رعد يدمدم با للعنات واللهب
فطأطئي يا رؤوس الشجب والخطب
رعد الدماء التي دوت بلاغتها
فلاذ منها رخيص القول بالهرب
مضى يواري برمل الصمت سوأته
منكس الرأس بين الجدب والسغب
الآن لا شاعر يهذي فيمنحه
طيب الجماهير وهما أرفع الرتب
ولم يعد لبغاث الشعر من أمل
لتبلغ الشأو بالتدليس والكذب
غيم على القدس مذ لاحت بوادره
والحق يعصف بالاستار والحجب
ويهتك الستر عن عورات من سدروا
في غيهم واحتموا بالشك والريب
برق على القدس جلى كل داجية
من الهوان وأحيا ثورة الغضب
شوارع القدس نبض ليس يوقفه
لغو المرابين من عجم ومن عرب
نبض توهج في الآفاق مؤتلقا
حتى تلقته بالتهليل والعجب
شوارع هرمت من طول ما رقدت
على الخديعة والتهريج والكذب
كان الغبار يغني في جوانبها
لكنها الآن أنهار من اللهب
تجلت الأرض ذات الطهر فامتشقت
سيف الجهاد بايمان وعزم أبي
تشربت بدم الأحرار فانبجست
بالنار في وجه أفاق ومغتصب
تلفت الحجر القدسي فانبعثت
أشعة النصر من تلٍ وكف صبي
يا قدس تبقى لنا رمزا نلوذ به
وان تركناك رهن الضيم والنوب
أنت الإباء لنا بل أنت سيدنا
مذ مات فينا إباء السادة النجب