أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd October,2000العدد:10251الطبعةالاولـيالأحد 25 ,رجب 1421

مقـالات

بوح
وسيلة جديدة للتسويق
إبراهيم الناصر الحميدان
هل أصبح العرب مولعين بالاثارة أو الفضائح أحياناً بغية الانتباه إلى ما يحدث في اوساطهم الثقافية والاجتماعية؟
اكاد أجزم بهذا الاعتقاد لسبب بسيط هو ان الكثير من الامور لا تظهر على السطح وتصبح حديث المجالس مالم تسبقها تلك الاثارة مثل فرقعة انفجار في وسط مكان عام.
وهذا دليل على ان الهدوء لم يعد يعطي ذلك المفعول الطبيعي في علاقات الناس او اهتماماتهم انما ينبغي احداث زلزلة وان كانت صغيرة حتى تأخذ ذلك البريق الذي يخطف العقول قبل الابصار.
وفي وسطنا الثقافي حدث في الشهور الاخيرة مايؤكد تلك الظاهرة.
لقد صدرت رواية بعنوان (وليمة لأعشاب البحر) قبل بضع سنوات لمؤلفها الكاتب السوري حيدر حيدر ولم يلتفت لها احد فكان توزيعها كما هي العادة متواضعاً وعندما اثارت احدى دور النشر وهي حكومية اعادة طباعة الرواية وتوزيعها باعتبارها تشكل ابداعاً لكاتبها حدث ما لم يكن في الحسبان اذ تظاهرت فئات من الناس اكثرهم من طلبة الازهر ضد طباعة الرواية لاحتوائها بعض العبارات التي تتعرض للدين الاسلامي, وحيث كثر اللغط حولها في وسائل الاعلام المصرية توقف طبعها في مصر ولكنها طبعت في سوريا لتلقى ذلك الانتشار الواسع الذي لم تحظ به طبعاتها الاولى.
الامر الآخر ان كاتبة جزائرية تدعى (احلام مستغانمي) دفعت برواية إلى السوق بعنوان (ذاكرة الجسد) (لقيت بعض الاهتمام ونالت جائزة عنها في مصر وكان توزيعها معقولاً ثم حدث ما لم يكن في الحسبان اذ تلقف احد الصحفيين كلمة عابرة قالها الشاعر العربي سعدي يوسف مفادها أنه كاتب الرواية وليست احلام مستغانمي فكان أن دارت مناقشات وتصريحات بين هذين الكاتبين ادت إلى أن تطبع هذه الرواية أكثر من تسع مرات حتى اليوم رغم توضيح سعدي يوسف بانكاره لمثل هذا التصريح انما ذكر أنه ساهم في تصحيح الرواية لغوياً قبل طباعتها للعلاقة التي تربط بينهما أدبياً وبينه وبين زوجها.
ويبدو إلى أن الوسط أي وسط يحتاج دائماً إلى مثل هذه الزوابع التي تحقق انتشار أي عمل يطرح للتسويق مما يعني أن العرب ليسوا أمة صوتية فحسب كما ذكر القصيمي منذ نصف قرن وإنما زوابعية تركض وراء الفضائح والاثارة وهذا أمر مؤسف ولا شك.
للمراسلة ص,ب6324 الروضة 11442

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved