كثيراً لمجرد أن هناك تحفظاً على كلمة الجنس,, ولكن يدفعنا للاستمرار إدراكنا بأنه لابد ان نعرف كل شيء حول حياتنا ولابد أن نكون أكثر وعيا وإدراكا بأن علينا مناقشة احتياجاتنا ومتطلباتنا تحت الأضواء لتتكشف الجوانب المبهمة ويدرك الكل أبعاد الموضوع وتستفيد اكبر شريحة في حدود المعقول والمقبول، ولأن شريحة كبيرة تهتم بهذا الجانب وتبحث في العديد من متشعباته أردنا أن نطرح بعض التساؤلات على ضيوفنا ممن شاركونا النقاش لنتوصل إلى رؤية واضحة حول إمكانية الاستزادة من الثقافة الجنسية أو عدمها كتعريف هذه الثقافة وامكانية طرح الثقافة الجنسية في مدارسنا وإلى أي حد وما مدى تاثير البحث المستمر عن الثقافات الجنسية,, وأسئلة أخرى وجوانب أخرى متشعبة اطل علينا المتخصصون وذوو الدراية بها فكانت الآراء والأفكار ما بين متوافقة ومتنافرة أحيانا كما سنقرأ في السطور التالية.
* بداية يطالعنا الدكتور فهد عبدالكريم السنيدي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية معرفا الثقافة الجنسية بأنها تعني تعلم الشخص ومعرفته كيفية الجماع ودواعيه بين الرجل والمرأة، واكتساب هذه الثقافة يتم عن طريق المشاهدات والصور والاستقراء في المجلات والكتب الجنسية وتعليم ذلك عن طريق المدارس وحول شرعية تدريس الثقافة الجنسية للطلاب يقول السنيدي ان ذلك أمر محرم وتعود أسبابه إلى ان معرفة الشخص الجماع ومقدماته ودواعيه من ملاعبة ونحوها أمر فطري فالتناسل جار في هذه الدنيا في الانسان وفي الحيوان منذ خلقها الله دون حاجة إلى تعليم ذلك.
إضافة إلى ان هذا يراد به نشر الرذيلة واشاعة الفاحشة بالهاب الغرائز الجنسية وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
وثالث هذه الاسباب هو تحريم النظر إلى العورات إلا فيما بين الزوجين ويجب حفظها عن الأنظار,, وتعليم الجنس كله نظر إلى عورات محرمة ومن النصوص في غض البصر عن العورات والأمر بحفظها قول الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون, وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)، وقال تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).
إذاً فتعلم الجنس بغي وتعد على حرمات الله وحدوده فهو حرام.
برامج دينية مدروسة
* أما الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس له رأي مغاير للدكتور السنيدي حيث يقول ان الهدف من المناهج الدراسية اعداد المتعلم كي يشارك فيها بفاعلية واقتدار وهدفها في المقام الأول ليس حشو الأذهان بالمعلومات بل تزويد المتعلم بالمهارات والقدرات والاتجاهات والميول والقيم والأخلاقيات,, والمناهج الدراسية تتنوع لتشبع جميع جوانب المتعلم وتنمي شخصيته تنمية شاملة متكاملة فموضوع التربية الجنسية مأخوذ به من مناهج بعض الدول غير العربية وهناك نوع من الحساسية في عدم التعرض لهذا الموضوع بصفة مباشرة إلا أننا نتعرض له من خلال مادة الأحياء ومادة التربية الدينية ومن خلال دراسة الأدب العربي,, ففي مادة الأحياء يدرس الطالب عملية التزاوج بين الحيوانات والتلقيح في النبات والجهاز التناسلي للذكر والأنثى ومن مادة التربية الإسلامية يدرس فكرة الزواج وواجبات الزواج والزوجة والوضوء والطهارة وكلها أمور تتعرض لجوانب جنسية كما انه يدرس بعض قصص الحب العذري والغرام الطاهر النقي التي تدور حول علاقة الرجل بالمرأة وذلك من خلال موضوعات من الأدب العربي,, يبقى بعد ذلك ان المتعلم يستقي معلوماته الجنسية من خارج المدرسة من أصدقائه خاصة أو جماعة الاقران وفي مرحلة المراهقة نجد ان خيال الولد والبنت يدفعهما إلى الحديث مع أصدقائهم عن موضوعات جنسية فيها نوع من التهويم والمغالطات والافكار الخاطئة التي تجانب الحقيقة ويجد المتعلمون بعض الكتب التي تتناول موضوع الجنس.
وفي هذا الإطار ارى ان تقدم بعض المعلومات الصحيحة كما تقدم في كليات الطب ولكن بصورة مخففة إلى ابنائنا وبناتنا بأسلوب علمي لا خجل فيه ولا خدش للحياء فتدرس معلمة للطالبات ويدرس معلم للطلاب ويا حبذا لو أحيط هذا وذلك بإطار ديني من بعض الآيات القرآنية أو الأحدايث النبوية الشريفة التي تخلع القدسية والعلمية على جو التعليم ودون اثارة للغرائز أو الشهوات وهذه الموضوعات يوضع لها برنامج للتربية الجنسية بشروط دينية وعلمية حتى نحمي ابناءنا وبناتنا من الأخطاء والأخطار والمعلومات المضللة ونجعلهم ينصرفون إلى الواقع العلمي السليم بعد زواجهم ومعاشرتهم لأزواجهم,, ويمكن ان يقوم الاعلام العربي بدور مهم وضروري في برامج مخصصة وموجهة للشباب,, وفي هذا الاطار يمكن تحقيق الأهداف التالية:
1 تجنيب الشباب الوقوع في أخطاء أو أفكار مغلوطة.
2 تكوين اتجاه ايجابي لدى الشباب للمحافظة على صحتهم.
3 تقديم حلول للمشكلات التي يعاني منها البعض حفاظا عليهم من الأخطاء والخطيئة.
4 توجيه طاقات الشباب إلى العمل النافع المفيد لهم ولمجتمعاتهم بعد ان يتخلصوا من الاستغراق في أحاديث عالم الجنس المجهول الذي يستنزف أعمارهم حيث اتضح ان حوالي 90% من الوقت يقضيه الشباب العربي في أحاديث تدور حول الجنس وهذا نوع من الاشباع اللفظي المغلوط الذي يسيطر عليهم لعدم معرفتهم بالحقائق السليمة.
بحدود مستوى الإدراك
* ويرى الأستاذ الدكتور عبدالعزيز محمد يوسف أن الجنس يلعب دوراً أساسيا في حياة الأسرة وان كنا دائما نحاول اخفاءه,, فلو أن الرجل أصيب بالضعف الجنسي لأي سبب كان,, فمكانته أمام زوجته وأهلها سوف تكون مهزوزة وقد تصل إلى حد الاهانات من بعض الزوجات وأهلهن,, وهنا يصدق المثل الالماني القائل: سعادة في الفراش تعني سعاة في كل شيء إذاً فالثقافة الجنسية بالنسبة للمرأة المتزوجة لها حدود,, فكلما عرفت ببواطن الامور استطاعت ان تفهم زوجها وتطور الحياة الزوجية معه.
ولذلك يجب ان نطرح ثقافة الجنس في مدارسنا فالبنت التي تعرف الامور الجنسية لا يمكن ان يضحك عليها رجل مهما كان خبيثا,, كذلك الشاب المثقف والعالم ببواطن الامور الجنسية سوف يفكر كثيراً قبل ان يخطئ او يحاول الايقاع بأي فتاة,.
وحدود التعليم الجنسي هي حدود مستوى الادراك الفكري فطالب وطالبة الثانوية يعطى لهم من التثقيف الجنسي مالا يعطى لآخر في المتوسطة او الابتدائي.
ويجب ان ينظر إلى الجنس بأنه شيء طبيعي في حياتنا مثل الاكل والشرب,, فإذا كان البحث من أجل العلم فتأثيره جيد جداً لأن الجنس كما قلنا شيء طبيعي كما تبحث امور الطبيعة وعلوم الفلسفة,, وللأسف يوجد لدينا علم في مدارسنا سواء مدارس الاولاد أو البنات ولكن لاتوجد ثقافة حقيقية فالمدارس تريد ان تنتهي من المقررات والمناهج المفروضة عليها من الجهات المشرفة على المدارس سواء كانت رئاسة تعليم البنات اووزارة المعارف,, والثقافة الموجودة بين الطلبة والطالبات ما هي إلا مجهود شخصي يكون من تسهيل أولياء الأمور لمناهل العلم العديدة لابنائهم مثل المجلات والجرائد والكتب العديدة والقنوات التلفزيونية وشبكات الانترنت,, وأتمنى ان لا يمنع بعض الأولياء ابناءهم وبناتهم الاستزادة من مناهل العلم المختلفة,, أما بالنسبة للجهات المشرفة على التعليم فمن المفروض عليهم النظر فيما هو لصالح الابناء من العلم الذي يبقى وليس الذي ينسى ولا فائدة منه ونكرس جهدنا في تطوير الثقافة التي نحتاجها الآن في كل يوم وفي كل مكان وحتى في النقد الهادف لمقررات التعليم الموضوعة من الجهة المشرفة والتي أكل عليها الدهر وشرب.
ولا توجد اي مفارقات بين الثقافة للرجل أو المرأة حتى نقارن بينهما فالجميع يستطيع ان ينهل من الثقافة ما شاء فالمقارنة تكون بين من يريد ان يتثقف ومن لا يريد,.
شرح أدبيات التزاوج
* ويرى الأستاذ أحمد محمد عقيل من خلال دراسته الاجتماعية ان المجتمع لايمكن ان يتقبل هذا النوع من التثقيف أو تدريسه في مدارسنا ويعود ذلك إلى التنشئة الاولية التي توارثتها أجيالنا وبالتالي اصبحت هناك قيم وعادات وتقاليد من الصعب جداً الخروج عنها أو حتى تجاوزها على الاقل في الوقت الراهن ربما يتاح المجال بعد ذلك ولكن يحتاج إلى وقت وذلك مع ظهور العديد من الوسائل الاعلامية المتعددة التي دخلت الى كل بيت ومجتمع وبدأت مراحل اكتساب الثقافات المبثوثة منها سواء قنوات فضائية او انترنت او صحف ومجلات وحتى الكتب لم تقرأ في محيط المجتمع شوهدت في خارجه,, ولنسلم جدلا ان في الامكان تعلم الثقافة الجنسية فمن لديه القدرة من المعلمين لمخاطبة العقول والحذر في تجاوز مستوى الإدراك هذا بالنسبة للرجال اما السيدات فمن الصعوبة بمكان ان تجد المعلمة أو المرأة عموما ما يكسر حاجز الحياء لديها للقيام بتعليم ومخاطبة الفتيات في مثل هذا النوع من النهج التعليمي وبالتالي سيكون هناك ضعف في التوصيل والتلقي وربما تكون النتيجة عكسية ونصبح خاسرين لما هدفنا إليه من تعليم ونشر الثقافة الجنسية.
وهناك نقطة لابد من الاشارة إليها ألا وهي ما يتم تعليمه الآن في مدارسنا من تدريس الجهاز التناسلي للرجال أو المرأة أو حتى تكاثر النبات كل ذلك يتطرق إليه من النواحي العلمية وهذا نوع من التثقيف ولكن سوّر بجدار العلمية ولا يمكن تجاوزه إلى شرح أدبيات التزاوج والمعاشرة والاستمرارية التزاوجية.
الأم والأسرة
* وللمرأة رأي فهذه الأستاذة ولاء حنفي محمود تقول: الحياء شعبة من شعب الايمان وليس هناك اشد حياء عند الخوض فيما يسمى بالجنس وتبعياته من تثقيف وتدريس لكلا الجنسين والمرأة في هذا اشد خجلاً وحياءً,, فهذه مواد الأحياء والعلوم تتعرض لدراسة علمية عن التناسل والتزاوج ووصف الاعضاء التناسلية وترى الطالبة وقد بدا عليها الخجل ومحاولة الابتعاد عن مناقشة هذه الدروس على قدر المستطاع ويظل حاجز الحياء الفطري قائماً والعادات والتقاليد وفوق هذا وذلك تعاليم ديننا الحنيف الذي ينهانا عن الخوض في تفاصيل هذا النوع من المواضيع.
وتضيف ولاء أن الأسرة لها دور كبير في تربية الابناء والأساليب التي يمكنهم من خلالها تعليمهم بأمور الحياة كما ترتئي الاسرة لأنهم الأدرى بحد الادراك والقبول لتعليم وتثقيف هذا العلم الاخلاقي والسلوكي والعلمي والذي لابد من تعلمه ولكن يظل السؤال مطروحا وحله لدى الاسر والمعلمين في المدارس والمجتمع بصفة عامة كيف نثقف الجنس ونوصّل بواطنه للمتلقي؟ .
* وترى المربية سامية محمد خان ان للأم الدور الاعظم في التربية ف:
الأم مدرسة إذا أعددتها,.
أعددت شعباً طيب الأعراق
فمن خلال ذلك يثب فعلا مدى الدور الكبير الذي تقوم به المرأة فلا أقرب للفتاة من أمها ولا أكثر من متابعة للأبناء في المنزل من الأم,, فالبنت تسر لأمها حين احساسها ببداية نزول دم الدورة الشهرية وتسألها ماذا يعني وكيف اتصرف فهنا يأتي دور الام فكيفية الاجابة تحدد ما بعد ذلك من سلوك هل تجيبها بأنك قد أصبحت امرأة ولابد ان تكوني واعية ومدركة لتعاملك مع زميلاتك في المدرسة وأهلك في المنزل وأصحابك من خارج المدرسة وأنك اصبحت في إطار مرحلة من عمرك جديدة يحتسب عليك أي تصرف تقومين به,, أو يكون الرد (هذا شيء عادي في حياتك ولما تكبري تعرفيه)؟ ومن هنا يبدأ انفتاح باب السؤال خارج أسوار المنزل مع الزميلات والصديقات وبالتالي كل لها ثقافتها ويبدأ اكتساب سلوكيات وأخلاقيات الغير بكل سيئاتها وحسناتها.
فيجب على الأم ان تنزل إلى مستوى تفكير ابنائها وتكسبهم وتغرس فيهم الثقة بالنفس وتعاملهم على أسس الصداقة والصراحة وبالتالي ستحتوي عقولهم وستكون قريبة من تفكيرهم وستُلمّ بجميع ما يجري معهم خلال اليوم ويكون النصح والارشاد أسهل وأجدى كما انها ستكون قريبة من مستوى التفكير لهم وإلى اي حد يمكن لأبنائهم الوصول بتفكيرهم وما يرمون إليه مهما حاولوا التمويه.
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved